نجح الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك في حصد أول ثلاث نقاط في مشواره ببطولة الدوري العام بعد فوزه علي المصري البورسعيدي2 صفر في المباراة التي أقيمت بينهما عصر أمس في ستاد الجيش الثالث بعجرود في الجولة الأولي لمسابقة الدوري العام العائد بعد غياب طويل.. انتهي الشوط الأول بالتعادل صفر صفر وفي الشوط الثاني سجل أحمد عيد عبد الملك هدف الزمالك الأول من ركلة جزاء في الدقيقة24.. وقبل النهاية بخمس دقائق أحرز أحمد علي الهدف الثاني. جاء الشوط الأول متوسط المستوي سيطر الزمالك علي معظم فتراته خاصة في الربع ساعة الأخيرة منه التي لاحت خطورة كبيرة علي مرمي أحمد الشناوي الذي تألق وأنقذ مرماه من عدة فرص جعلته النجم الأول بلا منازع او منافس بل يمكن القول إنه لولا وجود الحارس المميز لحقق أبناء الفانلة البيضاء فوزا كبيرا وبسهولة. وبدا واضحا من بداية المباراة الفارق الكبير بين لاعبي الفريقين في الكفاءة البدنية والفنية وحساسية اللعب التي ظهر المصري البورسعيدي مفتقدا لها في ظل القصور الكبير غير العادي في إعداده ولم يكن للجهاز الفني له بقيادة صبري المنياوي أي علاقة به في ظل الحظر الذاتي الذي فرض علي الفريق في الفترة التي تلت أحداث ستاد بورسعيد الدامية. وتأثر المصري بحالة الغضب التي تفجرت ضده وما ثار حوله من جدل كبير سواء بالمشاركة في البطولة أو الإعتذار عنها مثلما فعل في الموسم الماضي الذي لم يكتمل بالإضافة إلي أنه فشل في أداء مباريات إعدادية قوية مع فرق الدوري العام بإستثناء الرجاء الصاعد حديثا للمسابقة. وما بين كل ما عاناه المصري لم يكن من بين صفوفه من يملك المستوي الطبيعي إلا حارسه أحمد الشناوي الذي استفاد من معسكرات المنتخب الوطني ومن إعارته طوال العام الماضي في الزمالك فبدا الأكثر جاهزية وتحمل بمفرده العبء وكان عليه أن يواجه منافسيه من لاعبي الزمالك ويصحح أخطاء لاعبيه وخط دفاعه وأجاد أداء المهمتين بكفاءة عالية. وعلي النقيض تماما فالزمالك كان في مستوي عال من الناحية البدنية والفنية في ظل الحساسية العالية للاعبيه وعدم ابتعادهم عن المباريات سواء الرسمية أو الودية في الفترة الماضية سواء بالمشاركة في بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري أو بخوض مواجهات قوية غير رسمية مع منافسين كبار ولعبوا بشكل منظم وجيد طوال زمن اللقاء. ولم يكن هناك تعديلات كبيرة في الزمالك لا في تشكيله الأساسي ولا في أسلوب الأداء الذي اعتمد عليه ولعب بالطريقة الرقمية التي اعتادها منذ تولي حلمي طولان مهمته وهي234-1 بالإعتماد علي محمد جنش في حراسة المرمي وأمامه الرباعي صلاح سليمان ومحمود فتح الله وأحمد سمير ومحمد عبد الشافي.. وفي وسط الملعب الثلاثي المدافع نور السيد وأحمد توفيق وعمر جابر.. وأماهم الثنائي مؤمن زكريا وأحمد عيد عبد الملك.. وأحمد جعفر راس الحربة الوحيد. ورغم غياب شيكابالا عن التشكيل الأساسي وقائمة البدلاء بعد سلسلة المشكلات التي صنعها مع مجلس إدارة النادي بسبب مستحقاته المالية فإن عدم وجوده أفاد الفريق كثيرا خاصة في الثلث الهجومي ومنح الفرصة للاعبين للأداء بلا مشكلات أو تعقيدات خاصة عمر جابر الذي صنع للزمالك توازنا رائعا ومرونة كبيرة جعلت الزمالك أشبه بمن يلعب ب12 لاعبا وليس ب11 فقط علي إعتبار أنه كان يتولي بما يملكه من وعي ومرونة وفهم التحول من الدفاع للهجوم والعكس بكفاءة علية. وبدا الزمالك عند إمتلاك الكرة وكأنه يلعب بالطريقة الرقمية1324 بفضل عمر جابر بل في مراحل الهجوم القصوي كان العدد يزيد في الثلث الهجومي ويصل إلي خمسة لاعبين يؤدون بسلاسة ومرونة عالية في الثلث الجماعي دون تقييد بلاعب لابد من أن يتسلم ويمرر ويقوم بكل الوظائف حتي ولو لكن مؤهلا لها علي الاقل في الفترة الحالية مما كان يؤدي لتداخل رهيب في الوظائف والواجبات. والمشكلة الوحيدة التي واجهت الزمالك