أصبحت أحيانا أحب التعليق علي أقوال الدكتور سليم العوا, خاصة التصريحات التي تصدر في الفترة الأخيرة, ويحاول فيها جاهدا أن يزيل آثار الهجوم الذي قرر شنه في وقت ما, في اتجاه تم إحباطه بسهولة, فهي فرصة لتجربة أساليب منهجية علموها لنا في الجامعة قديما, تفيد بأن هناك نسقا عقيديا وراء الكلمات, وهي مسألة مغرية بشدة في حالة الدكتور العوا, لأنها ببساطة شديدة السهولة, والمهم فيها أن ننسي أن هناك لقبا أكاديميا في الموضوع. عنوان التصريحات التي نشرتها الشروق يؤكد أن علي المصريين جميعا الدفاع عن الكنائس لأنها جزء من الوطن, ولا أعرف من الذي يعتقد أنه ليس علي المصريين أن لا يدافعوا عن الكنائس أو المساجد أو المتاحف أو الكباري, أو الحدود, إلا إذا كان يتم النظر الي المصريين علي أنهم مسلمون ومسيحيون, وأن لكل مبني هوية دينية, وأن علي أصحاب كل دين أن يدافعوا عن مرافقهم, ثم من الذي سيهاجم الكنائس لندافع جميعا عنها, فمن الناحية العلمية, يتعلق الأمر بقنبلة قاعدة, تفككها شرطة الدولة. وحسب النص, فإن تهديدات القاعدة فبركة إعلامية, فلا يوجد شئ إ سمه قاعدة العراق, ورغم أنني أعتقد جازما, أن الدكتور سليم يقصد أنه لا توجد قاعدة في العراق, ودعنا من المفبركين الذين هاجموا كنيسة سيدة النجاة, أو المسيحيين في منازلهم, فإنه من الناحية العلمية توجد قاعدة في العراق, قادها شخص اسمه الزرقاوي ذات مرة, والأهم أنه يوجد ما يسمي قاعدة العراق النامية, والمجال لا يسع شرحا, لكن من فجروا فنادق الأردن كانوا عراقيين من القاعدة. الباقي يمثل نماذج تقليدية لتفكير مفهوم, كالحديث عن حكم تولي مسيحي الرئاسة في مصر, أو حكم الشرع في تزوير الانتخابات, أو عما اذا كان عدد من فتحوا مصر12 ألفا أو4 آلاف كما قال أخونا, يقصد بيشوي, ولا أعرف لماذا لم يسأله أحد مباشرة عن حكم الدستور, باعتبار أننا أمام أستاذ قانون, لم أفهم مسألة الشرع والانتخابات ببساطة بعيدا عن القانون, فهل القول بأن من يزور عاص, أو أن التزوير حرام, يمثل إجابة عن أي سؤال. وبصراحة فإن المسألة كلها عبارة عن خلط رهيب, يذكر بعبارة قديمة تكررت في مسلسل البنا, عن أن إدخال الدين في السياسة يفسد الدين ويفسد السياسة, ولم يضف أحد, ويربك الناس, ويثير الفتن, لهذا تم اختراع الدول والدساتير والحكومات والانتخابات, والرسائل العلمية.