انتقد الدكتور لام أكول وزير خارجية السودان الأسبق ورئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي بشدة الأوضاع في جنوب السودان, وقال: إنها غير مهيأة لإجراء استفتاء تقرير المصير المقرر في التاسع من يناير المقبل في حرية ونزاهة وشفافية, محذرا من أنه لا معني لإجراء استفتاء مشكوك ومتنازع في نتيجته قد يشعل الحرب مجددا. واتهم أكول- الذي يعد خصما رئيسيا للحركة الشعبية التي يتزعمها سلفاكير ميارديت وتحكم الجنوب السلطات الجنوبية بعرقلة عمل حزبه والأحزاب الأخري غير الحركة الشعبية في الجنوب والقيام بممارسات من شأنها عرقلة قيام استفتاء نزيه. وكشف أكول في تصريحات خاصة عن قيام السلطات في جنوب السودان باعتقال عدد من قيادات حزبه من بينهم ممثل الحزب في مدينة واو إسماعيل ينقاما, وممثل الحزب في أويل أمور فيوك. وانتقد أكول خطاب رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة, وقال إنه لم يأت بجديد, وكرر نفس' الإسطوانة القديمة', مستبقا آراء المواطنين الجنوبيين أصحاب الشأن الذين لم يعلنوا رأيهم بعد في مصيرهم. وكان سلفاكير قد طالب خلال زيارته واشنطن المجتمع الدولي بالتعبير صراحة عن رفضه عرقلة إجراء الاستفتاء علي مصير الجنوب, وقال ميارديت' يتعين علي الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي أن يقول بكل وضوح أنه لن يتم السماح بعرقلة أو تأخير هذا الاستفتاء'. وأكد لام أكول أن الأجواء الحالية غير مشجعة لإجراء الاستفتاء بسبب قرب انتهاء الفترة الانتقالية بينما حكومة جنوب السودان وحكومة الوحدة الوطنية لم تستوفيا حتي الآن المتطلبات الضرورية لممارسة تقرير المصير,وفي مقدمتها إجراءعملية المصالحة الوطنية, كجزء من عملية تعزيز السلام التي تقودها حكومة الوحدة الوطنية. حيث لم يعمل الطرفان بشكل مشترك لتحقيق آمال المواطنين وجعل الوحدة جاذبة,وما حدث هو خلاف ذلك,إذ نجحت الحركة الشعبية لتحرير السودان في حشد وتعبئة المواطنين في جنوب السودان ضد المؤتمر الوطني بتصويره باعتباره عدوا بدلا من أن يكون شريكا للمدي الذي صار فيه أي شخص في الجنوب يتحدث عن المؤتمر الوطني كشريك يوصف بأنه خائن, وهذا أمر مخالف لنصوص اتفاقية السلام. وقال أكول: إن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي حكمت الجنوب لمدة خمس سنوات لم تحقق انجازات ملموسة تعكس تحقيق أفكارها حول' السودان الجديد'.وأضاف: لو كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان تمتلك مشروعا أو برنامجا سياسيا فقد كانت تلك هي الفرصة الذهبية لها لتنفيذهما, وأكد أن الجنوب لم يشهد انجازا ذا قيمة من الحركة الشعبية لتحرير السودان رغم تدفق مبالغ كبيرة من حكومة الوحدة الوطنية,حيث بلغت حصة الجنوب من عائدات النفط ما يتجاوز عشرة(10) بلايين دولار أمريكي إلي جانب حصة الجنوب من اعتمادات الميزانية الاتحادية بالإضافة إلي المساعدات والمنح التي قدمتها الدول الشقيقة والصديقة, مشيرا إلي أن الجنوب لم يشهد أي تنمية حقيقية. وبدلا عن ذلك عاني الجنوب من تفشي الفساد وعدم الأمن والتدخل المستمر في شئون حكومات ولايات الجنوب. وأكد أن90% من الميزانية العامة لحكومة الجنوب يتم إنفاقها في جوبا بينما تتلقي ولايات الجنوب العشر10% فقط. وفي الجانب السياسي قال: إن هناك غيابا لجو ديمقراطي بالنسبة للأحزاب السياسية لممارسة أنشطتها السياسية. وبالنسبة للأمن, فقد عمت حالة من عدم الأمن, وخلال الانتخابات الأخيرة اتضح تزوير الانتخابات بواسطة الحركة الشعبية لتحرير السودان, حيث قامت الحركة بقوة السلاح, بتزوير الانتخابات وفرضت واقعا معينا وهذا أمر جلب نتائج سلبية بما في ذلك تمرد العديد من قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان الذين يحاربون حاليا حكومة الجنوب, تعبيرا عن رفضهم تزوير الانتخابات.