اكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية ان حرب اكتوبر كانت نقطة تحول في مسارات العمل الاقليمي والدولي, وانها ادت الي تغيير المعايير والاستراتيجيات العسكرية في العالم, وغيرت الكثير من المعتقدات والنظريات لدي العسكريين, ودفعت الخبراء والمختصين شرقا وغربا الي اعادة حساباتهما علي الاسس التي رسختها سواء فيما يتعلق بفنون القتال واستخدام السلاح, او فيما يختص بتكنولوجيا التسليح وتصميم الاسلحة والمعدات, كما استطاعت ان تحطم نظرية الامن الإسرائيلي والحرب الوقائية, حيث تغلبت القوات المسلحة المصرية علي أعقد مانع مائي, ودمرت اقوي الدفاعات والتحصينات, وادارت معارك عنيفة اشتركت فيها قوات بحجم ونوع لم يسبق حدوثه في المنطقة. وقال ان مصر استطاعت تحقيق المفاجأة ونجحت في خداع احدث وسائل المخابرات, موضحا ان شهادة المؤرخين وكبار القادة العسكريين, وتعليقات الصحافة في مختلف دول العالم والعديد من الكتب التي ارخت لحرب اكتوبر المجيدة حفرت مكانة بارزة لها في ذاكرة التاريخ العسكري. جاء ذلك خلال حديث الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية عن انتصارات حرب اكتوبر في الندوة التي نظمتها جمعية محبي مصر السلام بالإسكندرية, بحضور الوزراء: د. احمد زكي بدر وزير التربية والتعليم, والسيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة, واللواء عادل لبيب محافظ الاسكندرية. وقال د. شهاب ان الانتصار في الحرب عادل موازين القوي واخضع اسرائيل للتفاوض والتحاور بعيدا عن الافتراء والغطرسة, موضحا ان مصر وسوريا اتخذتا قرار الحرب سريا دون ان تتوقعه اي دولة اخري, واتفقتا علي ساعة الصفر التي تبدأ فيها تحركات القوات لخوض معركة التحرير, بينما كانت اسرائيل مشغولة بالانتخابات وبقضية هجرة اليهود السوفيت, وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد السوفيتي قد اتفقا علي الاسترخاء العسكري في منطقة الشرق الاوسط, موضحا ان الهدف الاستراتيجي لهذه الحرب هو تحدي نظرية الامن الإسرائيلي عن طريق عمل عسكري يكون هدفه اكبر قدر من الخسائر بالعدو واقناعه بأن مواصلة احتلاله لاراضينا تفرض عليه ثمنا غاليا لايستطيع دفعه, وان نظريته في الامن علي اساس التخويف النفسي والسياسي والعسكري نظرية خاطئة ولاتحقق امنا أو سلاما. واكد د. شهاب ان الحكومة المصرية مستمرة في سعيها من اجل تحقيق السلام العادل والشامل, الذي ينهي احتلال الاراضي الفلسطينية والعربية ويعيد الحقوق لاصحابها, ويضع نهاية لمعاناة الشعب الفلسطيني ليقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية, موضحا ان السلام هو الضمانة الحقيقية لامن إسرائيل وكل دول وشعوب المنطقة. وقال ان مصر تبذل جهودا كبيرة من اجل نجاح المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإيقاف المستوطنات الإسرائيلية, حتي لاتضيع فرصة السلام, مؤكدا ان تحقيق المصالحة الفلسطينية هو الرد الحقيقي علي كل الاجراءات الإسرائيلية الهادفة الي تفتيت القضية الفلسطينية وافراغها من مضمونها الحقيقي, وان التنسيق العربي سند مهم للقضية الفلسطينية التي تعتبر من اولويات القضايا العربية, حتي نترك للاجيال القادمة منطقة آمنة مستقرة توجه طاقاتها وثرواتها لخير ابنائها.