السيدة' أم الهيثم' قررت الترشح في انتخابات مجلس الشعب المقبلة, لكن قيادات ما بقي من تنظيم الجهاد طلبت منها التراجع عن هذا القرار, فتراجعت. السيدة' أم الهيثم هي زوجة عبود الزمر أحد قيادات الرعيل الأول في تنظيم الجهاد. شارك عبود الزمر في مؤامرة اغتيال الرئيس السادات, ومن يومها وهو مازال قابعا داخل السجن. قررت' أم الهيثم' الترشح للانتخابات لطرح قضية زوجها وأخوها المحبوسين منذ عام.1981 قيادات التنظيم كان لها رأي آخر, فقالت إن فرص السيدة' أم الهيثم' في الفوز محدودة, وإن ارتداءها النقاب لن يتيح لها إدارة حملة انتخابية تقتضي أشياء كثيرة لن يمكنها القيام بها, بما في ذلك ما تقتضيه الحملات الانتخابية, وعضوية مجلس الشعب من مخالطة الرجال. كلام قيادات التنظيم عن النقاب وما يضعه من عقبات أمام مشاركة المرأة في الحياة العامة يتفق كثيرا مع ما يقوله منتقدو النقاب. تحفظ الكثيرين منا علي النقاب لما يقيمه من حاجز بين المرأة والمجتمع, فإخفاء الوجه يمنع اكتمال التواصل والاتصال الطبيعي غير المحرم بين البشر, ويمنع بناء الثقة بين المتحدثين, فكيف تثق في إنسان لا تري وجهه. منتقدو النقاب يعتقدون أن المرأة المنقبة لا يمكنها الدفاع عن رأي متكامل وإقامة الحجة عليه, فالتحرج في كشف الوجه يرتبط بتحرج ولو غير واع- في كشف الصوت والأفكار والآراء. النقاب سور تقيمه المنتقبة بينها وبين المجتمع, وليس سهلا علي من قرر إقامة السور أن يهدمه ليعاود الإطلال علي المجتمع والتفاعل معه. الرجال نصف المجتمع, وليس يسيرا علي المنتقبة مخالطة هذا النصف. قادة الجهاد أقروا بذلك عندما نصحوا زوجة عبود الزمر بالتراجع عن الترشح في انتخابات مجلس الشعب. لكن المرأة لا تخالط الرجال فقط في الانتخابات, فهي تخالطهم أيضا في قاعات الدرس وأماكن العمل والمواصلات العامة, فإما أن تمتنع المرأة المنتقبة عن الظهور في هذه الأماكن أو تذهب إليها متحرجة أو مضطرة تحت إلحاح الضرورة, تواقة للعودة إلي أمان البيت, وكلها مشاعر لا تساعد علي الإتقان والاندماج, ولهذا يري الكثيرون أن في النقاب عزلا للمرأة وحرمانا للمجتمع من طاقاتها.