ساد الارتباك هيئة السلع التموينية إثر القرار المفاجئ الذي اتخذته الحكومة الروسية بإلغاء تعاقدات قمح لمصر بنحو540 ألف طن بعد تعرض المحصول في روسيا لانخفاض كبير بسبب عوامل مناخية مما دفع موسكو إلي إعادة النظر في ارتباطاتها التعاقدية مع أكبر الدول المستوردة للقمح الروسي وفي مقدمتها مصر وسط توقعات بأن يؤدي القرار الروسي إلي ارتفاع كبير في الأسعار العالمية, خاصة مع بدء تنفيذه في15 من الشهر الحالي. وكشف نعمان نصر نعمان نائب رئيس هيئة السلع التموينية عن أن الهيئة تقوم حاليا باتصالات واسعة لتعويض التعاقدات الروسية, خاصة في أسواق أمريكا وفرنسا واستراليا وألمانيا وانجلترا, مشيرا إلي أن التعاقدات الروسية كانت ستغطي احتياجات الاستهلاك لمدة20 يوما. وأكد نعمان أن المخزون الحالي بالصوامع والشونات من القمح المحلي والمستورد يغطي احتياجات أكثر من4 أشهر وأن الرصيد الآمن المتعارف عليه دوليا شهران فقط. وأضاف نعمان أن محصول الذرة الذي سوف يورد خلال هذا الشهر والمتوقع أن يصل إلي مليون طن سوف يسهم في زيادة هذا المخزون بنسبة كبيرة, فضلا عن خفض حجم القمح المفترض استيراده نظرا لخلط10% من الذرة بالقمح لإنتاج الدقيق المستخدم في الخبز المدعم. من جانبه, أكد علي شرف الدين رئيس غرفة صناعة الحبوب ومنتجاتها أن انخفاض المحصول الروسي بنسبة30% سوف يؤدي إلي زيادة أسعار القمح عالميا بنسبة100% خلال الأشهر المقبلة, مضيفا أن هذه الأزمة سوف تكلف الخزانة العامة للدولة زيادة الدعم الموجه للقمح بنسبة40% ليصل إلي نحو8 مليارات جنيه مقارنة ب5 مليارات جنيه خلال الفترة الماضية. بينما أكد إيجور شوفالوف, النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي, أمس أن روسيا لن تعاود الوفاء بالتزاماتها الخاصة بصادرات الحبوب إلا بعد اكتمال الحصاد واتضاح الرؤية بشأن المحصول.