دعا وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي الذي عزل رئيسا اسلاميا منتخبا ويتوقع أن يصبح هو نفسه رئيسا لمصر الولاياتالمتحدة إلى تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة الارهاب وتجنب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الاوسط. كما ذكر السيسي في أول مقابلة مع مؤسسة إعلامية دولية قبل انتخابات الرئاسة ان علاقات مصر مع الولاياتالمتحدة مستقرة. وقال "علاقتنا بالولاياتالمتحدةالأمريكية علاقة استراتيجية مستقرة وثابتة. ومش معنى ان في وقت من الأوقات حصل حالة من الارتباك ده معناه " ان احنا ما نقدرش نكمل ده.. لا طبعا. دي علاقات مستقرة. واحنا محتاجين.. العالم دلوقتي علاقات كلها علاقات متداخلة ومتشابكة ومفيش مجال ان يبقى فيه علاقات لدولة على حساب دولة أخرى. احنا محتاجين في مصر نتعاون مع كل الدول." ودعا السيسي الولاياتالمتحدة إلى استئناف مساعداتها العسكرية لمصر والتي تقدر بمبلغ 1.3 مليار دولار سنويا والتي جمدتها واشنطن جزئيا بعد الحملة التي شنتها السلطات المصرية على الإخوان المسلمين العام الماضي. وقال "احنا فيه معدات محتاجين ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تديها لنا وأعتقد ان الأمر لازم دلوقتي يتراجع. والأمر ده يتحقق في أسرع وقت ممكن. أنا بأتكلم على سيناء دلوقتي مش بأتكلم على حدود أكثر من 1000كيلو. الجانب الآخر في ليبيا ما عندوش الفرصة انه يؤمن حدوده بالشكل المناسب. واحنا لنا التزامات تجاه الأمن القومي المصري.. تجاه أمن واستقرار هذا المواطن الفقير الغلبان.. مش كمان ح يبقى مهدد في حياته وف حياة أولاده.. مش ح ينفع كده." وأكد المرشح الرئاسي المصري تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء (13 مايو أيار) بشأن الصراع السوري مشددا على أنه يؤيد حلا سلميا وأن مصر لن تؤيد تدخلا عسكريا هناك. وقال السيسي "إنما نبقى شايفين انه على الاجمال لازم يكون قدامنا وحدة الأراضي السورية حتى لا تتعقد المنطقة أكثر من كده. حل سلمي حتى لا تتعقد المنطقة أكثر من كده. عملية التعامل مع العناصر المتطرفة ح نعمل فيها إيه؟ وإلا ح نشوف أفغانستان ثانية. وما أفتكرش ان انتم عاوزين تعملوا أفغانستان ثانية في المنطقة." وسبق أن دعت معظم فصائل المعارضة السياسية والمسلحة في سوريا وبعض الدول العربية لعملية عسكرية دولية في سوريا لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من ثلاث سنوات. لكن السيسي ذكر أن التدخل الغربي في ليبيا لم يحقق انتقالا سلسا للديمقراطية في البلد. وقال "الحالة مش بس في ليبيا. احنا لازم نكون متحسبين من انتشار خريطة الارهاب في المنطقة. وأنا أتصور أن فيه دور للغرب في ذلك. هم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا. كان المفروض انه يتم تجميع السلاح اللي منتشر في كل مكان حتى تستقر الدولة ويبقى فيه حكومة. لأنه ما كانش فيه قوات مناسبة وكفاية من الجيش أو الشرطة عشان الدولة دي تستقر وتدخل في عملية الديمقراطية الحقيقية." وحين سئل السيسي عن جماعة الاخوان المسلمين ذكر أنها فقدت تعاطف "معظم المصريين" معها. شهدت الشهور التسعة الأخيرة زيادة في نشاط الجماعات الجهادية في شبه جزيرة سيناء بالاضافة إلى سلسلة من الهجمات في عدد آخر من المدن من بينها القاهرة. وقتل المتشددون المئات من رجال الشرطة والجيش في تفجيرات وحوادث اطلاق نار في الشهور الماضية. وقال السيسي نفسه إنه تم اكتشاف محاولتين لاغتياله. وقال "هو الفكر ده فكر متشدد ولا يقبل التفاهم او التعامل مع الآخر. تفاهمه هو انه ما عندوش استعداد. هو متصور نفسه ان هو الحق المبين الوحيد وأي حد ثاني غيره مش كده. هي دي المشكلة يعني بدون الدخول في تفاصيل. محاولات الاغتيال مش ح تنتهي. محاولات الاغتيال مش ح تنتهي لأن هو شوفوا الدنيا فيها إيه. بصوا من فضلكم راجعوا. الغرب يجب ان ينتبه.. على الغرب أن ينتبه لما يدور في العالم وخريطة التطرف التي تنمو وتزداد. هذه الخريطة ستمسكم لا محالة." وفي ديسمبر كانون الاول الماضي قضت محكمة بحظر جماعة الاخوان باعتبارها جماعة ارهابية. ويحاكم الرئيس السابق محمد مرسي الذي عزل في يوليو تموز الماضي بتهم تصل عقوبتها إلى الاعدام. كذلك أحالت محكمة أوراق مرشد الاخوان محمد بديع إلى المفتي لاخذ رأيه في اعدامه هو ومئات آخرين من مؤيدي الاخوان. وأضاف السيسي في المقابلة "فقدوا الصلة مع المصريين. وفقدوا التعاطف مع المصريين. غالبية المصريين. وده أمر لازم انتم كمان تكونوا منتبهين له. العنف اللي غير مبرر تجاه المصريين.. ده أفقدهم أي شكل من أشكال التعاطف. مش بس كده. ده كمان ما خلاش لهم فرصة للمصالحة الحقيقية مع المجتمع. ده الواقع اللي احنا بنتكلم فيه." وذكر السيسي الذي زادت شعبيته بدرجة كبيرة عقب عزل مرسي أنه يدرك التحديات الكبيرة التي تواجه مصر بعد الاضطرابات التي سادتها في السنوات الثلاث الأخيرة منذ عزل الرئيس الأسبق حسني مبارك. وقال في المقابلة "مدخلنا خلال هذه المرحلة أو في برنامجنا هو توفير فرص عمل للمصريين.. هو ضبط الحد الأعلى والحد الأدنى للمرتبات في مصر. الحد الأدنى في مصر حد يعتبر ضئيل جدا وقليل جدا عشان يحقق مستوى اجتماعي مناسب. محتاجين ان كمان فيه دعم بيقدم في الدولة المصرية..ان الدعم ده يتم توزيعه بعدالة حقيقية. الأغنياء يمكن بينالهم من الدعم أكثر مما ينال الفقراء. احنا محتاجين نوزع ده." وأضاف "مش الشق الأمني فيها هو الحاسم فقط. لأ. التعليم والاقتصاد والثقافة والوعي. كل ده محتاجين نتحرك عليه مش بس في مصر. دي مواجهة بتتطلب مشاركة الجميع. وانتم كنتم لكم دور في دعم الديمقراطيات. عايزين تعملوا ديمقراطية في دول كثير. وده أمر جيد لكن كمان ده مش ح ينجح بالشكل المطلوب وفي أسرع وقت إلا من خلال دعم اقتصادي جيد." ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي في انتخابات الرئاسة هذا الشهر. وهو يخوض الانتخابات أمام منافس واحد هو حمدين صباحي الذي جاء ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012.