الغرب هو تعبير يطلق علي دول العالم الأول المتقدمة( أوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا) ولا يستخدم هذا التعبير للدلالة علي دول أ وروبا الشرقية ولا علي دول أمريكا اللاتينية وبالطبع ولا علي دول آسيا مثل اليابان والصين ودول جنوب شرق آسيا. وقد انتشرت في الاونة الاخيرة نبرة تعصب الغرب وبالتحديد من بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر بين فصيل كبير من ابناء امتنا العربية. بالطبع نحن لا نتكلم عن احساس ابناء بلداننا العربية القاطنين في دول الغرب تلك, فهؤلاء يشعرون بروح التعصب تجاه كل ماهو عربي واسلامي منذ القدم. وهذا ينبع من ماضي تلك الدول وبالذات الاوروبية منها والتي كانت تقتسم السيطرة والاحتلال علي بلداننا العربية ابان فترات الاحتلال الاستعماري, من المحيط للخليج, وبعد نهاية فترة الاحتلال وخفوت سطوة تلك الدول الاستعمارية ونهاية هذا الاستعمار في شكله التقليدي عرف الغرب العرب والمسلمين في شكل مهاجرين عملوا في اعمار اوربا في فترة ما بعد الحرب وساهموا في بناء ازدهار العالم الغربي في الاعوام الثلاثين التالية علي فترة الحرب العالمية الثانية والمعروفة باسم الاعوام الثلاثين المجيدة . وبعد نهاية فترة الرواج تلك وبداية ظهور البطالة والركود الاقتصادي, ومع العولمة انتقلت الكثير من الصناعات الاوروبية لخارج أوروبا بحثا عن الايدي العاملة الرخيصة فازداد الوضع سوءا. ووجد الاوروبيون انفسهم امام مشكلة اجتماعية كبيرة وجيل ثان وثالث من ابناء المهاجرين يزاحمونهم في البحث عن الوظائف وفرص العمل, كل هذا ساهم في انتشار الافكار العنصرية والفاشية انتشار النار في الهشيم لتلقي الكثيرين من ابناء المجتمع الذين يتلقفون فكرة ان الاجانب او من هم من اصل اجنبي هم سبب ازمتهم الاقتصادية وعليهم العودة لبلادهم حتي يبقي خير أوروبا لمن هم من اصل آري ابيض. كل هذا معروف للكثير من الباحثين والمحللين, وقد ادي هذا الاحساس بالغبن والظلم للفئات من اصل اجنبي الشاعرين بفقدان الهوية الي التمسك بعناصر ثقافتهم كشكل من اشكال الدفاع الذاتي عن وجودهم وهويتهم, ومن هنا ظهر المد الاسلامي بين فصيل كبير من ابناء الجيل الجديد للمهاجرين العرب والمسلمين في أوروبا, وظهرت العمليات الارهابية تحت ستار اسلامي في اوربا لاول مرة, و توالت ردود الافعال بأشكالها المختلفة من قضية الحجاب في المدارس الفرنسية الي مآذن سويسرا وتطرق الامر للوصول الي الرسوم المسيئة ومحاولة حرق نسخ من المصحف. اصبح الصراع ذا شكل ثقافي حضاري بالرغم من انه في الاصل سياسي اقتصادي استعماري, لكن من الواضح انه امر يحقق مصالح جميع الاطراف فمن جهة وجد الغرب ضالته في تحويل الصراع لشكله الحضاري الثقافي في الداخل و الخارج طبعا القول بالغرب هو القصد منه الطبقات والفئات السياسية المسيطرة علي صنع القرار وليس هذا تحديدا بشكل عنصري حيث يتم كسب تأييد شعبي من قبل افراد الشعب الذين تطحنهم الازمة لتخرج كراهيتهم وغضبهم علي الاخر المختلف سواء كان اسود البشرة او اصفر او مسلما او حتي من الغجر الذين لا يعرف لهم موطن موحد, وهانحن نعود لنقطة البداية مثلما كان الحال مع المانيا النازية و خروجها من ازمة الهزيمة في الحرب العالمية الاولي عبر كراهية الاخر اما في الخارج فوجد حكماء الغرب فرصة ذهبية في ايجاد خطر جديد يلوح في الافق يعوض غياب الخطر السوفيتي, يحشد الجمهور من حوله لاستمرار السياسات العدوانية والكيانات والصناعات العسكرية لتستمر المنظومة كما هي دون تغيير حتي بعد انتفاء سبب وجودها. [email protected]