خبر صغير منشور في بعض الصحف اليومية عن رفض وزارة التضامن الترخيص لجمعية جديدة هي الجمعية المصرية لدافعي الضرائب, التي أقام مؤسسوها دعوي أمام القضاء ضد قرار الرفض ومطالبين بالموافقة علي إشهارها. تأسيس الجمعية الجديدة ليس جديدا, لأن دافعي الضرائب في اي بلد لهم حقوق لابد من الحصول عليها نظير قيامهم بسداد الضرائب التي تستخدم في تمويل العديد من المشروعات المحلية. وهؤلاء الذين يسددون الضرائب يملكون حقوق كثيرة في المطالبة بعوائد ملائمة نظيرما يسددونه من أموال تستخدمها الحكومة في تمويل ودعم الموازنة العامة للدولة, فالضرائب ليست زكاة ولا صدقة, وإنما واجب علي المواطنين سداده من أجل إنفاق الحكومة علي تلبية متطلباتهم واحتياجاتهم من خدمات. وفي العديد من الإنتخابات بدول العالم تلعب الضرائب دورامهما للغاية في تغيير الحكومات عبر الانتخابات, وتغيير الأحزاب الحاكمة و تحويلها من أغلبية إلي أقلية, إذا لم تنجح الحكومة في توفير الخدمات للمواطنين واستغلال حصيلةالضرائب بأفضل الصور. وسبق الإشارة إلي أن د. يوسف بطرس غالي وزير المالية من أكثر الوزراء مسئولية عن الديمقراطية والإصلاح السياسي في مصر, من زاوية الحقوق والواجبات المجتمعية, فالديمقراطية لا تقف عند حدود التعبير السياسي و إنما أيضا من خلال توفير الحقوق الاجتماعية. ويرتبط ما سبق بنجاح د.يوسف في توسيع المجتمع الضرائبي, وتحقيق قفزات رائعة في زيادة حصيلة الضرائب, من خلال سياسات ناجحة و أساليب جديدة و تحديث الجهاز الضريبي نفسه. فالعلاقة بين سداد الضرائب وبين الديمقراطية علاقة وثيقة, وهي ذات العلاقة بين القيام بالواجب والسؤال عن الحق في المقابل, إذ لايمكن توقع سداد الممول لضرائبه و تجاهل الحديث عن صحة وسلامة استخدام هذه الأموال في موضعها الصحيح. من هنا فإن تاسيس جمعية لمسددي الضرائب تطور طبيعي في المشهد المصري العام, فمن حقهم السؤال عن مصير الأموال التي يسددونها, ورفض وزارة التضامن غير مفهوم, إلا لو توافرت أسباب قانونية. أعتقد أن ممولي موازنة الدولة سيرتفع رصيدهم في تقييم الداء الحكومي في السنوات المقبلة, وستكون الضرائب واحدة من عناصر تقييم الحكومات. كل نجاح جديد للدكتور يوسف بطرس غالي في جمع الضرائب هو دفعة قوية للديمقراطية وأدوات المحاسبة. [email protected]