كتب حسين بهجت: تخلت هيئة المعونة الأمريكية وهيئات المجتمع المدني الدولية المانحة للمنظمات الحقوقية المصرية, عن تمويل ائتلافات المجتمع المدني المصرية التي كونتها من أجل مراقبة الانتخابات البرلمانية في نوفمبر المقبل, بينما تجدد الجدل بين الحقوقيين حول دقة تقارير ومهنية المراقبين وقدرتهم علي تغطية كل اللجان الانتخابية التي يصل عددها إلي عشرات الآلاف, بالإضافة إلي قول بعضهم إنه لا جدوي من المراقبة حيث إن الحياة السياسية لا توجد بها قوتان سياسيتان قادرتان علي التنافس. وأكد عدد من الناشطين أنه لا يمكن لأي ائتلاف تغطية دوائر انتخابات مجلس الشعب التي يبلغ عددها222 دائرة, بالإضافة إلي64 دائرة في كوتة المرأة الجديدة. وأشاروا إلي أن كل الائتلافات مجتمعة غير قادرة علي تغطية عدد الدوائر, وما نأخذه عبارة عن عينات عشوائية يتم القياس عليها. ولم تحصل أي ائتلافات مراقبة انتخابات من الجهات المانحة إلا ائتلافين, الأول تشارك فيه ثلاث منظمات حقوقية وحصل علي تمويل من الاتحاد الأوروبي, وهي مركز القاهرة لحقوق الإنسان الذي يديره بهي الدين حسن الصحفي والناشط الحقوقي, والجمعية المصرية للمشاركة الاجتماعية ويديرها الدكتور مجدي عبدالحميد, وجمعية نظرة لدراسات حقوق الإنسان, ويهدف إلي تدريب500 مراقب سيتم توزيعهم علي30 دائرة من286 دائرة, بالإضافة إلي الائتلاف الذي تديره الجمعية المصرية للتطور الديمقراطي بالاشتراك مع ما يقرب من30 منظمة وجمعية أهلية. وقال أيمن عقيل الناشط الحقوقي ومدير مؤسسة ماعت لحقوق الإنسان: إن عدد المراقبين لا يكفي لتغطية اللجان الانتخابية علي مستوي الجمهورية التي تبلغ عشرات الآلاف, مضيفا أن أدوات المراقبين ضعيفة وتحتاج إلي تطوير. علي العكس تماما قال الناشط الحقوقي نجاد البرعي: إنه يري أنه لا جدوي من مراقبة الانتخابات, مرجعا ذلك لعدة أسباب أولها أن عملية المراقبة علي الانتخابات تحتاج إلي حالة سياسية نشيطة وتشترط التكافؤ بين القوي السياسية. وأضاف أن مصر لا توجد بها قوي سياسية متساوية وغير قادرة علي المنافسة, كما أن ما يحدث لدينا من جانب المعارضة لا يعبر عن النضج السياسي, بالإضافة إلي الخلط بين العملين السياسي والحقوقي, وهذا يضر بالمراقبة, ويضعف تقارير الائتلاف الحقوقية. ووصف نجاد عمل مراقبي ائتلاف مراقبة الانتخابات بالهواة, مشيرا إلي ضرورة أن يعملوا أولا علي تنفيذ الجداول الانتخابية. وقال: إن مراقبة الانتخابات أصبحت موضة بين منظمات المجتمع المدني. وطالب الناشط الحقوقي محمد عبدالله خليل بضرورة تضمين مشاريع المراقبة برامج للتوعية بأهمية المشاركة في الانتخابات لأن المشاركة هي الهدف الأساسي والرئيسي من المراقبة. بينما طالب حافظ أبوسعدة, الناشط الحقوقي ومدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, بأن تكون مراقبة الانتخابات عمل تطوعي غير ممول, وأن تعمل علي أسس ومعايير محددة لتتجاوز فكرة الانتماءات السياسية لدي المراقبين.