عندما وقعت سلسلة الإنفجارات المفاجئة في الدارالبيضاء عام2003, لم يكن أحد يتصور أن المسألة أكبر من خلية إرهابية تسللت عبر الحدود, أو جماعة إرهابية داخلية محدودة العدد ضلت طريقها فقد كان المغرب طوال الوقت يمثل واحدة من البلدان العربية ذات الثقافات المنفتحة القديمة المتعددة الأبعاد التي لاتقبل التطرف إلي حد كبير, كما أن الدارالبيضاء مثل تونس وبيروت ودبي, واحدة من المدن الكبيرة, المعروفة عالميا, والتي يصعب تصور أنها يمكن أن تشهدا' إرهابا مقيما', حتي مع وجود العشوائيات, لكن السلطات المغربية تقول الآن, أنها قد فككت مالايقل عن66 خلية إرهابية منذ ذلك التاريخ, أي بمعدل10 خلايا عنيفة كل عام. لقد كانت دول مثل مصر والجزائر والسعودية قد تعرضت لهجمات إرهابية علي نطاق واسع, استمرت فترات طويلة, وفي بعض الأحوال كانت الجماعات التي تقود العنف, تتبني نفس الأفكار, أو تتبع نفس المدرسة, أو أنها عادت من نفس المنطقة, لكن الأساس هو أن الفارق بينها كان- طوال الوقت- فيما إذا كانت البيئة المحيطة بكل جماعة ستسمح باتساع حركتها أو باستمرار عملياتها, أي اكتسابها أرضية جديدة, أم أنها ستكون أهم مسمار في نعشها, وتبدو النتائج واضحة تماما في الحالات التي تمت الإشارة إليها, فقد توقف العنف في مصر, واستمر في الجزائر بمعدلات متوسطة, وتفاقم في السعودية لفترة قبل أن يتذبذب حاليا. إن المغرب تشبه مصر, فهي دولة تطل علي بحر ومحيط, يفتحان الطريق لتصور آفاق هائلة للعالم, ولديها تاريخ مع ثقافة إسلامية شديدة الانفتاح في الأندلس, كما أن لديها حدودا جغرافية ومائية مع أوروبا داخل أراضيها وعبر مياهها الإقليمية, وتكتظ بالراغبين في السفر عبر البحر, بأشكال شرعية وغير شرعية, وتتبني واحدا من أكثر المذاهب الإسلامية انفتاحا, وبالتالي فإنها ليست واحدة من البيئات( التربة) الخصبة لنمو وترعرع الإرهاب, لذا حاولت القاعدة العمل داخلها عبر خلايا تقدم الدعم للخارج, كما حاولت تنظيمات إيرانية اختراقها شيعيا, لكنها تمكنت من إنهاء كل ذلك, بدون آثار جانبية حادة, والفضل ل' الثقافة'. [email protected]