رحلة عذاب يومية يقطعها عدد كبير من مواطني مدن وقري محافظة الفيوم من والي مقار أعمالهم وإليها بسبب سوء حالة الطرق الداخلية، الأمر الذي يزيد من نسب الحوادث علي هذه الطرق، لانعدام الأمن والسلامة عليها، واستمرار هذه الطرق علي تلك الحالة ينذر بكارثة مع تكرار الحوادث عليها يوميا. وتعاني الطرق الداخلية بالفيوم، من عدم استكمال عمليات الرصف، وسوء حالة بعضها من وجود مطبات وعمليات حفر عشوائية تتم قبل وبعد صيانة الطرق في غفلة من المسئولين، كما أن بعض الطرق في عدد من القرى تحتاج إلي تمهيد نظرا لضيق مساحتها وعدم استيعابها حركة السيارات عليها، كما أن بعض الطرق ومنها طريق بحيرة قارون السياحي، به عدد من المطبات العشوائية والتشوينات المخالفة، بالإضافة إلي خطورة عدد من المنحيات التي أدت إلي الكثير من الحوادث علي هذا الطريق المهم والحيوي لخدمة السياحة بالمحافظة. بداية قال أحمد مصطفي عبدالسلام، "موظف ومقيم بقرية سنهور"، إن الطريق المؤدي للقرية تم رصفه ولكن به عدد كبير من المطبات العشوائية غير المطابقة للمواصفات والتي تؤدي إلي العديد من الحوادث، مشيرا الي أن الطريق به العديد من الاشغالات بسبب البناء المخالف أو المقاهي التي تصطف علي جانبي الطريق، مشيرا إلي أن هذا الطريق هو المؤدي إلي منطقة "السيلين" السياحية. وأضاف عمرو عبدالحميد "محاسب ومقيم بقرية سيلا مركز الفيوم"، إن الطريق المؤدي للقرية التي يقطنها لم يتم رصفه منذ عدة سنوات وبه عدد من الصخور الكبيرة، فضلا عن ضيق الطريق في عدد من المناطق الامر الذي يمثل معاناة يومية لأهالي القرية. ويضيف محمد عبدالقادر "مزارع من قرية الغرق"، ان الطريق الذي يربط القرية بالمركز به الكثير من المطبات العشوائية والعديد من الاشغالات والتشوينات، في ظل غياب رقابة المسئولين في الوحدة المحلية، أو مديرية الطرق، كما أن بعض المناطق في الطريق لم يتم رصفها، ويتسبب ذلك وقوع في العديد من الحوادث. وأوضح خليل علي السيد، "موظف، ومقيم بمركز سنورس"، ان مشكلة شبكة الطرق الداخلية في الفيوم، تعود إلي اختراق العديد منها للكتل السكنية داخل القري، الامر الذي يجعل الاهالي يقومون بإقامة مطبات عشوائية بشكل يومي لمنع وقوع الحوادث، كما أن سلوكيات خاطئة يقوم بها عدد من المواطنين ومنها إلقاء مخلفات المنازل علي الطريق ،الامر الذي قد يؤدي إلي تدهور حالة الطرق بعد رصفها، مشيرا الي أن ذلك يتطلب من المسئولين رقابة صارمة حتى لا تضيع ملايين الجنيهات يتم إهدارها علي رصف الطرق. ومن جانبه أكد الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم إنه تم وضع خطة لرصف الطرق داخل المحافظة تتضمن إصلاح شبكة الطرق الداخلية بالفيوم، بتكلفة تصل إلي 18 مليون جنيه، وتوفر 618 فرصة عمل، وتشمل رصف الطرق المؤدية لقري مراكز، "أطسا، وأبشواي، ويوسف الصديق"، مشيرا الي ان مديرية الطرق والنقل بالمحافظة هي التي تقوم بتنفيذ تلك الخطة من خلال جدول زمني ينتهي في شهر يونيو المقبل. وأوضح عطية أن مجموع ما سيتم رصفه من طرق خلال تلك الخطة يصل إلي 17 كيلو مترا، لدعم شبكة الطرق الداخلية وتطويرها، ومراعاة اقامة المطبات والخدمات علي الطريق بشكل يراعي فيه المواصفات القياسية لرصف وإصلاح الطرق الداخلية، لافتا الي انه ستتم بالتوازي عمليات إنارة للطرق الداخلية،في إطار تطوير تلك المنظومة بشكل شامل داخل المحافظة. وأشار عطية الله الي انه تم توقيع عقد بقيمة 10 ملايين جنيه منحة تمويل من البنك الدولي للتنمية بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي لرصف الطرق الريفية بجميع مراكز المحافظة. موضحا أن عقد الشراكة يهدف إلي رصف 6 طرق رئيسية في 6 قري بستة مراكز مختلفة بواقع طريق بكل مركز. وأوضح بأن الطرق التي تم اختيارها هي الأكثر احتياجاً وتخدم عددا كبيرا من المواطنين وتم اختيارها بالتعاون والتنسيق مع مديرية الطرق ومجالس المدن، مشيرا الي انه تم تشكيل لجنة إشراف ومتابعة لمتابعة تنفيذ عمليات الرصف بداية من الطرح حتى الانتهاء من أعمال التنفيذ.