مسقط خاص: الساعة تشير إلي التاسعة والثلث مساء بتوقيت مسقط.. الأم والعم والسفير الأمريكي ينتظرون بتلهف وصول الطائرة القادمة من طهران وعلي متنها الصحفية الأمريكية سارة شورد بعد الإفراج عنها من قبل السلطات الإيرانية بعد عام كامل قضته في السجن بتهمة التجسس لحظات سعيدة أعقبت هبوط الطائرة العمانية الخاصة ما بين الفرحة والبكاء.. عناق حار بين الأم وابنتها قبل أن تلتفت الابنة حولها لتسلم علي مستقبليها وبينهم عدد من المسئولين العمانيين. ارتدت شورد نظارة طبية وحجابا أحمر اللون وقميصا علي الطريقة الإيرانية وبنطلون جينز. هذا هو يوم ميلادي الحقيقي.. كانت هذه هي الكلمات الأولي لسارة في مطار مسقط, لكنها لم تنس تذكر زملائها في السجون الإيرانية فقالت: منذ اليوم فإن كل جهودي ستوجه نحو مساعدة وتأمين الحرية لأصدقائي, كأنني لا أستطيع الاستمتاع بالحرية بدونهم.. إنهم لا يستحقون البقاء في السجن أطول من ذلك. مشاعر مختلطة أحاطت بمكان الاستقبال, ولحظة ترقبتها كل وسائل الإعلام العالمية, والأمريكية منها بشكل خاص, وها هو الرئيس الأمريكي أوباما يوجه بنفسه شكر الولاياتالمتحدة إلي سلطنة عمان لجهودها في الإفراج عن شورد, داعيا طهران إلي إطلاق سراح رفيقيها اللذين لايزالان معتقلين. وقال أوباما: كل الأمريكيين ينضمون إلي أمها وأسرتها الشجاعة في الاحتفال بعودتها التي طال انتظارها إلي البلاد. شورد لم تنس تقديم الشكر والتقدير للسلطان قابوس سعيد سلطان عمان وحكومة السلطنة علي الجهود التي قاموا بها من أجل الإفراج عنها. وفي المقابل أعرب مصدر مسئول في الخارجية العمانية عن ترحيب عمان باستقبال سارة, وتمنياتها أن تلي هذه الخطوة الإنسانية خطوات أخري إيجابية في مسار العلاقات الإيرانيةالأمريكية بما يخدم مصالح البلدين ويحقق الاستقرار في المنطقة. خمسة أيام كاملة قضتها سارة شورد في سلطنة عمان برفقة والدتها وعمها, لاقت خلالها ترحيبا كبيرا دفعها لتوجيه كلمة للعمانيين في ختام الأيام الخمسة قالت فيها: لقد ارتبطت ببلدكم الجميل مع استنشاق أولي نسمات الحرية.. وأتطلع للعودة للاستمتاع بعبق رائحة اللبان وشواطئ وأمواج البحر الجميلة. جامع السلطان قابوس الأكبر ليس مكانا للعبادة فحسب, بل منارة لجميع الحضارات.. هكذا وصفت سارة جامع السلطان قابوس بعد زيارتها له, متمنية أن تلتقي فيه قريبا برفيقيها المسجونين في إيران, حيث ألقي القبض علي الثلاثة في31 يوليو2009 بعد عبورهم الحدود بين العراق وإيران.