تسبب رفض الكاتب جمال الغيطاني الترشح لجائزة البوكر العربية عن روايته من دفتر الإقامة في ردود أفعال بين الكاتب المصريين خصوصا ان الغيطاني وصف الترشيح بأنه امتهان لقيمة المبدع. وبينما طالب البعض بضرورة مقاطعة هذه الجائزة التي فاز بها في دورتها الأولي المصري بهاء طاهر وفاز في دورتها الثانية المصري الدكتور يوسف زيدان كان من الضروري استطلاع ردود الفعل. الكاتب يوسف القعيد يؤكد كون الجائزة تحمل اسم البوكر ليس معني هذا أنها إنجليزية ومن الطبيعي أن يكون بها قدر من المجاملات ولكن المضحك أن معظم الروائيين يكتبون لينشروا في توقيت يسمح لهم بالترشيح لها وأضاف القعيد جائزة البوكر العالمية جائزة محترمة وهناك من حصلوا عليها بعد حصولهم علي جائزة نوبل وعندما تعربت البوكر علي طريقة تسليم المفتاح دخلت في عشوائيات حياتنا والسؤال هو هل آثارت هذه الجائزة اهتمام القراء بالرواية.. ؟ أشك. ونفي الروائي فؤاد قنديل كل ما وجه للجائزة من اتهامات وقال كل ما هنالك أن الجائزة منحت لمصريين في الدورتين الأوليين وكان من الطبيعي أن تنتقل إلي غير المصريين بعد ذلك.. حقيقة اري اعمالا مصرية جيدة كانت مشتركة ما كان يجب تجاهلها ولكن هناك مبررات لدي لجنة التحكيم اذ تم التحكم بشكل دقيق.. ولا ادري هل يجب ان نكون دائما من الفائزين واذا لم يكن هذا تصبح الجائزة فاشلة.. اعتقد هذا بقدر من التجاوز فالبوكر ليست أسوأ حالا من جوائز مصرية عديدة تخالطها السلبيات فلا يجب أن نصب جام غضبنا علي جائزة يتعين أن تكون جيدة وتطور إلي الأحسن كل عام. فيما قال الروائي سعيد الكفراوي لست ضد أي جائزة مادامت لها معايير محددة مثل أن يكون العمل المقدم جديرا بالتقدير وان تحكم الجائرة نزاهة ثقافية وإنسانية بحيث تصل إلي مستحقيها بالفعل وأضاف كفراوي ما حدث في جائزة البوكر السابقة كان موضع اختلاف علي جميع الأصعدة الثقافية في الوطن العربي.. وقد علمنا بانسحاب بعض اعضاء لجنة التحكيم مما يؤكد أن هذه الدورة قد شابهابعض العورات مثل اختيار ما لا يستحق من أعمال واهمال الروايات الجيدة وجائزة يكون حولها مثل هذه الأمور تدفع بالفعل لموقف مضاد لوجودها ذاته فهي لا تخضع لمعايير جيدة مثل جائزة الشيخ زايد بن سلطان أو جائزة العويس. ووصفت الروائية سلوي بكر كل الجوائز العربية بأنها تفتقد للشفافية وقالت أنها تفتقد للمعايير الواضحة لتدخل لجان التحكيم وقالت هي لجان يشوبها الكثير من الأمور التي تستحق التوقف والمراجعة والبوكر جائزة تنطبق عليها كل هذه الشروط مثل جوائز كثيرة تحتاج إلي شفافية ومعايير مستقرة تؤمن المبدع. ورفض دكتور محمد المنسي قنديل المقاطعة وقال إنها جائزة مهمة تؤثر في مسيرة الرواية العربية وتساعد علي تطورها وقد استطاعت هذه الجائزة تعريف القراء المصريين بالرواية المصرية والعديد من الأسماء التي تكتب الرواية وفي نفس الوقت عرفت القارئ المصري بالرواية العربية وتأتي اهمية الجائزة في أنها ساعدت الجمهور أن يري الخريطة الابداعية خارج مصر أما عيوبها فتتلخص في أن المدة المحددة لقراءة الأعمال المقدمة مدة قصيرة جدا لأن المتقدم مائة وخمس عشرة رواية تقرأ في ثلاثة أشهر فقط وبالتالي ستظلم العديد من الأعمال الجيدة وهذا ما حدث فعلا مع رواية الأديب إبراهيم عبد المجيد في كل اسبوع يوم جمعة ولو اتيحت القراءة الجيدة لهذه الرواية لاستطاعت أن تأخذ مكانها ولكنها مثل العديد من الروايات التي ظلمت. أم العيب الثاني فهو سوء اختيار مجلس المحكمين فهم يختارون اسماء غير معروفة وغير متخصصة في فن الرواية ولذلك تأتي اختياراتهم ضعيفة أما خلاف ذلك فهي جائزة مهمة جدا وتسهم في تطور الرواية العربية ويكفي أنها لا تحمل إسم شخص أو حاكم.