وهذا الاسبوع خرجت علينا آخر الافكار الترويجية وهي فكرة البيع المسبق buyorder أي أن يقوم القارئ بحجز الكتاب من المكتبات قبل صدوره, وهذا النظام معمول به في الخارج حيث يباع من الكتاب مئات النسخ وأحيانا ملايين قبل صدورها, وأخيرا قامت دار الشروق بفتح باب الحجز لكتاب مادة212 للشاعر الشاب هيثم دبور. الاهرام المسائي استطلعت اراء عدد من الناشرين والكتاب في الفكرة ومدي ملاءمتها للسوق المصرية.. في البداية أوضح لنا دبور طبيعة الفكرة قائلا: تتلخص الفكرة في ايجاد مساحة من التفاعل بين القارئ والكتاب في السوق الأدبي, وتغيير عاداته الشرائية والقرائية في نفس الوقت, وهي امتداد لمجموعة من الأفكار تم تنفيذها خلال السنوات الماضية وتحمل مغامرة نجاحها أو فشلها, فمنذ3 سنوات لم تكن فكرة برومو الكتاب مطروقة, وبعد كتاب أول مكررسارع أغلب الأدباء لعمل ذلك حتي صار ملمحا ثقافيا, حتي عندما تتطورت فكرة البرومو لليب مصور في أزمة منتصف العمر23 سنة ثم فيلم قصير مصاحب لكتاب مادة212 يتم تنفيذه بطريقة شديدة الاحترافية, ونجاح الفيلم وعرضه في الفضائيات وتخطيه حاجز60 ألف مشاهدة علي اليوتيوب هو مادفعنا لتطبيق فكرة البيع المسبق أوbuyorder حيث تحمست لها دار الشروق وبدأت تنفيذها في وقت قياسي بعد طرحها ومناقشتها معا. ويوضح هيثم تعتمد الفكرة علي بيع فلاير شريط إعلانيعلي شكل غلاف الكتاب بشكل مسبق مع تحديد موعد نزول الكتاب لمن يقوم بالشراء وهي فكرة تطبق عالميا ولعل مثالها الأبرز رواية هاري بوتر التي كان الجمهور يحجزها بالآلاف قبل نزولها, وأري أن نجاح الفكرة سيتغير من شكل سوق الكتب المصرية, وستحقق رواجا أدبيا كبيرا لجميع الكتب ولن يقتصر الأمر عند مادة212 حيث ستتسابق الدور لفتح باب الحجز لكبار الكتاب وهو مايؤثر ايجابيا علي المجتمع الأدبي بالكامل. ويراهن هيثم علي نجاح الفكرة مشيرا الي أن كل الأفكار الكبيرة تبدأ بمحاولات فردية, وأعتقد أن الكاتب والقارئ نفسه بدأ يعامل الكتاب بطريقة مختلفة بعد نجاح فكرة الكليبات المصورة التي تسبق صدور الكتاب, وإقبال الجمهور علي الفكرة نسبي, حيث ستحظي الفكرة بتخوف البعض حتي تثبت كفاءتها وسيتزايد الأقبال علي تلك الطريقة التسويقية بتكرارها مع كتب أخري. ومن جانبه قال فادي عوض من قسم النشر بدار الشروقكنا نفكر بالدار في طرق جديدة لترويج الكتاب, وجاءت إلينا فكرة البيع المسبق وانتظرنا اللحظة المناسبة, مستغلين الحديث الذي دار علي كتاب هيثم قبل صدوره, لأننا نري أن سوق الكتاب تحتاج إلي تطوير وإلي التركيز علي هذا المنتج والهدف الأساسي هو تعميق علاقة القاريء بالكتاب,وهذا يتضح في السنوات الأخيرة, فخريطة القراءة تتغير وكل مايقدم هو أشكال محفزة للقراءة ولحركة السوق, فيجب أن يكون هناك جانب إعلامي للإعلان عن الكتاب, ومادفعنا لتبني هذه الفكرة هو الزيادة اللافتة لعدد القراء ونسب الشراء, ومن ثم لدينا رغبة في الرهان علي شريحة أخري من القراء, هي ذاتها التي مثلت نسب المشاهدة العالية التي حققها الفيلم القصير الذي تم تصويره حول الكتاب. أما الناشرة فاطمة البودي عضوة لجنة الملكية الفكرية باتحاد الناشرين فتري هذا نوعا من الدعاية والتسويق الذكي, وأنا كناشرة مع أي ابتكار في مجال الإعلام يروج للكتاب,لكن كل ما أريد أن أنبه اليه هو الحرص في استخدام هذه الفكرة, حتي لاتفقد مصداقيتها لأنها لن تنجح إلا مع كتاب له جمهور, ويجب أن نتيح للتجربة مجالا للتحقق قبل التهكم عليها. ومن ناحيته أكد الكاتب الشاب محمد فتحي حماسه لفكرة الحجز المسبق للكتاب مشيرا الي أن هذا يندرج تحت مايسمي بتفكير المحترفين, مما يعلي قيمة الكتاب كسلعة ويزيد احترامه, ورغم أن البعض قد يسخر منها فإنها تلفت النظر لأهمية الكتاب, ولا أشك انها ستعمم قريبا حتي تنفذ بشكل احترافي. ونفي فتحي أن تكون هذه الفكرة لقياس نسبة البيع, فهي أفكار جديدة لزيادة اهتمام القارئ بالكتاب وبعيدا عن نجاح أو فشل الفكرة أنا مع أي تجربة تفيد سوق النشر وأتصور أن الإعلام قادر في السنوات القادمة علي تغيير شكل التواصل مع الكتاب. من جهته قال الكاتب محمد صلاح العزب الفكره مفيدة جدا ويضيف من المهم الابتكار وتوفير أفكار جديدة للترويج, ولايجب أن نحمل بعد ذلك أول من فكر بهذه الفكرة نتائجها لأنه غير مسئول عن النتيجة, فلا ننظر لها إلا من جانب التسويق ولو حققت نجاحا سيستفيد منها الجميع, فهذه الأفكار الجديدة هي التي تغير نسب القراءة فقبل خمس سنوات لم يكن هناك حفلات توقيع ولاغيرها من الأفكار الجديدة, لكن مع وجودها ارتفعت نسب القراءة. ويتفق معه في ذلك الكاتب أحمد مراد مشيرا إلي أنه من حق القاريء أن يعرف ماذا سيقرأ, وهذه من أفضل الدعاية التي يمكن أن تقوم بها دور النشر, ففي الخارج يقوم القراء بحجز ملايين النسخ من الكتاب قبل نزوله السوق, ومثل هذه الدعاية مفيدة لتقوية صناعة النشر وأن يصبح هذا المجال أكبر لأن كل ما يحدث فيه متسلسل, والآن نري أن كل كاتب يلجأ لمكتب دعاية للترويج لكتابه,فنتحدث هنا عن فكرة التنجيم, ومثال علي ذلك للتقريب أن في السينما وقبل أفلام شارلي شابلن لم يهتم المتفرجن بأسماء القائمين علي العمل لكن بعد ذلك أصبح الجمهور يذهب لأسماء بعينها, وهذا ينطبق أيضا علي سوق الكتاب وهذا يجعل الكاتب يخاف أكثر علي شغله ويعطيه أكثر لذا ففكرة البيع المسبق إيجابية وتصنع جوا من النقاش المفيد حول الكتاب.