بدأ القلق والتوتر يسيطران علي أصحاب المعامل ومصانع منتجات الألبان في دمياط, منذ إعلان المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المصري في بداية هذا الشهر أن الوزارة بصدد إصدار مواصفات قياسية موحدة للألبان ومنتجاتها مطابقة للمعايير الأوروبية والدولية خلال شهرين وتطبق علي الإنتاج المحلي والمستورد بما يضمن سلامة جميع المنتجات المطروحة في السوق. وكانت آخر مواصفة للألبان قد صدرت في عام2005 ويري أصحاب المعامل أن هذه المواصفة قد أضرت بصناعة الألبان في دمياط والتي لها طبيعة خاصة في صناعة الألبان. يقول رضا الصباغ الخبير في صناعة الألبان وصاحب عدة مصانع, أن منتجات الألبان المصرية كانت تحكمها مواصفة قياسية وضعت في عام1936 وظل العمل بتلك المواصفة حتي عام1995 تلك المواصفة العتيقة جعلت للمنتج المصري اسما كبيرا جدا في كل الأسواق العالمية, حيث كان للمنتج المصري وجود في البورصة العالمية, وبشكل كبير لمنتج الجبن الدمياطي, ويجب أن نفخر جميعا بأنه كانت هناك منتجات تأتي من أوروبا وأمريكا مكتوب عليها, صنعت علي الطريقة الدمياطي. ولقد كان هناك استقرار كبير جدا في أسعار الكثير من المحاصيل الزراعية وكذلك أسعار اللحوم, نعم اللحوم فالفلاح عندما يبيع اللبن بصورة منتظمة وجيدة, يجد التشجيع علي تربية الإناث الصغيرة لتكبر وتتوالد وتدر لبنا وتدور دائرة الحياة بشكل طبيعي. وعلينا أن نعرف أهم ما كانت تحتويه تلك المواصفة التي كانت تقول منتج من لبن حليب بقري وجاموسي كامل الدسم, منفحة عجل, طعام, نسبة الدسم40% نسبة المواد الصلبة60%. كلام سهل بسيط وكان يؤدي الي كل ما نرجوه لذلك قامت الدنيا علي قدم وساق لتغيير تلك المواصفة القديمة فوضعت مواصفة1995 وتقول تلك المواصفة منتج من لبن بقري وجاموسي مبستر أو معامل حراريا بما يكافئ البسترة منفحة عجل, ملح طعام نسبة الدهن40% نسبة الرطوبة60% والسؤال هنا لماذا ألغيت كلمة الدسم وحلت محلها كلمة الدهن ومن هنا بدأت المشكلة بتغيير كلمة واحدة, فالدسم نوع أو أحد أنواع الدهن, ولكنه ليس موجودا سوي في اللبن الحليب فقط, أما الدهن فممكن أن يكون أي دهن, فهناك مئات أو آلاف من أنواع الدهن وقد ترتب علي تغيير كلمة واحدة, أنه في الوقت الحالي بالأسواق المحلية عشرات من المنتجات مكتوب عليها منتجات ألبان, وليس لها أدني علاقة باللبن الحليب, وتحمل كثيرا من الأضرار علي المستهلك هذا الضرر أشد ألف مرة من الأضرار التي ذكرت في الماضي لإسقاط المواصفة القديمة, علي حد زعمهم. ويقول محمد الناغي صاحب معمل في فارسكور, منتجات الألبان غير الطبيعية ليست بشيء بسيط, فهي ذات طعم ألذ من المنتجات الطبيعية, وأقل سعرا وتشكل في الوقت الحالي60% من المنتجات الموجودة بالأسواق, والأكثر من هذا أن كل الخامات التي تصنع منها تلك المنتجات مستوردة من الخارج, هذا يعني وجود مصانع داخل مصر تصنع منتجات الألبان بخامات مستوردة100% فما ذنب الشعب المصري الذي يعتمد علي اللبن الحليب الذي تدره المواشي الموجودة عندنا, ومالا يعرفه المسئولون أن هناك علاقة واضحة بين منتجات الألبان وسعر اللحوم, فالثروة الحيوانية الموجودة في مصر مقسمة ما بين بقرة أو جاموسة للفرد أو أكثر ويعتمد الفلاح اعتمادا كليا علي ماتدره تلك المواشي من لبن حليب في تدبير شئونه, وكذلك شراء ماتحتاجه الأرض الزراعية من أسمدة وري ومصاريف زراعية طول فترة الزراعة بمعني أن اللبن الحليب هو مصدر رزق الفلاح المصري الوحيد, وخاصة مدة موسم اللبن الذي يبدأ من شهر نوفمبر حتي شهر مايو من العام الذي يليه, مادام هناك رواج في سوق اللبن, فالفلاح يعيش في استقرار ويكون هناك رواج في كل شيء حوله والعكس صحيح. ويقول محمد فتوح صاحب مصانع منتجات ألبان, لو أن دول أوروبا تمتلك مانمتلكه من مميزات إلهية في هذا المجال لحاربت الدنيا لنشر ماتمتاز به, وهناك شيء في مواصفة2005 غير طبيعي ولكن لابد من عرض المواصفات القديمة أولا حتي نعرف الفارق فمواصفة1936 تذكر نسبة الدسم40% والمواد الصلبة60%=100% ومواصفة1995 تذكر نسبة الدهن40% والرطوبة60%=100%. اما مواصفة2005 فتذكر نسبة الدهن45% والرطوبة62%=107% كيف ذلك ؟. ويقول محمود زهران صاحب مصنع في مركز الزرقا, لقد ذكرت مواصفة2005 النسب كاملة, فمن الممكن وهذا ما يحدث بالفعل أن في مراحل التصنيع بالتكنولوجيا العالية, ينزع أو يضاف للبن من الخامات التي من شأنها تقليل التكلفة, وبالتالي زيادة الربح لمصلحة المستثمر فقط, ونحن نخشي أن تأتي المواصفة الجديدة لحساب المستثمر الأجنبي بإمكانياته التي لن نستطيع مجاراتها, أيضا نخشي أن تأتي لصالح الخامات المستورد ة وتؤكد وجودها وسيطرتها علي صناعة الألبان. وقد كان وزير التجارة رشيد محمد رشيد قد أوضح أن ربط المواصفات القياسية المصرية بنظيراتها الأوروبية والدولية قرار استراتيجي, اتخذته وزارة التجارة والصناعة لضمان اللحاق بقطار التكنولوجيا المتطورة في مجال المواصفات والجودة, ولاسيما ما يتعلق بالغذاء, وان ذلك لا يقتصر علي المواصفات فقط, وإنما يشمل منظومة الجودة بكل مراحلها وعناصرها, وفي مقدمتها المواصفات والاختبارات والفحص والرقابة ومعامل الاعتماد. بينما كان الدكتور هاني بركات رئيس هيئة المواصفات والجودة قد صرح بأنه يتم تحديث وتطوير36 مواصفة قائمة لصناعة الألبان ومنتجاتها وان هذه المواصفات ستطبق علي مزارع الألبان والمصانع والمنتج النهائي وذلك من خلال تطبيق عدة معايير واشتراطات تؤكد توفير أعلي معايير الأمن والسلامة والاشتراطات الصحية لضمان جودة منتجات الألبان المطروحة بالأسواق.