عندما تمت الإشارة أمس الأول إلي أن البلاد سوف تشهد موجة حارة أخري, كان من الممكن توقع مايمكن أن يحدث, فلم يعد فصل الصيف في مصر يعني وجود درجات حرارة عالية تتجاوز35 في معظم الأحوال وإنما موجات حارة تتجاوز فيها درجات الحرارة40 درجة مئوية أما الموجة الأخيرة, فمن الواضح أن درجات الحرارة فيها قد تجاوزت44 درجة مئوية في الشمس, أو ربما في الظل, وهو ما يعني معاناة للجميع تقريبا مع اختلاف الدرجات. إن درجات الحرارة في منطقة الخليج تتجاوز مايحدث لدينا في مصر بكثير, ففي بعض المناطق توجد قطع من' جهنم' حسب تعبير سائد هناك, لكن الفارق هو أن تلك الدول مجهزة تماما للتعامل مع تلك الدرجات المرتفعة من الحرارة, في البيوت والسيارات, بينما لاتوجد لدينا بنية مؤهلة لذلك علي مستوي نمط الحياة اليومي, فالبيوت في معظمها ليست مكيفة, ويعاني الناس من درجات الحرارة المصحوبة بالرطوبة خلال الليل, كما أن السيارات في معظمها ليست كذلك أيضا, وإذا تمت تلك التجهيزات ستتحول المشكلة من الهواء البارد إلي فواتير الكهرباء وأسعار البنزين. المشكلة تواجه الجميع أيضا خلال الذهاب لأعمالهم أو التنقل خلال النهار, ففوق كوبري أكتوبر يمكن في أيام الحرارة المرتفعة أن يحصي من يسير عليه من بدايته إلي نهاية حوالي8 سيارات قد تعطلت بفعل الحرارة الشديدة, بينها سيارات حديثة, فبطء حركة السير يؤدي إلي دخول بعض السيارات الحديثة إلي' دائرة التوقف', كما أن تصاعد استهلاك الكهرباء في المنازل يؤدي إلي انقطاع التيار الكهربائي أحيانا, وقد أشارت تقارير إلي أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية قد ارتبط بعطب بعض المحاصيل فوق الأشجار أو في المزارع بفعل الحرارة. لكن يبدو أن مصر قد بدأت تستعد لمثل هذه الأجواء, فمبيعات التكييفات قد ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة, ووجد الناس والوكلاء صيغة للتصرف, كما أن الخدمة المرورية الخاصة بسحب السيارات المعطلة قد تطورت أيضا, ومنذ يومين عاد التيار الكهربي في مدينة نصر بعد دقيقتين فقط من إنقطاعه, كما أن الناس وجدوا سبلا للخروج إلي الأماكن المختلفة, كالطريق الدائري فوق النيل, حتي أوقات متأخرة من الليل أحيانا, فقد بدأنا نقترب من التكيف مع عصر ال44 مئوية. [email protected]