دخول مصر باتصالاتها وثقلها الدولي و حضورها هو دافع لإنجاح المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والتي ستبدأ غدا في واشنطن, و محاولة للحيلولة دون انفجار الأوضاع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, والتي بدأت بعد الإعلان عن المفاوضات, بدءا من الجدل المثار حول المستوطنات, وحتي تصريحات الحاخام الإسرائيلي. وما يحدث من الأطراف الإسرائيلية هو شكل من أشكال الاغتيال السياسي لأبو مازن الذي يلقي من بعض الداخل الفلسطيني نفسه رفضا واضحا لإجراء هذه المفاوضات, تصريحات الحاخام الإسرائيلي أمس تصب في هذه الاتجاه, حتي لو أعلن نتنياهو التبرؤ منها, لأنها تعبر بشكل أو بآخر عن حالة نفسية موجودة بالفعل في الداخل الإسرائيلي. التصريحات وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية,, بال'مهينة بشدة' والمضرة بعملية السلام, وهي لأحد الحاخامات الإسرائيليين البارزين' عوفاديا يوسف', وهو الزعيم الروحي لحزب شاس الديني المتشدد في إسرائيل,و تمني فيها للرئيس الفلسطيني محمود عباس وآخرين' الاختفاء عن وجه الأرض'.و أن يضربهم الطاعون. حادث مقتل أربعة مستوطنين أمس ماتوا متأثرين بجراح أصيبوا بها في حادث إطلاق رصاص بالقرب من مستوطنة' كريات اربع' في الضفة الغربية, وإعلان سامي ابو زهري, المتحدث باسم حماس مباركته لهذه العملية يصب في هذا الاتجاه أيضا, في اتجاه تفجير الوضع قبل بدء المفاوضات, وتفجير الوضع في هذا التوقيت لن يؤدي إلي شيء. محاولات اغتيال أبو مازن سياسيا, والإصرار من طرف إسرائيل علي الموقف المتشدد تجاه المستوطنات, والتصريحات المستفزة مثل تصريحات الحاخام الإسرائيلي, هي محاولات لاغتيال أبو مازن, لن تؤدي بأي حال إلي الاتصال السياسي مع الشريك الفلسطيني المطروح حاليا علي الساحة ولن تساهم في إنجاح المفاوضات التي تبدأ غدا ونتمني جميعا نجاحها.