تشارك دار الافتاء المصرية في فعاليات المؤتمر العالمي للسلام بين الأديان الذي يبدأ اليوم في اليابان ويستمر خمسة أيام بمشاركة وفود من18 دولة وأناب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية مستشاره الدكتور إبراهيم نجم للمشاركة في حضور المؤتمر حيث يلقي بحثا بعنوان' التعايش بين الأديان التحديات والآمال: رؤية إسلامية'. ويؤكد الدكتور نجم في بحثه أن التعايش بين المسلمين وغيرهم من أهل الأديان ينبغي أن ينطلق من الثقة والاحترام المتبادلين ومن الرغبة في التعاون لخير الإنسانية في المجالات ذات الاهتمام المشترك وإقامة جسور للتقارب الإنساني, وكذلك العمل المشترك لمحاربة الانفلات والانحلال الخلقي وتفكك الأسرة و المحافظة علي البيئة ومقاومة كل الآفات والأوبئة التي تهدد سلامة كيان الفرد والمجتمع الإنساني ككل. ويطالب البحث بضرورة اتساع مفهوم التعايش بين الأديان للقضاء علي أسباب التوتر وعدم الاستقرار في أنحاء عديدة من العالم مثل فلسطين وكشمير والفلبين ليصير ذلك التعايش وسيلة فعالة لدعم جهود المجتمع من أجل السلام وإقامة العلاقات السلمية بين الشعوب والأمم في ظل سيادة القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان. وأشار الدكتور نجم الي أنه حتي يكون التعايش بين الأديان في خدمة السلام يجب أن تتحد جهود المتدينين جميعا في التصدي لظواهر التعصب و الإسلاموفوبيا والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية مثل ظاهرة حرق وتمزيق المصحف والخطاب العدائي في العديد من وسائل الإعلام الغربية التي لا تبرح في وصف الإسلام بالرجعية والإرهاب. وأكد نجم أن مثل هذه الموجات العدائية من شأنها أن تعرض كل جهد يبذل في مجال التقارب والتعايش للخطر بأن يفقده جدواه و يفرغه من مضمونه ويسلبه أهميته. وأوضح أن التعايش بين الأديان لا يعني بأية حال من الأحوال تمييع المواقف ومزج العقائد وتذويبها بل يقتضي بالضرورة احتفاظ كل طرف بدينه و الالتزام والتمسك بمكونات هويته وخصوصياته وقيمه بدون ان يسلب المسلم هويته ويجعل توازنه يختل ويذيب خصوصياته وقيمه.