في تونس لا يرون غير فوز الترجي.. و في الأهلي لا يفكرون إلا في تحقيق الحلم و إسعاد الجمهور المصري بكل انتماءاته.. الليلة سيظهر الهلال.. هلال الفريق الذي يعلن وصوله لنهائي دوري الأبطال الإفريقي لكرة القدم عندما يلتقي الأهلي مع الترجي التونسي علي ستاد رادس في الثامنة و الربع مساء بتوقيت القاهرة في عودة الدور نصف النهائي.. الفريقان يحلمان.. لكن يبقي الواقع شيء و الحلم شيء آخر و الخيط الرابط بينهما طويلا و يحتاج الحلم إلي جهد كي يهبط من برجه العاجي إلي أرض الواقع.. و الأهلي كما يقول مديره الفني حسام البدري يعيش علي أرض الواقع و لايكتفي بالحلم.. و لا يعترف بالمستحيل.. و يري أنه قادر بما يملكه من لاعبين... قادر علي تحويل الحلم إلي حقيقة و العودة للقاهرة بتذكرة الوصول للنهائي.. البدري جهز فريقه بشكل جيد طوال الأيام الماضية خلال وجوده في تونس حرص علي تجهيزهم فنيا و بدنيا و نفسيا و الجانب الأخير كان الأهم لأنه يثق في قدراتهم و كان يريد أن يقوي عزيمتهم و يدعم رغبتهم في الوصول للنهائي كان يؤكد لهم أنهم يستطيعون تكرار ما حدث في رادس أكثر من مرة من قبل.. و ذكرهم باللقاءات التاريخية للأهلي و قدرته علي الصمود في أصعب المواقف. الأهلي يدخل هذا اللقاء و هو الفريق صاحب الفرصة الأفضل لأن لديه ما يساعده علي ذلك.. لديه تذكر ة التأهل في يده فلو تعادل وصل لمراده وحتي لو خسر ممكن يصل بشروط و أهمها أن تكون الخسارة بفارق هدف و بنتيجة أكبر من1/2 بمعني أن يخسر مثلا2/3 أو أي نتيجه فأكثر بهذا الشكل لأن في هذه الحالة سيكون هناك تساو في الأهداف و ما سجله الأهلي في رادس أكثر مما سجله الترجي في القاهرة إذا يتأهل إذن خسر.. فلو خسر مثلا2/3 و هو فائز في القاهرة1/2 ستكون النتيجة النهائية لمجموع المباراتين التعادل4/4 لكل فريق لكن الأهلي سجل هدفين في تونس مقابل هدف واحد للترجي في القاهرة و هذا يعطي الأفضلية للأهلي.. أما إذا كانت الخسارة لاقدر الله بهدف وحيد دون ان يسجل الأهلي فيسغادر الأحمر دوري الأبطال و بالطبع أي نتيجة بفارق هدفين مهما كانت.. و سيلجأ الفريقان لركلات الترجيح في حالة واحدة فقط و هي أن الترجي يفوز1/2 و هي نتيجة مماثلة لنتيجة القاهرة. الأهلي ختم استعداداته بمران مساء أمس علي ستاد رادس و هو المران الذي وضع فيه حسام البدري خطة اللقاء بعدما حرص خلال اليومين الماضيين علي إخفاء كل ما لديه خوفا من عيون الترجي و كشف كل شيء في مران الأمس الذي كان مغلقا تماما لم يقربه أي فرد سوي اللاعبين و الجهاز الفني.. و خلاله حدد البدري دور كل لاعب و مهمته الدفاعية و الهجوميه و شرح لهم كيفية مواجهة الترجي علي مدار ال90 دقيقة و تعليماته للمدافعين وائل جمعه و شريف عبد الفضيل و أحمد السيد بجانب المهام الخاصة التي كلف بها لاعبي الوسط المهاجم محمد أبوتريكة و الزئبقي بركات اللذين سيكون لهما دور كبير في وسط الملعب و في الهجوم.. و نفس الحال بالنسبة لمحمد فضل المهاجم الصريح الوحيد الذي سيكون في أرض الملعب. البدري استقر بنسبة كبيرة علي التشكيل الذي سيخوض به المباراة بوجود الحارس شريف إكرامي في حراسة المرمي و نجح أحمد ناجي خلال الأيام الماضية في تجهيزه بشكل رائع علي التصدي للتسديد من بعد و العرضيات و كيفية التعامل معها لأنها من الكرات الخطيرة التي يتعامل معها الترجي و كذلك الركلات الثابته القريبة من المرمي و طريقة إبعاد الكرة وأمام إكرامي أربعة مدافعين اثنان في القلب هما الصخرة وائل جمعة الذي ستكون مهمته التعامل مع المهاجم النيجيري الهداف و الخطير مايكل إينرامو و جمعه يعرف كيف يتعامل معه. أما شريف عبد الفضيل فهو لاعب قوي صلد لديه أكثر من مهارة غير التسديد من الركلات الحرة.. و في اليمين يوجد أحمد فتحي و في الشمال يوجد سيد معوض.. و إذا ذهبنا إلي وسد الملعب سنجد الارتكاز يعتمد علي حسام عاشور و معه واحد من اثنين هما حسام غالي و هو صاحب الفرصة الأوفر و شهاب الدين أحمد و هو المركز الوحيد الذي لم يحسمه البدري للمفاضلة بين لاعب خبرة و مهاري لكن لديه مشكلات بسبب الإصابة و لاعب شاب قوي متحمس لديه مهارة رائعة في التسديد من بعد و من وضع الحركة و حتي مران الأمس لم يكن قد استقر علي أي منهما لكنه يفضل اختيار غالي.. و معهما في الوسط الثنائي الرائع محمد بركات و محمد أبوتريكة وكلاهما يملك القدرة علي التاثير في نتيجة اللقاء إذا ما صادفه التوفيق. وفي الأمام أو قريب من تريكه محمد ناجي جدو الذي تعافي تماما من الإصابة التي لحقت به و نجح في الظهور بمستوي طيب ليبق فضل في المقدمة يلقي الدعم من كل هؤلاء.. وهذا هو الوضع الأقرب لتشكيل الأهلي في هذه المواجهة الصعبة. أما فريق الترجي فهو في معسكر مغلق منذ الخميس الماضي و منع أي فرد من الإقتراب من معسكره حتي الموبيلات و الدخول علي الإنترنت منعه فوزي البنزرتي المدير الفني للفريق عن لاعبيه ليكون تركيزهم في هدف واحد فقط و هو مواجهة الأهلي و السعي بكل قوة للوصول إلي المباراة النهائية.. والشكيل الذي سيخوض به الترجي اللقاء قريب الشبيبة من تشكيلة القاهرة إلا في مركزين فقد بالدفع بهاريسون أفول في الناحية اليمني بدلا من بن عمر لمواجهة سيد معوض و تدعيم الوسط مبكرا باللاعب المميز يوسف المساكني.