يتزايد القلق جراء تصاعد العنف في قطاع غزة حول مدي قدرة حكومة الأرض الفلسطينية المحتلة ووزارة الصحة بها علي مواكبة العبء المتزايد للطوارئ الطبية علي قطاع النظام الصحي, في ضوء ارتفاع معدلات النقص في الأدوية والأدوات الطبية التي تستخدم لمرة واحدة وإمدادات الوقود للمستشفيات, فضلا عن ارتفاع ديون الرعاية الصحية. ومن ثم, تدعو منظمة الصحة العالمية الجهات المانحة, المحلية والإقليمية, لدعم وزارة الصحة الفلسطينية في مواكبة الوضع الراهن الصعب في الأرض الفلسطينية المحتلة, ولاسيما في قطاع غزة, والذي يؤثر علي صحة الفلسطينيين. وقد استمرت الهجمات علي القطاع منذ السادس من يوليو, وخلفت حتي الآن80 قتيلا(17 طفلا و16 امرأة) وأكثر من570 جريحا(120 طفلا و170 امرأة), كما تسببت الهجمات في ضرر لأحد المستشفيات وثلاث عيادات ومركز لتحلية المياه في أحد مخيمات اللاجئين. وقد أفادت وزارة الصحة الفلسطينية عن عدم قدرتها علي الاحتفاظ بمخزون كاف من الأدوية بسبب الديون المستحقة منذ زمن التي تزيد حاليا علي253 مليون دولار أمريكي(874 مليون شيكل إسرائيلي جديد). ومن بين هذه الديون, هناك105 ملايين دولار مستحقة لموردي المستحضرات الصيدلانية و148 مليون دولار لمراكز الإحالة الطبية الفلسطينية الخاصة. وتعاني مستشفيات القدسالشرقية نظرا لعدم سداد57 مليون دولار أمريكي مقابل خدمات الإحالة, وخصوصا مستشفي أوغستا فيكتوريا التي تستقبل70% من إحالات السرطان من قطاع غزة و40% من حالات العلاج الكيميائي والإشعاعي القادمة من الضفة الغربية. وبنهاية يونيو, أفادت المخازن المركزية للأدوية بالوزارة أن27% من أصناف الأدوية الأساسية قد نفدت في الضفة الغربية ووصلت إلي28% في قطاع غزة. ويعد الوضع في قطاع غزة الأكثر خطورة, ويتفاقم بفعل عدد من العوامل الإضافية; فوزارة الصحة لم يعد لديها من الوقود سوي ما يكفي لتزويد المستشفيات بالكهرباء لمدة عشرة أيام فقط. ولم يحصل نصف العاملين الصحيين بالقطاع الحكومي علي رواتبهم خلال الشهور الأخيرة, وبعضهم لم يعد قادرا علي الذهاب إلي العمل. كما توقفت المستشفيات التابعة للحكومة عن إجراء العمليات الجراحية الانتقائية لتوفير الموارد وفي محاولة لتلبية الجراحات العاجلة. وقال الدكتور علاء الدين العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط, لقد واجهنا وضعا مشابها عام2008 2009, وأخري في2012 عندما انخفض المخزون وكانت الحاجة ملحة للأدوية. واليوم, تتأثر الضفة الغربية أيضا بالنقص في الميزانية وفي إمدادات الأدوية.