اللواء صادق عبدالواحد أحد أبطال الصاعقة: حرب أكتوبر بدأت بعد هزيمة يونيو1967 مباشرة بعد غد تحل ذكري النصر.. ذكري العزة والفداء والتضحية من أجل تراب مصر المقدس.. يوم أن ذاق العدو مرارة الهزيمة وعادت لجيش مصر البطل عزته وكرامته, هذا النصر الذي تحتفل مصر وجيشها الأعظم بذكراه السابعة والثلاثين الذي لم يكن من قبيل المصادفة وإنما كان بالبذل والتضحية والعرق والفداء لرجال مصر الأوفياء الذين أحبوا تراب الوطن حتي حققوا لمصر النصر في المعركة وها هم يواصلون العطاء تنمية ورخاء واستقرارا وتقدما وازدهارا فشعب مصر الذي صمد وضحي يجني الآن ثمار النصر يملؤه العزم والإرادة تحت قيادة ابن مصر البار الذي صنع النصر الرئيس حسني مبارك. حرب أكتوبر ضربت أروع الأمثلة لكيفية التخطيط الجيد واستغلال كل الامكانات وكيفية التعاون المثمر بين مختلف الأسلحة والمجموعات من أجل تحقيق هدف واحد, لعل مجموعات خلف العدو كان لها الدور الأبرز والذي لا يمكن الاستهانة به في تحقيق النصر. صادق عبدالواحد أحد أبطال تلك المجموعات حيث يقول إن دور مجموعات خلف خطوط العدو هو جمع كل المعلومات عن القوات المعادية وتسليحها ومركز تجمعها ونقاط القوة والضعف بها.ويضيف أن حرب أكتوبر لم تبدأ في6 أكتوبر1973 وإنما بدأت بعد نهاية حرب يونيو1967 وكان بداخلنا يقين ان إسرائيل كسبت جولة ولكنها لم تكسب الحرب وأن هناك حربا قادمة وسوف يكون النصر حليفا لنا, ويقول إننا كمجموعات بدأنا تنفيذ مهامنا وواجباتنا في اليوم التالي كانت عبارة عن جمع أكبر قدر من المعلومات بجميع الوسائل والصور وخاصة المعلومات العسكرية وإرسالها إلي القيادة حتي تتمكن من اتخاذ القرار المناسب بناء علي هذه المعلومات والدليل علي ذلك أن الفترة ما بين يونيو1967 وأكتوبر1973 شهدت العديد من المراحل يمكن تقسيمها إلي مرحلة الاستنزاف ثم مرحلة وقف إطلاق النار. خلال تلك الفترة كنا لا نتوقف عن جمع المعلومات عن القوات الإسرائيلية المتمركزة في سيناء, ويضيف أن الوسائل التي كانت تستخدمها المجموعات كانت بسيطة ولكن بالتدريب الجيد والتكتيك العالي كانت تحقق أفضل النتائج ومن تلك الأجهزة التي تم استخدامها أجهزة اللاسلكي وأجهزة المراقبة والتنصت وكاميرات التصوير وذلك علي محاور سيناء الثلاثة المحور الشمالي والمحور الأوسط والمحور الجنوبي. ويقول إن وحدات الاستطلاع تعمل علي جميع المستويات بدءا من الوحدة الفرعية ثم الوحدة التكتيكية ثم التعبوية وبكل وحدة عناصر الاستطلاع الخاصة بها التي تجمع المعلومات لصالحها في القطاع الموجودة فيها وذلك بخلاف مجموعات الاستطلاع.وأشار إلي إننا كمجموعات خلف خطوط العدو كنا نتوقع الحرب في كل لحظة ولذلك كنا نعمل علي جمع المعلومات منذ1967, مؤكدا أن المعلومات التي حصلت عليها المجموعات خلف خطوط العدو أهلت القيادة العامة للقوات المسلحة ان تضع الصورة الكاملة للعدو وأسلحته وقواته وأماكن تمركزه وبالتالي وضعت الخطة المناسبة في التوقيت المناسب للحرب.ويقول إن الوحدات استطاعت تنفيذ العديد من المهام بالحصول علي المعلومات علي طول خط الجبهة من بورسعيد شمالا حتي بورتوفيق جنوبا وحتي عمق سيناء شرقا, وأوضح أنه استطاع قبل حرب أكتوبر العبور4 مرات إلي عمق سيناء وذلك لأن العنصر البشري في الاستطلاع وجمع المعلومات لا بديل عنه ولا يمكن الاستغناء عنه علي الرغم من ادخال جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة في عمل المخابرات وإسرائيل علي الرغم من امتلاكها لاحدث التقنيات لكنها لم تملك العناصر البشرية المؤهلة والقادرة علي القيام بتلك العمليات وهذا أحد عناصر تفوقنا عليهم. وعن دوره أثناء حرب أكتوبر قال إنه مهمته كانت عبارة عن جمع المعلومات عن الثغرة وعن القوات الإسرائيلية التي وصلت إلي هناك ومراقبتها, مشيرا إلي أنه استطاع تجميع معلومات مثلت قاعدة بيانات أهلت القوات المسلحة للتصدي للثغرة وتنفيذ هجمات ناجحة علي القوات الإسرائيلية خاصة في الفترة ما بين16 و21 أكتوبر وكانت من الحيوية التي جعلت القوات المسلحة والقيادة تتخذ القرار المناسب. ويضيف شبل أن العنصر البشري من أهم عوامل انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر لدرجة أن القائد الإسرائيلي موشيه ديان قال في تصريح رسمي له إن القوات المسلحة المصرية استطاعت زرع رادرات بشرية داخل سيناء وأهلتهم لكسب حرب أكتوبر.