المصري زعيم خط القناة.... تلك هي الحقيقة التي برهنت عليها مباراة كرة القدم الممتعة التي استضافها ستاد بورسعيد أمس وجمعت فريقي المصري والإسماعيلي معا ضمن لقاءات الأسبوع العاشر من مسابقة الدوري الممتاز حيث نجح أبناء مختار مختار في تقديم عرض غاية في الجمال والتألق والروعة علي حساب دراويش الإسماعيلية انتهي بهدفين للاشيء للمصري بواقع هدف في كل شوط عن طريق عبد الله سيسيه في الدقيقة42 وأحمد فوزي في الدقيقة65 من اللقاء الذي حضره جمهور غفير من الفريقين وأدارها الحكم الدولي محمد عبد القادر مرسي وظهرا بمستوي متواضع ووضح تأثره في بعض القرارات بالجمهور كما انه حاول تصحيح خطأ الهدف الثاني للمصري من خلال ركلة جزاء للإسماعيلي تصدي لها أحمد سمير فرج وأنقذها أمير عبد الحميد. اللقاء الذي استمر ل90 دقيقة جاءت معظم فتراته لمصلحة المصري الذي استطاع بأدائه الهجومي أن يجعل من الإسماعيلي فريقا مستكينا لا حول له ولا قوة وكأن لاعبوه حضروا إلي ستاد بورسعيد من أجل مشاهدة الصولات والجولات التي يقوم بها المصري خاصة من الجهة اليسري التي انتشر فيها أحمد شديد قناوي والذي لعب بحرية وبمهارة وضحك علي لاعبي الدراويش وحكم المباراة في العديد من الكرات الصعبة. الإسماعيلي لم يظهر في هذه المباراة إلا ربع ساعة فقط عندما لعب محمد حمص في وسط الملعب علي حساب محمد محسن أبوجريشه وهي الفترة التي شهدت محاولات جدية للإسماعيلي لإدراك التعادل ولكن تألق أمير عبد الحميد ودفاع المصري كان السبب في بقاء شباك المصري نظيفة. كالعادة وكما هو متوقع بدأت أحداث اللقاء بهجوم ضاغط من المصري علي مرمي محمد صبحي حارس الدراويش حيث أعتمد الأداء الهجومي للبورسعيدية علي خلخلة التكتل الدفاعي للإسماعيلي من خلال تعدد محاور الضغط الهجومي من الأطراف عن طريق أحمد شديد قناوي وأحمد فوزي ومن الوسط الملعب عن طريق حسام حسن ومن العمق علي حدود منطقة الجزاء وداخلها عن طريق الثلاثي عبد السلام نجاح ومحمود عبد الحكيم وأمامهما عبد الله سيسية. ورغم أن الدقائق تمر والمصري لم ينجح في التسجيل إلا أنك تشعر بأن الهدف قادم لا محال وذلك لزيادة الضغط الهجومي وزيادة استسلام لاعبي الإسماعيلي لحالة العجز التي سيطرت عليهم في مواجهة تنوع الأداء الهجومي للمصري. وتشهد الدقيقة23 من الشوط الأول أول ظهور حقيقي ومؤثر لهجوم المصري وذلك بعد أن انفرد من الجهة اليسري أحمد شديد قناوي من كرة هات وخذ مع عبد الله سيسة وبدل من أن يلعبها عرضية خدع الحارس محمد صبحي ولعبها رائعه في الزاوية اليسري لتصطدم بالعارضة ثم القائم وتعود لعبد السلام نجاح الذي لعبها خارج المرمي. وتأتي الدقيقة42 لتشهد الهدف الأول للمصري والذي جاء برأسية من عبد الله سيسية رغم مراقبة المعتصر بالله سالم له ليقابل الكرة التي وصلته من ركنية شديد قناوي رائعة في مرمي الدراويش معلنا عن تقدم مستحق لأصحاب الأرض والذي به انتهت أحداث الشوط الأول من اللقاء. الكل توقع قبل لحظات من بداية الشوط الثاني أن تشهد أحداثة بعضا من التغير في سيناريو الأحداث علي أمل أن يستفيق الإسماعيلي من كبوتة ويسعي لاستعادة الذات وتحقيق التعادل رغم أنه من المنطقي والطبيعي أن يكون حضوره لبورسعيد من أجل الفوز, ولكن للأسف شهدت الدقائق العشر الأولي من الشوط الثاني إستمرار التوفق البورسعيدي, ليفطن الهولندي مارك فوتا أن الأزمة تكمن في وسط ملعبه الذي لا يملك أي قدرة علي إدارة اللقاء رغم تواجد عمرو السلية وعبد الله السعيد وأحمد خيري فيه, ليقرر الدفع بمحمد حمص علي حساب محمد محسن أبوجريشة الحاضر الغائب في هذه المباراة. وبالفعل يتحسن أداء الإسماعيلي بعض الشيء وبدأت هجماته تشكل بعض الخطورة علي مرمي أمير عبد الحميد, فضربة رأس من المعتصم بالله سالم تعلو العارضة, وتصويبة من عبد الله السعيد ينقذها أمير لتعود للنيجيري جودوين الذي لعبها برعونة خارج المرمي. ورغم التفوق البسيط للإسماعيلي إلا أن الانطلاقات الهجومية للمصري كانت في غاية الخطورة نظرا للمساحات الخالية خلف دفاع الدراويش بالإضافة لسرعة ومهارة المثلث الهجومي للفريق, وبالفعل تشهد الدقيقة65 الهدف الثاني للمصري الذي جاء من خطأ واضح من الحكم محمد عبد القادر مرسي وذلك بعد خرجت الكرة من محمود عبد الحكيم خارج خط المرمي قبل أن يلعبها عرضية لأحمد فوزي الذي لعبها بسهولة في المرمي معلنا عن الهدف الثاني للمصري. كان من الطبيعي أن تسيطر حالة من الإحباط علي أداء لاعبي الإسماعيلي رغم التغيرات التي قام بها الهولندي مارك فوتا بدفعه بكل من مهاب سعيد وعبد السلام بن جالون, كما سيطرت حالة الشعور بالذنب علي حكم المباراة لإحساسه بأن الهدف الثاني للمصري به الكثير من الشك, وللخروج من هذه الحالة منح أحمد الجمل مدافع الدراويش ركلة جزاء من كرة مشتركة مع أحمد شديد قناوي وسط اعتراضات من الجهاز الفني للمصري, ويتصدي أحمد سمير فرج للكرة ويسدد في الزاوية اليمني ولكن يقظة أمير عبد الحميد كانت السبب في التصدي لهذه التسديدة وحرمان الإسماعيلي من هدف تضييق الفارق. الدقائق تمر ولاجديد في الأحداث غير التغييرات التي قام بها مختار مختار المدير الفني للمصري والذي حاول الحفاظ علي هذا التقدم من خلال هذه التغيرات حيث أشرك أسامة عزب وسامح العيداروسي ولكن دون جديد لتنتهي أحداث المباراة بفوز مستحق لفارس بورسعيد المعروف باسم المصري بهدفين للاشيء علي حساب دراويش الإسماعيلية.