حازم الحدىدى كما أن هناك قوانين تنظم العلاقات بين الناس، هناك أيضاً معايير تحدد شكل الخناقات بين الناس، فمثلاً إذا كانت الخناقة بين حريم درب الهوي، فلا حدود للردح ولا سقف للشتائم ولا حساب لامتهان نفس المهنة، مما يحيل الخناقة إلي فاترينة لعرض آخر صيحات الانحطاط وقلة الأصل، أما إذا كانت الخناقة بين طه حسين والعقاد، فلا حدود لكظم الغيظ ولا سقف للرقي ولا بديل عن مراعاة الأصول مهما احتدم الخلاف ومهما بلغت ضراوة الاشتباك، مما يحيل الخناقة إلي رقصة باليه مائي تستمتع بها الأجيال علي مر التاريخ، وتتعلم منها نبل الصدام وأخلاق الاختلاف وآداب الاشتباك بين كبار المقام والقامة. أقول قولي هذا بمناسبة قلة آداب الاختلاف في الخناقة الدائرة "الآن" بين المستشار أحمد الزند والمستشار أحمد مكي، تلك الخناقة التي كنت أتمني لها أن تتبع معايير خناقات كبار المقام والقامة، حتي لا تنزلق إلي حضيض خناقات درب الهوي.