تفرض علينا أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وخصوصا جهاز التليفزيون إعلانات بكمية هائلة عن كل شيء من المأكولات والمشروبات والملابس وأدوات التجميل والأدوات المنزلية والبطاطس المقرمشة حتي الفول السوداني بصورة جميلة وفيها كثير من الاغراء وهذا الأمر له جانبان الجانب الأول معرفة المشاهدين بأنواع السلع وكيفية الحصول عليها وأسعارها وحلاوة وأهمية استخدامها واهتمام جميع اجهزة الإعلام بنشر هذه الاعلانات لانها المورد الرئيسي لتغطية مصاريف الصحف والتليفزيون وأصبح لهذه الإعلانات اخصائيون متخصصون في فن الإعلان وشركات ومكاتب في كل مكان حتي في الشوارع والميادين افيشات مرسومة ومكتوبة ومضيئة بمعني ان الاعلانات تحيط بنا في البيت وفي الشارع وكل هذه الاعلانات وخصوصا في التليفزيون تستخدم الموسيقا والغناء ويقوم كثير من الفنانين بالاشتراك في هذا العمل الاعلاني لجذب المشاهدين وتحسين الصورة, وأصبح كثير من الاطفال والشباب وحتي الكبار يحفظون اغاني الاعلانات لكثرة إذاعة الإعلان الواحد أكثر من عشر مرات في اليوم وفي جميع القنوات, وأنا أعرض وأتعرض لهذا الموضوع لعلاج الجانب السلبي لهذه الاعلانات وأنا لا انكر فوائدها ولكن الجانب السلبي أصبح واضحا في كثير من الحالات, وأول هذه الحالات الأغنية بعد أن كنا نسمع القصيدة والموال والأغاني العاطفية والوطنية اصبحنا نسمع اغاني ركيكة الكلمات وضعيفة المعني ولحنا وإيقاعا واحدا يتكرر في كل الاغاني لأن المطربين الضعاف وجدوا أن اغاني الاعلانات تنجح فقلدوها ووجدوا ان الكلمات والمعاني الركيكة موضة فلا مانع من استغلالها وأصبح انتاج الاغاني بالجملة بالألبوم الواحد اكثر من عشر اغنيات ايقاع ونغمة واحدة واختصارا للقول أقول أن الأغنية المصرية تأثرت سلبيا من الاعلانات وليست الأغنية فقط ولكن الناس يصيبها الاستفزاز عندما تعرض هذه الاعلانات عن مواد غذائية وحلويات وأدوية جنسية لا يقدر علي شرائها كثير من المشاهدين وهذه ليست دعوة لمحاربة او الغاء الاعلانات ولكن دعوة لعمل اللازم نحو العلاج من التأثيرالسلبي, ضعف الموارد المادية عند كثير من المواطنين تصيبهم بكثير من الأمراض النفسية مثل الغيرة والحقد لعدم قدرتهم علي الحصول علي السلع المعلن عنها وخصوصا إذا كانت تتعلق بأبنائهم وأطفالهم, والمطلوب العلاج وفرض ثقافة مضاعفة لثقافة الإعلانات وخصوصا اننا في فترة انتخابات برلمانية وسيقوم كل مرشح بعمل افيشات وبوابات تحمل شعارات حزبية واتمني وأرجو وأطالب الا تكون هناك اعلانات تحمل شعارات دينية حتي لا يختلط الأمر علي الناس فهل نحن في معركة سياسية أم في معركة دينية يجب ان يحترم كل منا ديانته بعيدا عن المنافسة السياسية التي نسميها المعركة الانتخابية ونستخدم فيها كل الاسلحة حتي الأسلحة الفاسدة من كلمات وأفعال, الدعاية والإعلان فن ذو وجهين وجه مضيء ووجه غير مضيء يستخدم في خداع الناس وتذكرون شركات توظيف الأموال وغيرها استخدمت الجانب المظلم من الاعلانات وتعرضي لموضوع الاعلانات بسبب الاستفزاز الذي لاحقني وأنا اتابع بعض المسلسلات والبرامج وتأثيره علي الأغنية والإذاعة قادرة علي علاج هذه الجزئية في الأغنية وأرجو ألا أعود للكتابة عن الاستفزاز وفرض ثقافة الإعلانات. والله ولي التوفيق