رغم الجهود الهائلة التي بذلها مسلمو الولاياتالمتحدةالأمريكية مع مواطنيهم من غير المسلمين لإثبات أنهم غير إرهابيين, بل ومعادون للإرهاب وذلك علي مدي تسع سنوات من أحداث تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك في سبتمبر2001, ورغم كل محاولاتهم المضنية لتثقيفهم وتعريفهم ماهية الإسلام لاثبات أنهم أكثر جدية من غيرهم في الرغبة في الاندماج المجتمع الأمريكي مقارنة بنظرائهم المسلمين في أوروبا, إلا أن المعارضة العنيفة من جانب الأمريكيين المتشددين وحتي من بعض المحافظين لبناء المركز الإسلامي في موقع قريب من( جروندزيرو) وهو موقع البرجين كشفت لهم أن جهودهم ضاعت أدراج الرياح, كما كشفت عن سيل متدفق ورهيب من مشاعر الكراهية للمسلمين يكنها الأمريكيون, مما يعد موجة غريبة من التمييز العنصري علي أساس الدين أدت إلي تخريب كبير أستهدف المسلمين ومصالحهم والعلاقات بينهم وبين مجتمعهم الأمريكي. وهو ماعبر عنه الدكتور فرحان أصغر الجراح في سينسيناتي ووالد لفتاتين صغيرتين بقوله: اننا قلقون بشأن وجودنا في أمريكا ولانعلم إن كان وجودا مقبولا أم مرفوضا. وتساءل أصفر عن إمكانية تمتعه بنفس القدر من الحرية الذي يجده في المجتمع الأمريكي هو وغيره من المسلمين الذين قرروا واختاروا الاقامة في الولاياتالمتحدة, كما تسائل عما إذا كان سوف يضطر للعودة من حيث أتي بسبب موجة الكراهية العمياء للمسلمين والإسلام. وفي تقرير نشرته صحيفة هيرالد تريبيون الأمريكية أعدته لوري جودشتاين قال إيبو بايتل مؤسس ومدير الشباب بين الاديان الرئيسية وهو برنامج لخدمة المجتمع مقرها في شيكاغو الذي يحاول الحد من الصراع الديني أنا خائف أكثر من أي وقت مضي أكثر خوفا من نتائج حادث11 سبتمبر. بينما أكد كثير من المسلمين في مقابلات أجريت معهم مؤخرا أنهم لايخافون علي سلامتهم بقدر ما يخافون من الجهل والكراهية تجاه المسلمين الذي تفشي وأنتشر علي نطاق واسع.البعض الآخر تنبأ في وقت مبكر بوقوع مشكلات كبيرة للمسلمين قبيل حلول ذكري11 سبتمبر خاصة بعد التهديدات التي أطلقها ثيري جونز القس المتطرف بحرق كومة من نسخ القرآن في ذلك اليوم. وذكر التقرير أن بعض قادة الرأي المسلمين نصحوا المسلمين الأمريكيين بتجاهل الأمر ولكن بعض الشباب المسلمين المقيمين في أمريكا لم يكن بمقدورهم استيعاب الجلوس ومشاهدة الأمريكيين يدنسون ويحرقون القرآن الكريم. وأكدت الكاتبة الأمريكية لوري جودشتاين في تقريرها أن المسلمين هنا يجلسون في غرف معيشتهم مذعورين والنقاد يزعمون بشكل متكرر أن الإسلام ليس دينا علي الإطلاق بل طائفة دينية سياسية وأن المسلمين لايمكنهم أن يكونوا مواطنين أمريكيين صالحين وأن المساجد ماهي إلا واجهات للجهاديين المتطرفين لمعالجة ما تسمية موجة متزايدة من الخوف والتعصب. من جانبه أكد رجل دين مسلم يدعي عبدالله ويعمل في جامعة ديوك في كارولينا الشمالية علي أن الشباب الأمريكي المسلم عادة مايكون مضطربا وقلقا وغير قادر علي تحديد هدفه في الحياة بسبب الكرة الزائد للمسلمين في أمريكا, مؤكدا أنهم يبحثون عن البديل ويقولون: إذا كنا لاننتمي إلي هنا فلماذا لا ننتقل إلي كندا, والبعض الآخر يقترح الانتقال إلي سيدني, وما دفعهم لقول هذا اليأس والعجز الذي تملكهم وسيطر عليهم. ورغم أن أغلب المسلمين الأمريكيين توقع بأن يكون شهر رمضان له بهجة خاصة لتزامنه للمرة الأولي منذ عقود مع العطلة الصيفية مما يسمح للأطفال بالبقاء حتي وقت متأخر كل ليلة مع الأصدقاء والعائلة إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلا حيث انتشرت موجة كبيرة من أعمال التخريب والمضايقات في المساجد ففي مسجد بمورفريبو أشتعلت معدات بناء داخل هذا المسجد, أيضا ألقت خنز ير بلاستيكي يحتوي علي كتابات داخل مسجد بماديرا في كاليفورنيا, كما قام مراهون بإطلاق النار خارج مسجد يقع في شمال ولاية نيويورك خلال الصلاة.