بمناسبة انتهاء فترة عمله بتركيا استضاف جميس جيفري السفير الأمريكي بمقر إقامته بالعاصمة أنقرة رموز وفعاليات الحياة السياسية بالبلاد من مختلفة الأحزاب وكذا عدد من الشخصيات المستقلة بالبرلمان التركي وفي مستهل اللقاء شدد جيفري علي أهمية العلاقات بين بلاده وتركيا, ولم ينكر الرجل وجود بعض الفتور في العلاقات علي خلفية موقف الأناضول من إيران وتصويته بالرفض علي فرض عقوبات جديدة علي طهران, إلا أنه قال إن تباين الموقف بين الأصدقاء أمر وارد الحدوث, مؤكدا أن الرئيس باراك أوباما يعتبر الجفوة الحاصلة بين البلدين حالة طارئة وستزول قريبا جدا. لكن يبدو أن اللقاء الذي نشرت صحفية حريت تفاصيله في صدر صفحتها الأولي أمس, لم يكن يهدف لهذا فقط بيد أن جيفري سرعان ما انتقل من المجاملات الدبلوماسية ليتجه مباشرة إلي المعضلة الكردية موجها حديثه إلي سري ساكك المسئول بحزب السلام والديمقراطية الكردي, قائلا له': إذا أصررتم علي الانفصال فستصبحون دولة متخلفة تنتمي للعالم الثالث في حين إذا اندمجتم في تركيا فسوف تواصلون معها الطريق نحو الغرب والتقدم. وهنا رد سري قائلا إن غالبية الأكراد في مناطق جنوب شرق هضبة الأناضول لا يؤيدون انفصالا عن تركيا وإذا جري تصويت بالفعل فلن يجيب بنعم علي تكوين كيان مستقل سوي3 أو4 في المائة إلا أنهم في المقابل مغبونون يتعرضون لقهر منظم منذ سنوات طويلة وحرب تستهدف إقلاعهم من أرضهم! وبطبيعة الحال كان علي مساعد رئيس الحزب الحاكم عبدالقادر اكسو أن يعلق وفي عبارات اتسمت بالجدية: قال بداية ان هناك فرقا بين أكراد سوريا وإيران في جانب وأكراد تركيا في جانب ثان والدليل هو أن غالبية أكراد الأناضول هم جزء لا يتجزأ من الشعب التركي علي مدار المائة عام الأخيرة وعاد سري موجها حديثه للسفير الأمريكي أن بلادكم أعطت للسود كل حقوقهم وجاء رئيسكم منهم. من جانبه قال جيفري أن بلادنا لن تصل لهذا الوضع بين ليلة وأخري بل أخذ عقودا وثمنا باهظا تم دفعه وهنا التقطت المعارضة ممثلة في كل من الهان كاسيجي النائب عن حزب الشعب الجمهوري من اسطنبول, ورئيس المحموعة البرلمانية أوكتاي فورال دفة الحوار, مشيرة إلي أن الجنرال الراحل جمال جورسيل والذي قاد أول انقلاب عسكري في عمر الجمهورية عام1960 ثم اصبح رئيسا للجمهورية كان من الأكراد كذلك الرئيس الراحل صاحب نهضة البلاد إقتصاديا في منتصف الثمانينيات وبدايات التسعينينات تورجت أوزال كان كرديا.