يملك السويسري سيب بلاتر الحجة التي تجعله يقف بكل ما أوتي من قوة في وجه نيران الانتقادات الحادة التي يواجهها الاتحاد الدولي بسبب الأخطاء الفادحة التي يرتكبها الحكام ومعها دفع ويدفع العديد من الفرق والمنتخبات الثمن غاليا, إما بخسارة لقب محلي أو قاري أو عالمي, وإما بخروج مبكر من بطولة عالمية, كما حدث أخيرا في مونديال جنوب إفريقيا الذي شهد استمرار حالة الأخطاء الفادحة التي منحت الألمان فوزا عريضا علي الإنجليز بحرمان الأخير من احتساب هدف سليم كان سيمنح الإنجليز تعادلا كفيلا بقلب موازين المباراة, واحتساب هدف غير سليم بالمرة للأرجنتين في مرمي المكسيك فتح الطريق للفوز الكبير الذي أنهي به المنتخب الأرجنتيني المباراة لمصلحته. حجة بلاتر التي تجعله يصم أذنيه عن كل الأصوات المطالبة بالاستعانة بالتكنولوجيا هي أن اللعبة ستفقد الكثير من متعتها وإثارتها, ومع بلاتر كل الحق فيما يقول, بدليل أن الألمان استدعوا من ذاكرة التاريخ أحداث لقاء منتخبهم مع انجلترا عام66 والهدف الذي أثار جدلا كبيرا ومازال بالرغم من مرور44 عاما علي الكرة التي ارتطمت في باطن العارضة وارتدت علي خط المرمي واحتسبها الحكم هدفا, واعتبروا انتصارهم العريض وعدم احتساب الحكم لهدف سليم للإنجليز الثأر الذي طال انتظاره, وسيظل التاريخ الكروي يذكر في كل مناسبة هدف مارادونا الشهير بيده في مرمي انجلترا يد هنري مع أيرلندا, وهدف أحمد حسن في مرمي الكاميرون, وغيرها من المواقف المثيرة للجدل. ستمضي الأيام وينفض مولد المونديال, الذي قالت خلاله جنوب إفريقيا بتنظيمها الرائع لكل العالم: إحنا قدها, وستظل الوقائع المثيرة حاضرة في الذاكرة, والأخطاء الفادحة التي وقعت ماثلة في الأذهان, وسيتم استدعاؤها عند اللزوم عند وقوع ضحايا جدد لأخطاء تحكيمية يريدون القضاء عليها باستخدام تكنولوجيا كتلك التي يستعينون بها مثلا في التنس وتسمي بعيون الصقر, وبالاستعانة بلقطات تليفزيونية للعبة محل الشك, ولو حدث ورضخ الفيفا لتلك الضغوط ستفقد اللعبة الشعبية الأولي كثير جدا من إثارتها وروعتها.