عند إمتلاك الكرة تتمثل في الانتشار العرضي لفتح الملعب وضرب أي عمق يفكر فيه لاعبو المصري أو علي الأقل جعل إمكانية الاختراق من العمق سهل وميسور بلا مشكلات ضخمة كالتي عاني منها في توقيتات كثيرة رغم نجاحه في تنفيذها أكثر من مرة. وهذه المشكلة التكتيكية لا تقلل علي الإطلاق من من حجم الجهد الذي يبذله الجهاز الفني للزمالك بقيادة حلمي طولان مع اللاعبين بدليل أن معدلات الوعي والفهم لديهم زادت لحد كبير واللعب بنظام واسلوب واضح تحسن عن المواسم الماضية بصرف النظر عن المستوي المتواضع للمصري وعدم جاهزية الفريق وغياب الكثير من عناصره الأساسية التي رحلت أو تشكو من الإصابات. ويزيد حماس الزمالك ويشن مجموعة من الهجمات الخطرة ولكن من سوء حظه أنه كان يلاعب أحمد الشناوي الذي تصدي بمفرده لكل مهاجمي الزمالك وكأنه قرر أن يتدخل في تحد لا رجعة فيه في الشوط الأول لنجوم الزمالك بأنهم لن يهزوا شباكه مهما حدث ويثبت في الدقيقة30 أنه حارس من طراز رفيه عندما يتبادل عمر جابر مع مؤمن ببراعة ويرد حسام حسن للمصري بتسديدة قوية ترتطم بالعارضة لينهي زكريا الكرة لتصل للأول الذي ينفرد ويخرج أحمد الشناوي لملاقاته في توقيت ما أروعه ليقذ الكرة.. وفي الدقيقة42 ينفذ عمر جابر أفضل إختراقات المباراة عندما تسلم الكرة وراوغ أكثر من لاعب بكفاءة عالية ودخل منطقة الجزاء ويسدد كرة قوية ينقذها أحمد الشناوي ويرد حسام حسن بتسديدة قوية ترتطم بالعارضة لينتهي الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف. ويبدأ الشوط الثاني بهجوم عنيف وشرس من لاعبي الزمالك وسط حالة من الإستسلام من منافسيهم سببها الرئيسي انخفاض اللياقة البدنية للاعبين وتعرضهم لحالة من الإرهاق غير العادية أثرت بالسلب حتي علي تركيزهم باستثناء حارسهم أحمد ناصر الشناوي الذي تكفل بكل شيء في المباراة. ويواصل الزمالك ضغطه وسط تراجع واستسلام وفقدان للمخزون البدني وإنخفاض للياقة البدنية من لاعبي المصري وصل لأعلي معدلاته حتي أن غالبية اللاعبين هربوا من تسلم الكرة ولم تكن لديهم القدرة عند إمتلاكها لتمريرها والخروج من نصف ملعبهم بدليل أن محمد جنش لم يختبر علي الإطلاق حتي الإنفراد الذي لاح للمصري أطاح مهاجموه بالكرة فوق العارضة بغرابة شديدة بالإضافة لغياب محمد محسن أبو جريشة عن اللعب ومعه إيهاب المصري مما إضطر مديره الفني صبري المنياوي لسحبه في النهاية. والوحيد الذي حاول الأداء بقوة من لاعبي المصري كان حسام حسن لكنه إفتقد للمساندة بالإضافة لأنه خسر مخزونه البدني في النصف ساعة الأخيرة من الشوط الثاني فتأثر بشدة وبالتالي إهتز أداء المصري بتراجع لاعب وسطه المدافع الذي كان قادرا علي تنفيذ الضغط علي حامل الكرة بالزمالك أو العودة للمساندة الدفاعية بقوة وبوعي وبفاعلية كبيرة أو السيطرة علي الكرة. وفي ظل تألق أحمد الشناوي وإرتفاع معنوياته وزيادة تركيزه واصراره علي الحفاظ علية نظافة شباكه مهما كانت شراسة الهجوم أو طوفان الاختراقات وتعدد الإنفرادات التي واجهها بمفرده وكفاءة عالية إلا ان يكون الحل عن طريق الحكم جهاد جريشة الذي أطلق صفارته في الدقيقة24 لاحتسب ركلة جزاء صحيحة علي المصري عندما سدد أحمد سمير كرة قوية إرتطمت بيد هشام عبد الرءوف ليحتسبها بكل ثبات ويتصدي لها أحمد عيد عبد الملك ليسددها قوية ارضية ترتطم بالقائم وتدخل الشباك معلنة عن الهدف الأول للزمالك. وحاول المصري الرد وتهديد مرمي الزمالك ولكن لياقة لاعبيه لم تسعفهم بل أنهم دفعوا ثمن التقدم ومحاولة التعادل عندما قاد عمر جابر هجمة مرتدة بسرعة عالية واخترق ولعب عرضية لأحمد علي الذي أشركه حلمي طولان بدلا من مؤمن زكريا ليتسلمها بهدوء ويراوغ وينفرد ويسجل في المرمي محرزا الهدف الثاني لينتهي اللقاء2 صفر ويعود المصري خاسرا أول مباراة بعد العودة من الإيقاف ولكنه خرج سالما بفضل الإجراءات الأمنية المشددة. رابط دائم :