حملت مشاركة المنتخب الجزائري في النسخة التاسعة عشرة لكأس العالم المقامة حاليا في جنوب إفريقيا سلبيات وايجابيات أظهرتها مسيرة المنتخب العربي في منافسات المجموعة الثالثة وبعد وداع للبطولة من الدور الأول سلبيات مابين فنية وسلوكية سيطرت علي الأداء في اللقاءات الثلاثة للجزائر مقابل ايجابيات تنحصر بين خبرات ومكاسب أدبية مستقبلية يجني الأخضر ثمارها في فترة مابعد المونديال. ومابين السلبيات والايجابيات جرت أحداث المشاركة الجزائرية في بطولة كأس العالم. وأولي السلبيات علي الاطلاق هي الخروج من الدور الأول في نسخة افريقية رغم سهولة المجموعة مقارنة بباقي المنتخبات الافريقية المشاركة في البطولة. وجاء الخروج بعد احتلال المركز الرابع الأخير برصيد نقطة واحدة من تعادل مع انجلترا.. وفقدت الجزائر3 نقاط ثمينة بعد الخسارة غير المتوقعة من منتخب سلوفينيا بهدف دون رد في بداية المشوار وهي هزيمة ليس لها أدني مبرر, وكانت سببا في تعرض اللاعبين والجهاز الفني لنقد قوي من جانب الصحافة والاعلام. وثانية السلبيات التي ارتبطت بالمشوار الجزائري هي خوض3 مباريات ب270 دقيقة دون احراز هدف واحد.. وكشفت المواجهات أمام سلوفينيا وانجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية النقاب عن وجود أزمة تهديفية لدي الجزائر تتمثل في غياب رأس الحربة الهداف القادر علي استغلال أنصاف الفرص وظهر عجز تام للثلاثي رفيق جبور المحترف في ايك اليوناني وعبدالقادر غزال المحترف في سيينا الايطالي ورفيق صايفي المحترف في ايسترا الفرنسي في ترجمة الفرص الي أهداف.. ولم يكذب رابح سعدان المدير الفني للمنتخب في الاعتراف بأزمة التهديف لديه مع خروج الجزائر من الدور الأول خالي الوفاض علي الصعيد التهديفي.. وبات البحث عن هداف حقيقي هو المعضلة المستقبلية للكرة الجزائرية.وثالثة السلبيات التي ارتبطت بمشوار محاربي الصحراء تخص إدارة رابح سعدان للمباريات خاصة التي كانت الجزائر تحتاج فيها الي الفوز للتأهل الي دور الستة عشر.. فهو أخطأ في لقاء سلوفينيا بإشراك فوزي الشاوشي أساسيا في وجود رايس مبولحي وكان الشاوشي بخطأ ساذج بطلا في الخسارة بهدف دون رد.. وفي نفس المباراة أخطأ سعدان بعدم بدء اللقاء برأسي حربة منذ الدقيقة الأولي للضغط بدنيا علي دفاع سلوفينيا وافساح المجال أمام نجوم الوسط أمثال كريم زياني وكريم مطمور لأداء واجب هجومي منظم بدلا من اهدار جهد بدني في اللعب علي جانبي الملعب فقط.وفي لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية تكرر نفس الخطأ عندما تجنب سعدان اللعب برأسي حربة كغزال وجبور رغم حاجته الي الفوز.. وكذلك أهمل اشراك رياض بودبوز رغم تألقه في لقاء انجلترا كصانع ألعاب يجيد المناورة في الوسط.أما رابعة السلبيات فهي تخص تصرفات لاعبي الجزائر داخل وخارج الملعب.. وعاني المنتخب فنيا وسلوكيا من خروج عدد من اللاعبين علي النص.. ففي لقاء سلوفينيا تم طرد عبدالقادر غزال بعد دقائق معدودة من اشراكه بسبب الخشونة والانفعال في التعامل مع المنافس وبعد النقص العددي استقبلت شباك الجزائر هدف الهزيمة.وفي لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية خرج عنتر يحيي علي النص وتعرض هو الاخر للطرد واحتج بصورة سيئة برفقة زملائه علي قرارات الحكم في مشهد غير لائق.. وبعد نهاية المباراة ارتكب رفيق صايفي خطأ ساذجا عندما اعتدي بالضرب علي صحفية أعلنت بدورها تقديم شكوي الي الاتحاد الدولي فيفا وجاءت الواقعة في حضور عدد لا بأس به من المنظمين الذين تضامنوا مع الصحفية.في المقابل كانت هناك ايجابيات لازمت المشاركة الجزائرية في المونديال لها مردود كبير علي المستقبل الكروي لمحاربي الصحراء.وأهم الايجابيات علي الاطلاق أن المشاركة في المونديال أتاحت الفرصة للقائمين علي إدارة الاتحاد الجزائري لفتح ملف المهاجرين وضم عدد لا بأس به من لاعبين يحملون الأصول الجزائرية ولهم جنسيات أوروبية ومنهم من لعب لمنتخبات أوروبية علي صعيد الناشئين ولم يكن يفكر في اللعب للجزائر الا بعد تأهلها الي المونديال.. وشهدت المشاركة العالمية الثالثة لمحاربي الصحراء اكتشاف عناصر مميزة أبرزها علي الاطلاق رايس مبولحي حارس المرمي المميز والنجم الأول للجزائر في لقاءيه أمام انجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية والذي كان لتألقه دور البطولة في اقتناص الجزائر لنقطة غالية من تعادل أمام انجلترا والابتعاد عن شبح هزيمة ثقيلة أمام الأمريكان.. ويعد مبولحي أهم اكتشاف جزائري في المونديال وهو يلعب محترفا بصفوف صوفيا البلغاري ومن المنتظر انتقاله لناد أفضل بعد أدائه الراقي في المونديال, ويليه في التألق كوجه جديد مهدي لحسن لاعب الوسط المدافع المحترف في رايسنج الاسباني الذي جري ضمه قبل المونديال مباشرة.. هو لاعب مميز واضافة لوسط الجزائر مستقبلا, وأخيرا ثالث المواهب الجديدة وهو رياض بودبوز صاحب القدم اليسري المميزة.ومن الايجابيات أيضا ان الظهور الطيب لعناصر بالمنتخب سواء بالدفاع أو الوسط أتاح لهم انقاذ مسيرتهم الكروية من خلال الحصول علي فرص للانتقال الي أندية أخري بخلاف من يلعبون لها نظريا دون المشاركة لفترات طويلة في الموسم المنقضي, وكذلك من هبط ناديه عن الدرجة الممتازة.ويأتي علي رأس المستفيدين هنا نذير بلحاج الظهير الأيسر وحسن يبدة لاعب الوسط المدافع اللذان هبط فريقهما بورتسموث الانجليزي الي دوري الدرجة الأولي في الموسم المقبل.. وباتت فرصتهما في الحصول علي عروض قوية متاحة خلال سوق الانتقالات الصيفية.. كذلك الحال بالنسبة لكريم زياني صانع الألعاب الذي لم يشارك كثيرا مع فولفسبورج الالماني ومجيد بوقرة مدافع أيمن جلاسكو الاسكتلندي.ومن الايجابيات أيضا التي اعترف بها رابح سعدان المدير الفني هي اكتساب لاعبيه خبرات عظيمة من خلال التعايش مع اجواء المنافسات المونديالية والاحتكاك بمدارس كروية قوية خاصة انها المرة الأولي للمنتخب الجزائري وجيله الحالي التي يشارك فيها بالمونديال.