ناقدة ومترجمة مسرحية حضرت من اليونان إلي مصر خصيصا للمشاركة في عضوية لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي, بوبولينا نيكاكي حصلت علي جوائز في مجال الترجمة وتجولت في انحاء العالم بحثا عن طرق للتواصل بين الثقافات ولها اهتمام خاص بالثقافة العربية, عن تجربتها في لجنة تحكيم المهرجان ورأيها في العروض المصرية كان هذا الحوار: هل هذه المرة الأولي التي تتم دعوتك فيها لحضور المهرجان التجريبي؟ ** لا المرة الاولي كانت منذ ثلاث سنوات, حيث تمت دعوتي للحضور كناقدة اجنبية, لكني احاول منذ ثلاث أو اربع سنوات اكتشاف العالم العربي من خلال المسرح ومكانة المسرح في المجتمع العربي, واعتقد ان سبب دعوتي هذا العام لعضوية لجنة التحكيم يرجع الي كوني ناقدة مسرح وتخصصي تبادل الثقافات بين اليونان والبلقان والشرق الاوسط او العالم العربي بشكل اساسي, وحضرت عددا من المهرجانات المهمة فيما يتعلق بهذه النوعية من المسرح, وهي المرة الأولي التي اشارك فيها في عضوية لجنة تحكيم. * وما هي انطباعاتك عن المهرجان بشكل عام؟ ** قابلت في هذا المهرجان الكثير من البشر المجتهدين والمثيرين للاعجاب واعتبر هذا من اهم الاشياء التي استفدتها من هذه التجربة, اما عن رأيي في المهرجان ككل فهناك سؤال مهم يثيرني حول عنوان المهرجان, لماذا المسرح التجريبي؟ لماذا لا يكون مهرجانا دوليا للمسرح فقط؟ فهو ليس أكثر من ذلك, كلمة تجريب يدور حولها الكثير من الجدل, ففي رأيي أنا وغيري من أعضاء لجنة تحكيم التجريب هو جزء من طبيعة المسرح, ولايوجد مسرح بدون تجريب فهو ليس وسيلة لصناعة المسرح, ومن جانب آخر اعتقد ان المسابقة الرسمية ضمت كما كبيرا جدا, من الاعمال المسرحية ولكن الكثير منها سييء جدا, وهذا مهرجان ضخم جدا يشارك في فعالياته العديد من الاعمال المسرحية من جميع انحاء العالم وبالتالي فهو مناسبة رائعة لتبادل الثقافات بين الدول المختلفة, بالاضافة الي ان مصر تنفق عليه اموالا طائلة, لذا فمن المؤسف حقا الا يتم استغلال هذه الاموال في انتاج جودة أعلي وصورة افضل للمهرجان, فمن خلال عملي في الابحاث وسفرياتي استطيع ان اقول ان الواقع المسرحي للدول المختلفة لم يقدم بشكل جيد في هذا المهرجان واغلب الاعمال التي شاهدناها سيئة. * وماذا عن جوائز المهرجان؟ ** لم يكن هناك خلاف بين اعضاء لجنة التحكيم حول الجوائز, انا شخصيا وقع اختياري علي ثلاثة عروض مسرحية اراها جيدة جدا, وهي حقائب تونس والانسان الطيب من سيشوان لمولدوفا واعيش هنا ايضا من قبرص وهذا الاخير كان مفاجأة بالنسبة لي فهو يعمل بشكل جيد علي امكانات الممثل وتم فيه اختيار ثلاثة اصوات نسائية للتعبير عن النتائج القاسية للحرب ولكن مع الاسف اسيء فهمه, ولم تصوت له لجنة التحكيم رغم ان الاختلافات كانت قليلة جدا ربما صوت واحد فقط. * وما رأيك في العروض المصرية التي شاركت في المهرجان؟ ** كان هناك عرضان في المهرجان, الاول ظل الحمار وهذا لا اعتبره مسرحا من الاساس وانما هو عمل تجاري ليس له مكان بأي حال من الأحوال في هذا المهرجان الدولي, ولا افهم سر اختياره, من قبل المهرجان لتمثيل مصر, واعتبر هذا نوعا من العبث, فاختيار عروض المهرجانات لابد ان يكون اشبه بانتقاء الزهور, دائما نبحث عن الافضل, من حق الجميع تقديم أعمالهم المسرحية علي مدار العام ولكن في المهرجان لابد من اختيار الافضل فقط, اما العرض الثاني دعاء الكروان فكان فيه نوع من التعاطف وضم الكثير من العناصر الإيجابية لكنها لم تكن كافية لصناعة دراما قوية للعرض المسرحي, ولكن مع ذلك اقول ان هذه الاعمال لا تعبر بالضرورة عن المسرح المصري كما هو الحال بالنسبة للاعمال المشاركة من الدول الاخري, فانا علي صلة بعدد من فناني المسرح المصري ولدي فكرة عن اعمالهم. * هل لديك فكرة عن المسرح المصري بشكل عام؟ ** لا, لا امتلك فكرة متكاملة عنه حتي الان ولكني مازلت في مرحلة البحث ومحاولات التعرف عليه, وسوف اسعي للحضور الي مصر بمفردي في وقت آخر بعيدا عن المهرجان للتعرف علي عادات الجمهور ايضا في متابعة المسرح. * ما سر اهتمامك بالثقافة العربية؟ ** لانها واحدة من أكبر الثقافات في العالم, كما اني اعتقد انه لايوجد في العالم سوي حضارة بشرية واحدة فقط تعمل بطريقة اشبه بالشعلة الاوليمبية فقد بدأت في العصور التاريخية القديمة ثم بدأت في التنقل في أنحاء العالم في مصر وفي اليونان وكل منا يضيف اليها واختلافاتنا هي اساس هذه الاضافات وتساعد علي التطور والتقدم, بالاضافة الي اني اؤمن بأهمية إقامة حوار واضح بيننا في الوقت الحالي, لاننا نعيش الآن في عالم مفتوح ومغلق في الوقت نفسه, فالسفر من بلد إلي آخر اصبح سهلا جدا بالنسبة لنا, ولكن هناك ثقافات مازالت مغلقة علي نفسها, وهذا لا ينطبق علي العالم العربي فقط وانما الثقافة الغربية والاوروبية ايضا, واعتقد انه تجب إعادة التفكير في ذلك خاصة من جانب الاوروبيين لان هناك كارثة ثقافية بالفعل واضحة للعيان, وفي رأيي نحن الآن في المرحلة الاخيرة من العصور المستنيرة.