قال الدكتور محيي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين ومساعد الامين العام لاتحاد الصحفيين العرب للشئون الخارجية ان السودان معرض الي التفتيت في حالة انفصال الجنوب عن الشمال, وقال تيتاوي الذي يزور القاهرة حاليا ان الجهود التي تقوم بها الحكومة السودانية حاليا لتحقيق الوحدة تأتي من باب القيام بالواجب, وذلك نسبة الي أن خطاب الحركة الشعبية الذي وصفه بالانفصال يخالف اتفاقية السلام ويدعو للانفصال صراحة. وقال تيتاوي ان مصر حاليا تقوم بدور كبير تجاه الصحفيين السودانيين حيث تقوم بتدريب شباب الصحفيين السودانيين في مصر كمنحة منهم. وهذا نص الحديث * ما هو رأيك ودوركم كاتحاد صحفيين والسودان مقبل علي تقرير مصير جنوب السودان ؟ السودان ليس معرضا للانفصال فقط بل معرض للتفتيت وهذا يرجع الي ان البلاد تعرضت في فترات سابقة لاستقطاب كامل من كل اطرافه, اي مارسوا شد اطراف السودان وحدث من خلال ذلك تمرد في الجنوب وفي الغرب والشرق ومحاولات تمرد في الشمال وهذا يؤكد ان المخطط هو تقسيم السودان, وكما تسرب في السابق التقسيم الي5 دويلات متحاربة ومتصارعة علي الحدود والموارد.. ومن هنا يسهل الانقضاض عليها من الدول العظمي للاستيلاء علي الموارد الطبيعية والمعادن والثروات الموجودة في السودان. * كل هذه المشاكل هل النظام في الخرطوم هو المسئول عنها ؟ هذا المخطط قديم ومستمر ولم يتوقف يوما للحظة واحدة منذ ان عاد الاستعمار الانجليزي للسودان في نهاية القرن التاسع عشر, واول ما بدأ به الانجليز في هذا المخطط لمن عزلوا الجنوب واعتباره منطقة مقفولة لايدخلها الشماليون باعتبارهم عربا ومسلمين وتجار رقيق وما نشر في منتصف السبعينيات عن وجود الرق في السودان كان حلقة من حلقات التآمر علي السودان وعندما جاءت حكومة الانقاذ في السودان كاد التمرد يدخل الخرطوم عندما كان يحاصر الرمازين واستولت علي الكرنك وقيسان وهذا يعني ان تحميل نظام الانقاذ المسئولية غير صحيح وحديث غير دقيق. * ولكن لم تظهر هذه القضايا المعقده قبل الانقاذ ؟ هذه المشاكل قديمة وكل الانظمة التي مرت علي السودان بعد الاستقلال ظلت تهيل الرماد علي الجمر ولاتطفئها ولكن حكومة الانقاذ تعاملت مع الجمر الي ان تم التوصل الي اتفاقية نيفاشا عام2005 وكان لابد من حل لان الحرب كانت مستمرة والتكريس مستمر ورغم حرص الحكومة علي حل يوقف الحرب ويؤسس لسلام دائم الا ان الاتفاقية في صياغتها وجوانبها المختلفة مخطط لها ومعدة وجاهزة وبدقة شديدة لان تقود الي الانفصال. * هل تتفق معي أن الحكومة بدأت جهودها متأخرة جدا بشأن جعل الوحدة جاذبة ؟ في تقديري ماتقوم به الحكومة من جهود لتحقيق الوحدة الجاذبة هو مجرد جهود تؤكد أن الحكومة تفعل ما عليها لانها لاتريد ان تفرض رايا او تخرج عن التزامات الاتفاقية وفي اعتقادي مهما حدث سيكون هناك انفصال لا محالة خاصة ان الحركة الشعبية تتحدث بلسانين احدهما فاتر يدعو للوحدة والثاني نشط يدعو للانفصال وانا اقول لك ليس كرئيس لاتحاد الصحفيين ولكن في اعتقادي الشخصي ان الاستفتاء لو شارك فيه كل الشعب السوداني لكان الانفصال لامحالة. * بالنسبة لمشكلة مياه النيل هي لديك تخوفات حول هذه القضية ؟ انا ليس لدي تخوفات في الوضع الحالي ولكن اذا جاء جنوب السودان بعد انفصاله كدولة عاشرة بين دول حوض النيل ستكون دولة مشاغبةن وستسبب متاعب كبيرة واذكر لك ان تقربهم للعرب هو مجرد مرحلة محددة وبعد الانفصال سيكون لدولة الجنوب وجه آخر ضد كل ما هو عرب إسلامي, واتخوف من ان تكون لها موقف عدائي ضد دولتي المصب وقد يظهروا العداء الاكبر لشمال السودان وهذا سينعكس تلقائيا علي مصر ايضا وانا علي قناعة تامة بمجرد تحقيق الاستقلال للجنوب حسب ما يردد الاعلام الغربي ويقول ذلك وكان الجنوب دولة يستعمرها الشمال وستكون هناك مواقف سلبية كثيرة تجاه شمال السودان. * تتحدث ولم تتطرق لأي احتمالات للوحدة ؟ رغم ان التحرك للدعوة للوحدة جاء متأخرا ولكنها وجدت القبول من قطاعات كبيرة من اهل الجنوب والشمال وفي الجنوب هناك ناس صادقون جدا في نظرتهم للوحدة ولكن اجابة علي سؤالك يمكن ان اتحدث عن احتمالات الوحدة اذا جاء الاستفتاء شفافا وعادلا ونزيها يسمح لكل جنوبي ان يقول رأيه بصراحه كاملة بدون ضغوط والحكومة ونحن حريصون تماما علي وحدة السودان ولكن نتمني ان تكون الحركة ايضا حريصة علي الوحدة لان الاتفاقية نصت علي جعل الوحدة جاذبة وما تقوم به الحركة مخالف للاتفاقية بتحريض الجنوبيين علي الانفصال. * كرئيس لاتحاد الصحفيين السودانيين ما هو دور الاعلام تجاه جعل الوحدة جاذبة ؟ الاعلام السوداني ظل دوره واضحا جدا في فترات الحرب وله خطاب كان سائدا وقتها لدعوي ان الحرب تعني الحفاظ علي وحدة البلاد ولم يكن وقتها هناك تقرير مصير وكان موقفه وقتها ايجابيا ولكن بعد الاتفاق علي تقرير مصير الجنوب جاء خطاب الاعلام خجولا تجاه دعم الوحدة بما ان هذه القضية اخطر من كل القضايا التي يتعرض لها السودان لان كون ان ينقسم السودان الي قسمين يعني تفاقم قضية دارفور واذا حدث انفصال سيكون دور الاعلام اكثر سلبية ولذلك انا لست مرتاحا لدور الاعلام السوداني في دعم مشروع الوحدة وللاسف قضية الوحدة هي التي نبهت الاعلام لأهميتها ويفترض ان يحرك الاعلام الناس لاهمية الوحدة. * الدور العام لاتحاد الصحفيين السودانيين تجاه اعضائه ؟ الهاجس الاكبر للاتحاد هو رفع القدرات المهنية للصحفيين السودانيين الشباب بعد ان تزايدت اعدادهم نتيجة حرية الصحافة وكذلك وجود9 كليات اعلام مقابل60 صحيفة وهذا دعانا الي تكثيف التدريب, ومن هنا فتحنا ابواب التعاون مع اتحاد الصحفيين العرب والافارقة والاتحاد الدولي للصحافة ونقابة الصحفيين المصريين لتدريب اكبر عدد من الصحفيين الشباب في السودان وتركيزنا علي الشباب كان اهم قرار لانهم في حاجة للتدريب ولذلك اي صحفي يزيد عمره علي30 عاما لا يدخل منظومة التدريب ونحن ايضا ركزنا علي الشباب لاكسابهم الخبرات المهنية والقدرات التقنية لان هذه المتطلبات وسيلة العصر في العمل الصحفي. * وعن علاقاتكم مع نقابة الصحفيين المصريين ؟ علاقة جيدة ونحن لدينا علاقات مع كثير من نقابات الصحفيين في العالم ولكن علاقتنا مع المصريين هي الاهم وهي الاقرب لنا وانا اتفقت خلال زيارتي هذه مع مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين المصريين علي أن تكون دفعة الصحفيين المتدربين في مصر من الجنوب ودارفور وشرق السودان, ودائما ما تقوم نقابة الصحفيين المصريين بتدريب الصحفيين السودانيين علي حساب مصر وقد دربوا لنا الكثيرين بدون مقابل وهناك عشرات الصحفيين السودانيين سيتدربوا خلال الايام القادمة علي نفقة مصر وهذا ليس غريبا لان الصحافة قدمت الي السودان من مصر وان رواد الصحافة المصرية هم الذين اسسوا الصحافة في السودان منذ عام1903, ولذلك العلاقة بين الصحافة السودانية والمصرية عميقه وكبيرة. * وفي مجال الخدمات ماذا قدمتم للصحفيين السودانيين ؟ استطعنا ان نوفر حوالي1250 وحدة سكنية للصحفيين الشباب واغلبهم تسلم مسكنه والان يتمتعون بجزء كبير من دخلهم الذين كانوا يدفعونه في ايجارات المساكن وكذلك عملنا علي استقرار المؤسسات الصحفية التي ظل بعضها ينهار ويتعرض الصحفيون للتشرد ونقوم حاليا بدراسات بحث لكي تكون هذه المؤسسات مستقرة ومستمرة حتي يضمن الصحفيون استحقاقاتهم.