لم تكن تجربة حرس الجامعة من التجارب الإيجابية في حياتي, ومن أول ما اصطدمت به في حياتي الطلابية, وأثناء ممارستي للسياسة كان تغيير اللائحة الطلابية, ويعد أحد التجارب السلبية في بداية حياتي الجامعية, وذلك عندما زاد تدخل الإدارة إدارة الجامعة في انتخابات اتحادات الطلاب, وكنت شخصيا من الضحايا الأوائل لهذه اللائحة الطلابية الجديدة, وأذكر أننا خرجنا وقتها في مظاهرات داخل الجامعة تطالب بتغيير اللائحة الطلابية, وعدم تعرضنا للشطب لأسباب أمنية أو إدارية. لا أنكر أن حكم المحكمة الإدارية العليا بإلغاء حرس الجامعة قد لاقي لدي رضا نفسي, إلا أن هذا لا يعني أنني أطالب بإيجاد حالة من الفوضي داخل الجامعة, ولا أتحدث عن جدوي وجود حرس الجامعة, ولا أتحدث عن حدود دور حرس الجامعة, والالتزام بأن يكون هناك حدود بين العملية التعليمية ودور حرس الجامعة, وعدم التدخل في الحياة الطلابية, وعدم الخلط بين دور النشاطات الطلابية والعملية التعليمية في الجامعة, ولكن أفتح الباب للحديث حول السياسة في الجامعة, ومازلت أظن أن أحد الأسباب الرئيسية لعدم وجود كوادر سياسية وعدم وجود درجة وعي سياسي علي مستوي الشباب, إنما يعود إلي تراجع ممارسة الطلاب للنشاط الفكري والسياسي, وهنا ينبغي أن نفرق بين عمل الأحزاب في الجامعة, وبين ممارسة الطلاب أنفسهم في التثقيف والتفكير, وأنا أتفق مع الرأي القاتل بوجود تمرينات سياسية داخل الجامعة, تكون فيها مساحة فيها قدر واضح من التجربة الديمقراطية وحرية التعبير للطلاب داخل الجامعة, هذا هو الطريق الرئيسي فيما أظن لخلق كوادر سياسية واعية بمستقبل مصر.