بعض الزملاء الصحفيين ذهبوا الي المعسكر اليوم التالي وسألوا الشباب, كما قال لي أحدهم إذا ملكانت قد أمليت عليهم أسئلة بعينها, وإذا ما كانوا قد تعرضوا لتعليمات مسبقة بعدم التعرض لموضوعات بعينها ولم يرض بعض الزملاء أن يصدق أن ما يحدث هو حقيقة وليس تمثيلية. النتيجة الأهم من هذه التجربة أن نكتة أين تامر ؟ لم تعد حاضرة أو عل الأقل ينبغي ألا تكون حاضرة. إحدي النكات السياسية التقليدية التي تكررت بأشكال مختلفة في مجتمعات مختلفة تقول إن رئيس الدولة زار إحدي المدارس ووقف أحد الطلاب وقدم نفسه قائلا أنا اسمي تامر وأحب أن اسأل حضرتك ثلاثة أسئلة.. الأول: لماذا لا تحاسبون الفاسدين في الحكومة ؟ والثاني: لماذا تصرون علي عدم تغيير الحكومة ؟ والثالث: هل سيتم توريث الحكم ؟ في هذه اللحظة وقبل أن يجيب رئيس الدولة فجأة رن جرس الفسحة قبل موعده وخرج الطلاب علي أن يستكملوا الحوار بعد الفسحة.عاد الطلاب ووقف طالب آخر قدم نفسه اسمي عادل وعندي خمسة أسئلة.. الأول: لماذا لا تحاسبون الفاسدين في الحكومة والثاني: لماذا تصرون علي عدم تغيير الحكومة؟ والثالث: هل سيتم توريث الحكم ؟ والرابع: لماذا دق جرس الفسحة قبل موعده بساعة ونصف ؟ والخامس: أين زميلنا تامر ؟' انتهت النكتة' وتذكرتها اليومين الأخيرين لأسباب متعددة مترابطة وذلك عندما وقف أحد الطلاب في لقاء جمال مبارك الأخير مع شباب الجامعات والذي جري في حلوان الأحد الماضي ليسأل عن الفساد وعن تزوير الانتخابات وعن توريث الحكم. ويذكره بأن الله سوف يحاسبه.سمعت همهمة عندما طرح الشاب هذه الأسئلة من بين زملائه وأظنهم تذكروا نكتة تامر. هذا السؤال أجاب بنفسه عن العديد من الأمور, أولها ما تردد قبل اللقاء من أن هناك أسئلة معدة سلفا, تحذيرات للطلاب من عدم التعرض لموضوعات بعينها منها ما ذكره الشاب في تساؤلاته ثانيها أن جمال مبارك لم يتجاهل التساؤلات وأجاب عنها جميعا في واحدة من أفضل إجاباته علي مثل هذه الأسئلة من وجهة نظري الثالث أن هذه الأسئلة والإجابات ظهرت في كل الصحف, وعلي شاشة التليفزيون ولم تتعرض لحذف سواء من الأسئلة أو الإجابة عن هذه النقاط تحديدا. بعض الزملاء الصحفيين ذهبوا الي المعسكر اليوم التالي وسألوا الشباب, كما قال لي أحدهم إذا ملكانت قد أمليت عليهم أسئلة بعينها, وإذا ما كانوا قد تعرضوا لتعليمات مسبقة بعدم التعرض لموضوعات بعينها, ولم يرض بعض الزملاء أن يصدق أن ما يحدث هو حقيقة وليس تمثيلية. النتيجة الأهم من هذه التجربة أن نكتة أين تامر ؟ لم تعد حاضرة أو عل الأقل ينبغي ألا تكون حاضرة. أظن أن البعض قد يكون قد توجه الي الطالب ليسأله عن اسمه ويأخذ بياناته, وأظن أن من فعل هذا فعله متطوعا مقتنعا بأسلوبه القديم في التعامل, وأعتقد أن الطالب نفسه قد أصابته حالة من الذعر نتيجة ما حدث. وأظن أيضا- إن لم أكن متأكدا- أن كل وسائل التطمين والتأكيد علي حق هذا الشاب وغيره في التعبير عن أنفسهم وعن قلقهم وعن تساؤلاتهم قد اتخذت من جانب من يؤمن بصحة وصحية هذه الممارسة, ومن يؤمن بأن نكتة' أين تامر؟' لا ينبغي أن يكون لها مكان بيننا في مجتمعنا الذي ننشده .[email protected]