تعقد لجنة قطاع الدراسات الطبية بالمجلس الأعلي للجامعات اليوم بالمنصورة اجتماعا بحضور عمداء كليات الطب علي مستوي الجامعات الحكومية وعميد كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة ليضع القول الفصل في الأزمة القائمة بين نقابتي الاطباء والعلاج الطبيعي نظرا لمطالبة الاطباء بتغيير مناهج كليات العلاج الطبيعي وحذف بعض المواد مثل علم الأدوية والتشريح وهو ما رفضته نقابة العلاج الطبيعي. وفي هذا الصدد أجري الأهرام المسائي حوارا مع الدكتور عادل نصير عميد كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة ليبرز من خلاله وجهة نظر غابت عن الأزمة منذ نشوبها خاصة أن الدكتور نصير امتنع عن التواصل مع الإعلام في تلك الأزمة. وقال: إن العلاج الطبيعي أصبح يمثل الركن الأساسي من أركان المنظومة الطبية والعلاجية علي مستوي العالم, ونادت المنظمات المسئولة عن هذا القطاع بضرورة وجود دكتوراه مهنية في العلاج الطبيعي بحلول عام2020, وفي المقابل يقع العلاج الطبيعي المصري في مركز متقدم علي المستوي العالمي, وهو ما كشفته جريدة إدفانز الأمريكية من أن ترتيب أخصائيي العلاج الطبيعي المصري هو السابع علي مستوي العالم, وأن درجة البكالوريوس المصرية في العلاج الطبيعي تتم معادلتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية دون دراسة مما يعكس السمعة العلمية الطيبة في هذا المجال علي مستوي العالم فيما يتعلق بمصر. * كيف تري الأزمة الأخيرة خاصة بين نقابتي الأطباء والعلاج الطبيعي؟ ** أوكد أنه في البداية لابد من وضع المريض كهدف أساسي لكل من كلية العلاج الطبيعي ونقابتي الاطباء والعلاج الطبيعي, فمصلحة العاملين بالجهات الثلاث متوقفة علي التأكد من توفير الخدمة المناسبة له. * وهل تري سببا واضحا لزيادة وتيرة التصريحات والاتهامات المتبادلة من الجانبين؟ ** لا أعلم ما هو سر الأزمة بل ان كلية العلاج الطبيعي أصبحت طرفا في الأزمة, وهي ليست كذلك, فالطب البشري والعلاج الطبيعي هما توأما القطاع الصحي في مصر, ولا يمكن التمييز أو الفصل بينهما. * ألست متفقا معي أن هناك العديد من التجاوزات في ممارسة المهنة بالعيادات الخارجية؟ ** لا أنكر أن هناك تجاوزات في ممارسة مهنة العلاج الطبيعي لكن لابد من إقامة الحد علي كل المخالفين وليست الكلية سببا في تلك المخالفات, فالكلية لا تخرج أطباء علاج طبيعي وإنما أخصائيي العلاج الطبيعي وتشخيص الحالات من الاخصائي مخالفا للوائح. * هل معني ذلك أنك تعترف بأن خريج كلية العلاج الطبيعي أخصائي وليس طبيبا؟ ** لقب طبيب لقب عرفي يطلق علي كل من عمل بالحقل الطبي حتي وإن كان ليس طبيبا, وخريج العلاج الطبيعي يصبح طبيبا بعد حصوله علي درجة الدكتوراه لكنه لقب اكاديمي لكن اؤكد أن مهنة أخصائي العلاج الطبيعي مهنة رفيعة ولا يمكن التقليل منها ويكفي الاستشهاد بوضع القطاع الصحي في دول العالم أجمع لتتأكد أن فريق العمل الطبي فريق متكامل لا يمكن الفصل بين اعضائه. * وما هو الحل من وجهة نظرك في رأب الصدع القائم حاليا خاصة مع انعقاد اجتماع الحسم غدا؟ ** لابد وأن تتعاون نقابتا الاطباء والعلاج الطبيعي لتطبيق القوانين وما قصدته بإقامة الحد علي المخالفين أن يتم توقيع العقوبات المنصوص عليها قانونا, فهناك عدد من القوانين الصارمة بين الجهتين لابد من تفعيلها واؤكد أن الوضع الحالي في مصر يعطي الحق لأي واحد في الشارع أن يشخص أي حالة ومن الممكن أن يمارس شخص ليس خريجا من الكلية المهنة ويقوم بالتشخيص دون أن يكون حاملا لمؤهل جامعي متخصص وهذا نتيجة عدم وجود رقابة وتفعيل للقانون علي هؤلاء. * وعلي من يقع دور التوعية خاصة ان المريض لا يملك مهارة أن يفرق بين الطبيب والاخصائي؟ ** اقترح في هذا الصدد أن تشكل كل من النقابتين لجنة للإعلام بكل منهما تقوم بدور التوعية في هذا المجال, وكيف أن المواطن يمكن أن يتقدم بشكوي إذا شعر بأي شك في ممارسة الاخصائي الذي يقوم بتأهيله. خاصة أن دور النقابة ليس التوعية وإنما الحفاظ علي حقوق أعضائها والدفاع عن الحقوق المهنية الصرفة. * ما الذي يمكن أن تكشفه لنا عن اجتماع الغد؟ ** اجتماع الغد سيعقد في المنصورة في حضور كل عمداء كليات الطب وحضوري كعميد للكلية الوحيدة علي مستوي الجامعات المصرية المتخصصة في هذا المجال, وذلك لمناقشة تقرير اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة قطاع الدراسات الطبية بالمجلس الأعلي للجامعات, وسوف يصدر عن الاجتماع الرؤية النهائية للازمة الأخيرة في ضوء التقرير والآراء التي سوف تعرض ومن المنتظر أن تعرض الكلية خلال الاجتماع رأيها الذي ينادي بضرورة تطوير المناهج بما يواكب التطور العالمي, والممارسة المهنية وإلتزام كل الجهات في هذا الصدد بالقوانين والتأكد أن الممارسة المهنية شأن تنظمه وزارة الصحة والممارسة الاكاديمية تنظمه وزارة التعليم العالي, والمجلس الأعلي للجامعات والمهنة ليست في حاجة لإقرار قوانين جديدة وأريد أن اوضح أن رأي القطاع بالمجلس الأعلي للجامعات هو رأي استشاري. * وما الذي كشف عنه التقرير وما الذي أكده؟ ** تقرير اللجنة أكد أن الكلية تطبق المعايير الاكاديمية الدولية الخاصة بالعلاج الطبيعي التي يطلق عليها مسمي نارس وان الكلية من حقها تطوير مناهجها بما يطور رسالتها ودورها, ولا يوجد ما يشير إلي أن الكلية طرف في أي أزمة. * ألا تخشي الهجوم عليك من نبرتك التي لا تنحاز بوضوح لرأي بعينه؟ ** ليس معني أن رأي الكلية الذي سيعرض في الاجتماع معتدل أنني أصبحت إزاء أي هجوم علي مهنة العلاج الطبيعي ولن أقبل بالظلم فالمهنة شرف لكل من يمتهنها ولن نقبل أن تتعدي علينا مهنة أخري وتنتزع منا حقوقا مكتسبة بقوة القانون. * وهل حاول أي طرف انتزاع تلك الحقوق منكم؟ ** د. حمدي السيد نقيب الاطباء يطالب بالغاء أربع مواد من لائحة الكلية بدعوي أنها تمس مهنة الطب البشري, وهذه المواد هي الأدوية وعلم الأجهزة التعويضية والتدريب العلمي واضطرابات الكلام, وهي كلها مواد تتعلق بوسائل العلاج الطبيعي, وليس بها أي مساس بالطب البشري, والدليل تأكيد تقرير اللجنة الفرعية أن من حق الكلية تطوير مناهجها بما يخدم المهنة, ويطور أداء الطلاب; كما أن تغيير اللوائح وإقرار أو إلغاء مواد جديدة هذا من شأن الكلية والمجلس الأعلي للجامعات فقط. * هل يعني ذلك أن هناك افتعالا في المواقف بين الجانبين؟ ** هناك عملية تهييج لفئتين المفروض أنهما يعملان لصالح المواطن المصري. * كيف يؤثر الوضع الحالي علي المهنة ذاتها سواء بالايجاب أو بالسلب؟ ** هذا ليس من شأنه الارتقاء بمستوي الكلية وبالمهنة علي السواء خاصة إذا علمنا أن هناك تقدما كبيرا تحرزه العديد من الدول في هذا المجال, ولا بد أن تقف الكلية من هذا التقدم علي قدم اثبات الذات خاصة ان هناك العديد من ابناء الكلية الذين اصبح يشار إليهم في دول كأمريكا وانجلترا ودول عربية أرسلت طلابها للدراسة بالكلية وبعد تخرجهم أصبحوا واجهة مشرفة للكلية في بلادهم, كما أن هناك يوما عالميا للعلاج الطبيعي في8 سبتمبر من كل عام ونقوم بتكريم رموز مجال العلاج الطبيعي في هذا اليوم لنتماشي مع ما يحدث في العالم أجمع هل نأتي بعد ذلك ونصل من خلال الخلاف, والاحتجاج إلي أن تتراجع المهنة ودورها, ونحتج علي أمور لا يمكن الاحتجاج عليها لأن القانون ينظمها في الاساس لايجب علينا أن نقلص من دور العلاج الطبيعي في مصر. * وما الذي تقترحه في هذا الشأن؟ ويمكن أن تعرضه علي اجتماع الغد؟ ** أقترح فتح قنوات اتصال وحوار بين النقابتين وحل الأزمة وسوف اتقدم بمقترح خلال اجتماع الغد واتمني أن يقبله عمداء الكليات ولجنة القطاع بأن يجتمع ممثلو النقابتين من أجل الخروج بورق عمل مهني مشترك يثمر عن مشروع بحثي قومي باسم المجتمع الصحي والعلاجي في مصر وستعم الاستفادة علي كل الجهات; والابحاث العلمية المشتركة ستخدم المهنة وترتقي بمستواها. * وهل تري أن ذلك كافيا؟ ** هذا من شأنه إيقاف وتيرة الأزمة الذي لن يعيق إلا طلابنا في الوقت الذي يحصل فيه خريجو الكلية من مختلف الدول علي الاعتراف المهني والعالمي ومواكبة كل التطورات في المهنة في حين أن القائمون علي أمور الطب في مصر يشنون حربا شعواء علي المهنة دون ذنب من أحد.