الأمر لم يختلف كثيرا في الإعلام المرئي خاصة بعد أن تحكم فيه بقدر واضح المعلن وبات الأصل في المادة المقدمة هو كيف تحقق اكبر قدر ممكن من الإعلان بغض النظر عن المضمون ما نلحظه خلال متابعة العديد من الإنتاج التليفزيوني والاذاعي والصحفي خلال الفترة الماضية أن قطاعا كبيرا قرر أن يتعامل بمنطق' الجمهور عايز كده' لاهثا وراء ما يعتقد انه طلب الجمهور وذوقه. اتجهت الصحافة في جزء واضح منها إلي استخدام العبارات الدارجة واللغة العامية ليست العامية الراقية بل المغرقة في العامية, بل و تجاوزت ذلك إلي مستوي آخر هو استخدام ما اصطلح علي تسميته باللغة الجديدة والتي افترضوا أنها لغة الشباب ولكنها أصبحت كذلك بسبب الإلحاح في استخدامها, ليس هذا فقط بل بات الترويج لكل ما هو مرتفع الذوق وذو قيمة بات الترويج لمثل هذا المنتج هو شكل من أشكال الجنون لمن يحاوله. الأمر لم يختلف كثيرا في الإعلام المرئي خاصة بعد أن تحكم فيه بقدر واضح المعلن وبات الأصل في المادة المقدمة هو كيف تحقق اكبر قدر ممكن من الإعلان بغض النظر عن المضمون, ذلك المضمون الذي بات يدر حوله أموالا وهمية للكسب من خلال برامج مسابقات أو برامج قمار, ودائما سطحية تلعب علي الثغرات أو الغرائز أو التوافه من الموضوعات, كوميديا ابتعدت إلي أقصي مسافة ممكنة عن الذوق والرقي وبات الإسفاف والتخلف في التعبير والكلمات هو الأسلوب السائد فيها. جرب مرة من المرات أن تلغي الصوت من التليفزيون وتشاهد وجوه المؤدين والممثلين والمقدمين وسوف يخاطبك ذلك الشكل الذي يخاصم العقول ويقترب من الفجاجة. واعتقد من يقدم مثل هذه الأعمال أن الاقتراب من الجمهور يعني أن تأتي بلغة الحواري وأغانيها إلي آذان الناس, وليست أي لغة او أي قاموس ولكن أكثرها غرابة وبعدا عن الذوق واللغة والأسلوب المقبول, ومن يرد هنا بان هذه هي لغة الشارع, الرد عليه سهل لان مثل هذا المستوي وهذه اللغة موجودة دائما في المجتمعات في كل الأوقات, ولكن ظل الإعلام دوما مرتفعا بالمستوي, وليس لاهثا وراء الشارع. ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل زادنا البعض من الشعر بيتا عندما لم يكتف بما أصبح لدينا من قبح بل وجد البعض منه في دولة أخري فقرر استيراده ووضعه علي شاشاتنا. اظن ان كل أهل الإعلام في حاجة إلي وقفة لمراجعة النفس.