قلبي يدمي علي اخطائنا التي لا ترتكبها الا المجتمعات المتخلفة. الامم العظيمة تحمي تراثها.. تدافع عنه.. انه الذاكرة الجمعية الوطنية. الامم المتخلفة لا تعرف معني الفن.. لم تصل الي مستوي من التحضر يسمح لها بتذوق الفنون الراقية. مصر علي العكس من ذلك.. تاريخها ينطق بعشق الفنون.. علي جدران المعابد لوحات راقية تصور الحياة المتحضرة. قلبي ينزف من هؤلاء البيرقراط.. صغار كبار الموظفين الذين حولوا حياتنا الي جحيم.. الذين أهدروا ثرواتنا. النظام يبدأ بتطبيق القانون علي التفاصيل سواء صغيرة أم كبيرة.. ولذلك لن يفيدنا كثيرا الاعلان الان عن اجراءات احترازية لتأمين متاحفنا. نحن الآن في حاجة الي تطبيق القانون. المسئولية التضامنية واضحة في هذه الحالة.. محاولة الصاق التهمة بأشخاص محددين لكي يخرج المسئول الاول من الازمة كما فعل في الكوارث السابقة لا معني له. المسئول الاول يختار مساعديه.. بالصدفة البحتة كلهم فاسدون.. هل هذا معقول ؟ لا ينبغي اسناد هذه المهام العظيمة' ضمير الامة وعقلها وتاريخها' لاناس لا يجيدون الا المنظرة وافتتاح المعارض.. ونهب المال العام واستخدامه في سفريات لا حصر لها في شرق العالم وغربه. لا يصلح الاعوجاج الا تصحيح النظام وبتر العناصر الفاسدة. وزارة الثقافة لا تخص شخصا واحدا.. هذه وزارة ثقافة مصر.. وللامانة الرائحة التي تصدر منها تزكم الانوف. الوقائع داخلها يندي لها الجبين. هذا ليس إهمالا.. انه نهب للمال العام عيانا جهارا. انة تبديد لميراث مصر الثقافي. لقد زرت متحف اللوفر في باريس.. والبريتش ميوزيم في لندن والمتروبوليتان في نيويورك.. ونعرف مدي صرامة الاجراءات الامنية المتبعة في هذه المتاحف. أما ما يحدث عندنا فيبشر بحالة من الفوضي آن أوان وقفها ومحاسبة المسئولين. لن يصلح الصمت جرائم مسئولو وزارة الثقافة.