الأسبوع الماضي كتبت عن الفراغ الذي يجتاح المحروسة يمينا ويسارا, والذي يعبر عن نفسه في صور عدة, بعضها اجتماعي, وبعضها نفسي, والبعض الآخر ديني وكتبت عن رؤيتي ووجهة نظري في الفرحة المبالغ فيها كلما سرت معلومة أو إشاعة عن إسلام فلانة أو خروج علان عن الإسلام وتنصره, وكتبت بكل صدق وصراحة عن موقفي من مثل هذه الأفراح المفتعلة, فلا الإسلام ترتفع رايته خفاقة بتحول ماري إلي فاطمة, ولا المسيحية تكسب وتنتشر علي الإسلام بتحول محمد إلي مينا, وقد وصلني عدد من الرسائل الإلكترونية, بعضها يتفق مع مضمون ما كتبت, مؤكدا أن الدين لله, والوطن للجميع وأننا منذ تخلينا عن هذا المبدأ, وقررنا أن نحوله إلي الدين لنا, والوطن بتاعنا لوحدنا انقلبت أحوالنا رأسا علي عقب, وتفرغنا للسقطات والهفوات, ونسينا مستقبلنا وعملنا, فلحق بنا ما لحق من تدهور وانهيار واضحين في أغلب مناحي الحياة.( القارئة منال سليمان من القاهرة). ووصلتني رسائل أخري يدور مضمونها حول العكس تماما, وأتخير منها رسالة الدكتور أحمد يوسف الذي أنشر رسالته فيما يلي: بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام علي نبيه المصطفي محمد صلي الله عليه وآله وصحابته ومن تبعه بإحسان وسلم. سيدتي: بداية أود أن أشكرك علي ما فعله مقالك بي وما جعلني عليه إذ أحيا في قلبي الإيمان والحمية لدين الله ورسوله ولكنها حمية منضبطة بضوابط الشرع. سيدتي لقد ذكرت في مقالك أن الفراغ هو ما يجعلني أتشبث باللحية والجلباب والخمار والطرحة. سيدتي لن أقول الإسلام هو ما كان في لحية أو حجاب, فبالتأكيد ليس هذا أصلا في الشرع حتي نقول ان الإسلام كله في هذين, لكن هما بالتأكيد من أوامر الله رب السماوات والأرض وما بينهما, وتعظيم أوامر الآمر من تعظيم الآمر. وسبحانه يقول في سورة الحج ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب.... فأرجوك سيدتي لا تأتي بأوامر الله ربي في معرض هذا الاستخفاف. ثم قولك ان هذا الفراغ هو ما يجعلني أتمسك بتلك اللحية, ويجعل الفتاة تتمسك بهذا الحجاب. سيدتي ليس الأمر هكذا... إنما الأمر أني نظرت في الدنيا فوجدت عمري فيها قليلا وعمري فيها لا يتعدي المائة, وإن تعداه فهو إلي زوال. ثم ماذا؟ ثم الموت ثم ماذا؟ ثم البعث والحساب.... سيدتي سيحاسبني ربي علي ما قدمت. سيحاسبني ربي علي ما وافق قولي وفعلي منهجه الذي أرسل نبيه محمدا به, ليس تبعا لهواي, ليس الأمر بملكي لا أستطيع أن أفعل ما أشاء أو أن أقول ما أشاء, إنما ما يشاء ربي هو ما يكون, لأنه هو ما سيبني عليه مصيري بلا نهاية في جنة أو في نار أبدا إن مت علي الشرك وزمنا طويلا منتهيا إن مت علي التوحيد ولم تلحقني شفاعة.... الشافعين. سيدتي... هل تقفين في صف محايد بين المسلمين والنصاري؟ أنا لا أظن ذلك, بل لا أظن غير أنك تؤمنين بقوله تعالي ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين أراك سيدتي تؤمنين بقوله تعالي إن الدين عند الله الإسلام سيدتي ليس فرحنا بمن آمن لمجرد قوة الإسلام في انضمامه إليه, وان كان هذا قد يكون صحيحا, ومثاله مما تفهمين هتلر قامت به دولة وسقطت به دولة يوم سقط, عبدالناصر قام به العرب ومصر وسقطوا جميعا بسقوطه في67 والإسلام قام بشخص الرسول وثبات الامام أحمد بن حنبل في محاربة القول بخلق القرآن منفردا وحيدا هو ما كان السبب في بقاء منهج أهل السنة واندثار منهج المعتزلة .......... سيدتي إنما فرحنا بهذا المهتدي أن نفسا نجت من النار إلي الجنة, من العذاب إلي...... جنات ورضوان سأختم كلامي سيدتي بالرجاء ألا تتخذي من بعض كلامي قالبا لفهم منهج مغاير لا أقول به, بل تفهمي القول واعقليه, وأدعو الله ربي أن يريني ويريك سيدتي الحق حقا.... ويرزقنا ويمن علينا باتباعه ويرينا الباطل باطلا ويتفضل علينا باجتنابه. ...... جزاك الله خيرا علي قراءتك الورعية لكلامي ...... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأنا من جهتي أشكر الدكتور أحمد يوسف علي تكبده عناء القراءة والرد, وأعده بالتواصل حول الموضوع نفسه الاسبوع المقبل إن شاء الله! .......... سيدتي... هل تقفين في صف محايد بين المسلمين والنصاري؟ أنا لا أظن ذلك, بل لا أظن غير أنك تؤمنين بقوله تعالي ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [email protected]