غداة نفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأنباء التي تحدثت عن أن فترة الأشهر الثلاثة الاضافية لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية ستكرس للتفاوض حول الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة, أكدت الحكومة الفلسطينية أن وقف الاستيطان أساس نجاح العملية السياسية, فيما قال نبيل شعث عضو الوفد الفلسطيني المفاوض ورئيس مفوضية العلاقات الخارجية في حركة فتح إن نتانياهو لا يريد السلام, ولكنه يريد إقرار وتكريس الأمر الواقع. وفيما قال نائب نتانياهو إن الاتصالات مع واشنطن بشأن عرض الحوافز وصلت إلي طريق مسدود, وقد تفجرت أزمة جديدة بين فتح وحماس بسبب منع الأخيرة أعضاء المجلس الثوري بحركة فتح من حضور اجتماعات المجلس غدا مع الرئيس أبو مازن في رام الله لمعرفة آخر ما وصلت إليه المباحثات مع الإدارة الأمريكية بشأن إمكان العودة إلي المفاوضات المباشرة. وقال شعث إن ديفيد هيل نائب المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط لم ينقل للقيادة الفلسطينية يوم الأربعاء الماضي أي شيء عن الاتصالات بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية لاستئناف المفاوضات المباشرة. وأضاف شعث في تصريح صحفي أمس ان هيل أبلغ القيادة الفلسطينية بأن الادارة الامريكية لم تصل حتي الآن إلي شيء مع الإسرائيليين وليس هناك تقدم في عملية السلام إطلاقا. وتابع أن نتانياهو لا يريد سلاما ولا يريد عملية سلام ولا يريد تفاوضا ولا يريد الوصول إلي نتائج إلا إقرار واستمرار الأمر الواقع. وأضاف هذا الرجل( نتانياهو) لا يريد سلاما فهو ينفي أي إمكانية أو فرصة لعملية السلام.. والأسوأ من ذلك كله أن الولاياتالمتحدة تكافئه علي مخالفة عملية السلام وعلي الاعتداء علي كل شروطه.. وهذه هي المصيبة التي نواجهها. وفي رده علي سؤال حول وجود سقف زمني للانتظار الفلسطيني.. قال شعث: الانتظار الفلسطيني لم يعد أمامه الكثير وتحدثنا مع الرئيس حسني مبارك حول اجتماع لجنة المتابعة العربية المكونة من وزراء خارجية الدول العربية. وأضاف أعتقد أن اللقاء مع لجنة المتابعة العربية سيكون إما في الأيام القليلة القادمة في نهاية هذا الشهر أو في اليومين الأولين من الشهر القادم.. وهنا لابد من الوصول إلي قرار. وأكد أن الورقة الفلسطينية جاهزة لتعرض علي اجتماع لجنة المتابعة العربية, ونحن لسنا علي استعداد أن نذهب لمفاوضات عبثية.. نريد أن نستند إلي أرضية صلبة قائمة علي وقف الاستيطان ووقف تهويد القدس وانهاء الحصار الاسرائيلي عن غزة. وأضاف: نريد علي الطاولة شروطا واضحة لمفاوضات تقود إلي دولة فلسطينية علي حدود1967 هذا هو الإطار الذي يجب أن ننطلق منه وهو إطار الشرعية الدولية والإطار الذي يمكن أن يصل بنا إلي نتيجة. و أكدت الحكومة الفلسطينية أن وقف كل النشاطات الاستيطانية بشكل تام وشامل في الأرض الفلسطينيةالمحتلة وفي مقدمتها مدينة القدس ومحيطها هو الأساس لعملية سياسية جدية. وذكر مجلس الوزراء الفلسطيني- في بيان صدر عقب جلسة المجلس الأسبوعية في رام الله أمس التي رأسها الدكتور سلام فياض- أن المطلوب من العملية السياسية هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وضمان حقوق شعبنا الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة علي حدود عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأعرب المجلس عن رفضه لربط عملية تجميد الاستيطان بأي ضمانات أو شروط تمس بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وهي الحقوق التي أكدتها قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي. في المقابل قال ايلي يشاي نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الداخلية وزعيم حزب شاس اليميني المتطرف إن الاتصالات الجارية مع الجانب الأمريكي لصياغة وثيقة خطية تتضمن التفاهمات المتعلقة بإعادة تجميد أعمال البناء في المستوطنات وصلت إلي طريق مسدود وأضاف يشاي في تصريح خاص لراديو( صوت إسرائيل) أمس أنه كان هناك كما يبدو سوء فهم بين الجانبين ولذلك لا يمكن الان وضع وثيقة مكتوبة, مؤكدا أن إسرائيل لا تقبل بالمطالب الأمريكية. ميدانيا, شرعت جرافات وآليات تابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس في تجريف أراض زراعية في المنطقة الشرقية من بلدة العيسوية التي تقع وسط مدينة القدسالشرقيةالمحتلة.