الأعياد الدينية والأعياد الوطنية لها طقوسها وعاداتها وكل هذه الطقوس والعادات تحاول ادخال البهجة والسرور علي كل الناس وكل هذه الأعياد مرتبطة بالمأكولات فمثلا الكعك والبسكويت في عيد الفطر( العيد الصغير) واللحمة في عيد الاضحي( العيد الكبير) وعيد شم النسيم( الفسيخ) وحتي اعياد الأخوة المسيحيين في اعيادهم مرتبطون بانواع الأكل في الصيام والأعياد. والقاسم المشترك الأعظم والذي يجعل للأعياد بهجة هو الموسيقا والغناء وما تقدمه الاذاعة والتليفزيون منذ الصباح الباكر من موسيقات مبهجة واغاني جميلة من الفنانين والمطربين والمطربات واغاني الأطفال مما يشيع في المنزل والشارع جوا مرحا وجميلا يغسل عمل الوظيفة وهموم الغلاء الفاحش وارتفاع اسعار كل السلع والخدمات وخصوصا الخدمات الطبية( مستشفي استثماري) ماذا يعني استثمار المريض او استغلاله والدفع مقدما!! وما يقلقني يوميا ويقلق الحكومة وجميع الناس المرور وتكدس الشوارع بكل انواع السيارات وعدم انتظام حركة المرور ولم أسمع اي خبر عن علاج هذه الظاهرة وهل العلاج مستحيل كما هو مستحيل في علاج الهوجة الموسيقية والغنائية الهابطة وهل هذا الهبوط الفني مرتبط بحال الشارع والمجتمع؟! طبعا وأكيد ان انطباع الموسيقي والغناء متأثر ومرتبط بصورة المجتمع وما يدور فيه ولذلك لم اسمع أي اغنية للعيد من انتاج هذه الفترة وكل ما نسمعه من اغاني الاعياد تم انتاجه منذ اكثر من ثلاثين عاما. ومن الظواهر التي كانت تعمل للعيد فرحة وبهجة موسيقات الجيش والبوليس والتي كانت موجودة في اكشاك الموسيقا في الحدائق والميادين العامة وكانت فرق الموسيقا في المحافظات في صباح العيد تمر في الشوارع وتعزف الموسيقات المرحة والمبهجة ويشعر الناس انهم في حالة فرح. وكانت حديقة الازبكية في الاعياد موجودا بها اكثر من فرقة موسيقية: فرق نحاسية وفرق وترية وفرق موسيقات شعبية لماذا اختفت كل هذه الظواهر؟ ولماذا لانعود اليها مرة اخري في كل المحافظات؟ نحن جميعا محتاجون لأن نعيش لحظات سعادة وفرح لأن الجو العام مليء بالأحداث والأخبار المؤسفة ومعدل الجريمة ارتفع أكثر من معدل الأسعار. حتي أن أحد الأصدقاء قال لي( العيد فرخة) بالخاء أي أن الحصول علي شراء فرخة اصبح عيدا. وارجو وأناشد جميع المسئولين والمحافظين العودة لاكشاك الموسيقا في كل محافظة وكل ميدان فنحن نملك اقوي فرق الموسيقا في العالم فقد حصلت فرق موسيقات الجيش علي بطولة العالم أكثر من مرة وكذلك موسيقات البوليس. نحن محتاجون أن نعالج أنفسنا بأيدينا ولانحمل الحكومة كل شيء نحن جزء كبير من الحكومة نحن الشعب سلوكياتنا تؤثر علي الأداء الحكومي فصلاح الشعب من صلاح الحكومة لأن الشعب باق والحكومة تتغير وتتبدل لصالح الشعب. واتمني ان تمتنع الاذاعة والتليفزيون في ايام الأعياد في نشراتهما الاخبارية أو التقليل من الاخبار السيئة وما يحدث في العراق والصومال واليمن والمستوطنات حتي لانفسد بهجة العيد. ويأتي العيد الكبير في هذه السنة في عز ايام الانتخابات لمجلس الشعب واتمني ان يشارك كل الشعب في ابداء الرأي والوصول الي صناديق الاقتراع حتي يكون لنا دور في المشاركة السياسية واطالب بأن تكون للفنانين مقاعد في المجلسين فكثير من الفنانين يمتلكون حسا سياسيا مرتفعا. واليوم عيد وأتمني لكم السعادة وراحة البال. وكل عام وانتم بخير