أعلن مكتب المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله أنه سيتم تشييع جثمانه إلي مثواه الأخير غدا' الثلاثاء'. وأوضح المكتب- في بيان له أمس- أن موكب الجثمان سينطلق من أمام منزل فضل الله في منطقة حارة حريك بعد ظهر غد, ويجوب الأحياء الرئيسية لضاحية بيروت الجنوبية, حيث سيصلي في ختام التشييع علي الجثمان في مسجد الإمامين الحسنين ويواري الثري في صحن المسجد. كان فضل الله توفي أمس بعد نقله إلي المستشفي إثر نزيف داخلي حاد تعرض له قبل أيام عن عمر75 عاما, وفق ماأعلنه مكتبه الإعلامي, الذي نعاه في بيان تلاه أحد كبار علماء البحرين السيد عبدالله الغريفي. وقد اعتبر رئيس وزراء لبنان سعد الحريري أن بلاده خسرت بوفاة محمد حسين فضل الله مرجعية وطنية ودينية أسهمت إسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل. ووصف الحريري, فضل الله في نعيه له بأنه امتاز بقوة المنطق وجرأة الموقف وصلابة الالتزام وشكل صوتا للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين والمسلمين وللحوار سبيلا في معالجة القضايا الخلافية ورافضا للفتنة وتحريمها. وبدوره, نعي رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري, محمد حسين فضل الله, معتبرا أن الأمة فقدت داعية من طلائع الدعاة إلي الوحدة الإسلامية وصوتا من أجل نصرة قضايا الحق والعدالة ومقاومة الظلم والعدوان وداعما لقيام لبنان نموذجا للتعايش بين الحضارات والأديان وظهيرا للمقاومة. ومن جانبه, نوه حزب الله بمزايا الراحل ومواقفه نصيرا للمقاومة ضد إسرائيل وتصديه للاحتلال وأفعاله ورفضه لمؤامرات الاستكبار وأعلن الحداد ثلاثة أيام. وقال طبيب في مستشفي بهمن حيث كان يتلقي فضل الله العلاج لرويتر انه عندما كان لا يزال واعيا سأله ممرضه ماذا تطلب لاحضره لك فأجاب:' لا اطلب الا زوال الكيان الصهيوني' وتلك كانت آخر المواقف غير المعلنة قبل ان يستسلم للموت. لكن حياته كانت حافلة بمواقف مشابهة عرضته لمحاولة اغتيال كادت تكون محتمة عام1985 عندما استهدفته سيارة ملغومة مما ادي الي مقتل80 شخصا في الضاحية الجنوبية لبيروت. وذكرت تقارير اخبارية امريكية ان الهجوم نفذته وحدة استخبارات لبنانية تلقت تدريبها في الولاياتالمتحدة بعد سلسلة من الهجمات علي اهداف امريكية في لبنان. ويحظي فضل الله بشعبية واسعة بين المسلمين الشيعة وسرعان ما امتدت شعبيته الي دول آسيا الوسطي والخليج وكان من المؤيدين للثورة الاسلامية في ايران. كما انه اعتبر المرشد الروحي لحزب الله اللبناني في السنوات الاولي بعد تأسيسه عام1982. ونعاه اهله ومكتبه في مؤتمر صحفي عقد وسط بكاء ونحيب المئات من محبيه في احدي قاعات جامع الامامين الحسنين في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث اعتاد فضل الله أن يصلي هناك. وجاء في بيان النعي:' شكلت فلسطين الهم الاكبر لحركته منذ ريعان شبابه وحتي الرمق الاخير قائلا لن ارتاح الا عندما يسقط الكيان الصهيوني كما انه وقف في مواجهة الفتن بين المسلمين, رافضا ان يتآكل وجودهم بفعل العصبيات المذهبية الضيقة, معتبرا ان كل من يدير فتنة بين المسلمين ليمزق وحدتهم ويفرق كلمتهم هو خائن لله ورسوله وان صام وصلي.' ورفعت رايات الحزن والاعلام السوداء في مناطق شيعية في لبنان وصدحت اصوات القرآن الكريم من المساجد ومنابر المؤسسات والجمعيات الخيرية التي انشأها فضل الله. من ناحية أخري, أكد عضو كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني الدكتور حسن فضل الله ان التهديدات والتهويلات علي المقاومة لن تغير في المعادلة القائمة ومهما اجرت اسرائيل من مناورات وخطط فانها لن تستطيع ان تفت من عضد المقاومة أو من عزيمتها. واعتبر في تصريحات له أمس ان لبنان كرس معادلة الجيش والمقاومة والشعب بحيث لا تستطيع اسرائيل اختراقه او ان تغير فيه لانها باتت مظلة الحماية للبنان. وشدد علي تحصين المجتمع وتماسكه الداخلي كونه اهم سلاح يوفر الارضية الثابتة للجبهة الداخلية.