كشفت تحقيقات نيابة أبشواي في حادث التصادم المروع بين سيارتين ميكروباص بالطريق السياحي المطل علي بحيرة قارون والذي راح ضحيته13 راكبا وأصيب فيه23 آخرون.. عن أن رعونة السائقين كانت السبب في الحادث وأن أحدهما غالبه النعاس مما أدي لاصطدام السيارتين رقمي20937 أجرة الفيوم و21592 بالمواجهة دون أن تكون هناك أي آثار لفرامل أو مكابح للسيارتين علي الطريق, وفي غضون ذلك شيع أهالي قرية قارون التي توفي العدد الأكبر من أبنائها ضحاياهم في موكب حزين بعد تسلم جثامينهم من مشرحة مستشفي أبشواي العام. وقد أجري( الأهرام المسائي) عدة لقاءات مع عدد من المصابين ليرووا لنا قصة المأساة الانسانية والحادث المفجع الذي راح ضحيته13 شخصا. بداية يقول أحمد الفاوي22 سنة من قرية النزلة بالفيوم أن السائق الذي كان يركب معه الميكروباص كان يسير بسرعة زائدة وفجأة وجدنا السائق ينحرف عن مسار الطريق ليصطدم بسيارة ميكروباص أخري وكل ذلك في ثوان معدودة كأنه حلم بشع أو كابوس. ويضيف طارق إسماعيل من ركاب السيارة الأولي أن السائق كان نائما وغلبه النعاس والدليل علي ذلك أنه لم يعدل مسار السيارة عن طريق السيارة الثانية ليحدث التصادم دون أن نسمع أي أصوات ناتجة عن الضغط علي الفرامل فالسائق اتجه بالسيارة كما هو. ويقول علي السيد ثابت20 سنة جزار أنه بمجرد انحراف السيارة عن الطريق نظرت إلي الجهة المقابلة لأجد سيارة أخري في الوقت الذي يسير فيه سائق السيارة التي أستقلها بنفس السرعة الجنونية, وفي هذه اللحظة رددت الشهادة ولم أدرك شيئا إلا وأنا ممدد علي سرير المستشفي. وقالت عبير عبدالفتاح صابر27 سنة, التي ترقد مصابة في المستشفي وبجوارها ابنتها الطفلة المصابة إنها كانت عائدة من قارون إلي القاهرة بعد زيارة أقاربها خلال أيام العيد ولم تشعر بأي شيء إلا وهي في مستشفي إبشواي. وأضافت أرزاق محمد صابر وشقيقتها نسمة أنهما يرقدان بالمستشفي ولا يعلمان إن كانت والدتهما من بين المتوفين أم لا. ومروة جمعة محمد4 سنوات أفاقت من الغيبوبة لتجد نفسها علي سرير داخل مستشفي أبشواي العام لتشعر بصدمة كبيرة وأول شيء قامت بفعله أخذت تنادي علي اختها الصغيرة ووالديها ولكن لم يستجب أحد لهذه النداءات فعائلتها تركتها وذهبت إلي عالم آخر لا يسمع فيه نداء البشر, فقد لقيت أسرة مروة جميعا مصرعهم والدها ووالدتها وشقيقتها بسملة ابنة السنة والنصف انهارت الطفلة وأخذت في البكاء وفشلت جميع محاولات تهدئتها إلي أن خارت قواها وذهبت في نوم عميق لن يمنعها من الاستيقاظ مرة أخري لتجد نفس المأساة بانتظارها طفلة وحيدة بدون أسرة توفوا جميعهم في حادث لن يبرح ذاكرتها طوال عمرها. وقد قرر الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم صرف5 آلاف جنيه للمتوفي, وألفي جنيه لكل مصاب بشكل فوري. والجدير بالذكر أن الطريق الذي شهد الحادث حارة واحدة تسير فيها السيارات في اتجاهين معاكسين اتجاه للذهاب وآخر للعودة.