في إطار المشاورات الموسعة الجارية لتحديد أهم أولويات البرنامج الانتخابي الذي سيخوض به الحزب الوطني انتخابات مجلس الشعب القادمة, التقي السيد/ جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات مع أعضاء اللجنة الاقتصادية برئاسة السيد/ حسن عبدالله وبحضور كل من د. يوسف بطرس غالي وزير المالية ود. محمود محيي الدين وزير الاستثمار. تناولت مناقشات اللجنة العديد من القضايا والتحديات الاقتصادية التي أكد الأعضاء ضرورة أن تحظي بالأولوية والاهتمام خلال الفترة المقبلة, لمواصلة ما تحقق علي طريق الاصلاح الاقتصادي طوال السنوات الماضية تنفيذا لالتزامات البرنامج الانتخابي في2005, ولطرح رؤية مستقبلية شاملة تسهم في دفع الاقتصاد المصري خطوات أخري كبيرة للأمام. وأشار السيد/ جمال مبارك في هذا السياق إلي أن خطوات الاصلاح الاقتصادي التي بادر الحزب إلي طرحها وتنفيذها من خلال حكومته هي التي حمت الاقتصاد المصري من آثار الأزمة المالية العالمية, وأتاحت له تحقيق معدلات نمو مرتفعة بلغت7% سنويا في المتوسط قبل الأزمة, وكذلك الحفاظ علي معدلات نمو إيجابية خلالها, وذلك في وقت شهدت فيه غالبية الاقتصاديات في العالم تراجعا أو تباطؤا في معدلات النمو. وأكد أن استمرار معدلات النمو المرتفعة في السنوات القادمة هو المدخل الرئيسي للتعامل مع قضايا التشغيل وزيادة الدخول. كما أكد أمين السياسات أهمية دور القطاع الخاص بالتعاون مع الحكومة لتوفير الموارد الضخمة التي تتطلبها مشروعات البنية الأساسية, مشيرا إلي أن الحزب وحكومته نجحا في وضع الإطار القانوني لتنظيم مشاركة القطاع الخاص في هذه المشروعات من خلال القانون الجديد الذي أصدره مجلس الشعب في دورته الأخيرة. وأضاف أن القطاع الخاص يسهم بالفعل في توظيف ما يقارب75% من قوة العمل في مصر التي تزيد علي22 مليون عامل, مؤكدا أن استمرار التعاون مع القطاع الخاص وإفساح المجال أمامه للعمل في أطر قانونية واضحة وشفافة سيسهم خلال الفترة المقبلة في تحقيق أهداف التنمية والتشغيل. وأوضح د. يوسف بطرس غالي أن هناك مؤشرات علي أن الاقتصاد المصري سيعاود انطلاقه خلال العام المالي الحالي لاستعادة معدلات النمو المرتفعة التي حققها قبل الأزمة المالية. وذكر أن مؤشرات عجز الموازنة في العام المالي2009 2010 تشير إلي انخفاضها دون مستوي8%, وهو ما يقل عن المعدلات المستهدفة. وأشار د. محمود محيي الدين إلي التقدم الكبير الذي طرأ علي مناخ الاستثمار وإنشاء الشركات في مصر خلال السنوات الماضية, والذي شهد له العديد من المؤسسات الدولية, مضيفا أنه لايزال هناك الكثير اللازم عمله في الفترة المقبلة لجذب المزيد من الاستثمارات وإزالة العقبات التي قد تواجه القطاع الخاص. وأبرزت مداخلات أعضاء اللجنة محورية قضية التشغيل وخلق فرص عمل جديدة, حيث أشاروا إلي أن الحزب وحكومته نجحا, ورغم الأزمة المالية العالمية, في قطع خطوات ملموسة للوفاء بالتعهد الخاص بخلق4.5 مليون فرصة عمل منذ2005. كما أكدوا ان الفترة المقبلة تتطلب بذل المزيد من الجهد لمواجهة هذا التحدي, وذلك من خلال برامج وسياسات تشمل التوسع في برامج التدريب والتأهيل لتلبية احتياجات سوق العمل من المهارات اللازمة لمواجهة المنافسة المتزايدة والتطور التكنولوجي, وتشجيع ثقافة العمل الحر, والتوسع في برامج الإقراض, وتقديم المزيد من التشجيع للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومضاعفة الجهود للتغلب علي بعض المعوقات التي لا تزال تواجه بدء المشروعات, خاصة الحصول علي التراخيص اللازمة. كما طالب الأعضاء بالاستمرار في تشجيع القطاع الخاص, باعتباره لاعبا أساسيا في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة. تناولت المناقشات أخيرا العديد من السياسات والبرامج التي ستحظي بالاهتمام في إطار البرنامج الانتخابي الجديد, وعلي رأسها التوسع في إنشاء مراكز للتجارة الداخلية للمساهمة في خلق فرص عمل جديدة في المحافظات وتوفير السلع للمستهلكين بأسعار تنافسية, وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية من خلال استغلال عناصر جذب الاستثمار التي تمتلكها مصر وتطويرها, وأهمية الحفاظ علي الاستقرار المالي وتبني السياسات المساندة لهذا الهدف, والاستمرار في الدفع بالتشريعات أو التعديلات التشريعية الداعمة للاقتصاد الوطني ومناخ الاستثمار.