حصل الأهرام المسائي علي سيناريو المصالحة بين القضاة والمحامين والذي سيبدأ تنفيذه خلال ساعات والذي يؤسس لعلاقة جديدة بين جناحي العدالة تقوم علي الاحترام المتبادل وتحافظ علي هيبة القضاء. وعلم الأهرام المسائي أن السيناريو المقترح الذي يستهدف اخماد نار الفتنة المشتعلة منذ أسبوعين بين الطرفين علي خلفية حبس محاميين5 سنوات اتهما بالاعتداء علي وكيل نيابة بتوفير محاكمة عادلة وقانونية للمحاميين المتهمين من خلال الاستجابة لطلبات هيئة الدفاع وتأجيل نظر الدعوي مع إخلاء سبيل المحاميين المتهمين وهما إيهاب ساعي الدين, ومصطفي فتوح, وأن تتم استكمال محاكمتهما وهما مفرج عنهما أسوة بباقي المحاكمات بالإضافة إلي التحقيق مع باسم الروس مدير ثاني نيابة طنطا فيما هو منسوب إليه. وكشف جمال سويد وكيل نقابة المحامين عن أن السيناريو الذي تم التوصل إليه يتضمن أيضا إصدار بيان مشترك يؤكد احتواء الأزمة وأن القضاة والمحامين أعضاء لأسرة واحدة هدفها حماية العدالة والدفاع عن المظلومين في ظل القانون بالإضافة إلي دراسة وضع برتوكول تعاون لتنظيم العلاقة بين المحامين والقضاة. وقال سويد إن النقابة تعكف حاليا علي إعداد بيان تشدد فيه علي أهمية وعمق العلاقة بين الجانبين وأنه لم يكن المقصود طوال الفترة الماضية النيل من القضاة والعدالة وإنما كان المقصود الدعوة لمحاكمة يتمتع فيها المحامون بالضمانات القانونية التي تحفظ حقوقهم بصرف النظر عن الحكم شريطة أن يتفق مع القانون. لافتا إلي أن الذي أثار حفيظة المحامين وتخوفهم هو تلك السرعة التي احيلت بها الدعوي وحبس المحاميين احتياطيا دون مبرر قانوني علي خلاف نص المادة50 من قانون المحاماة والتي لا تجيز حبس المحامي احتياطيا إذا ارتكب جريمة بسبب عمله وأن المحاكمة لم تحط بالضمانات القانونية ولم تكفل للدفاع الفرصة لابداء مطالب, ولم تمكنه من الاطلاع ولم تستجب لطلباته ولم تصدر هيئة المحكمة الحكم علانية وعددت العقوبات بخلاف القانون الذي يوجب علي القاضي إذا تعددت الجرائم أن يصدر عقوبة واحدة علي الجريمة الأشد دون باقي الجرائم. وأضاف أن البيان سيؤكد أن صدور الحكم السابق علي خلاف القانون هو الذي أثار المحامين للمطالبة بتوفير محاكمة عادلة للمحاميين شأنهما شأن أي مواطن فكان صوت المحامين هو صوت المجتمع إذ ينادي بالحفاظ علي هيبة القضاء. وشدد سويد علي أن النقابة تشجب أي تطاول من فئة مندسة من شأنها النيل من قضاة مصر أو من رجال النيابة العامة لأنهم مع المحامين يمثلون اضلاعا لمثلث واحد يحمل هموم الوطن ويرسي قواعد العدالة, بينما قال المستشار عبدالله فتحي وكيل نادي القضاة ونائب رئيس محكمة النقض إنه بناء علي لقاء المستشار عادل عبدالحميد رئيس مجلس القضاء الأعلي وحمدي خليفة نقيب المحامين أمس الأول تم التوصل إلي اتفاق يقضي بالتزام نقابة المحامين بوقف كل أشكال الاحتجاجات والاعتصامات في جميع النقابات الفرعية وخلق أجواء طيبة لجلسة الاستئناف المقرر لها غدا حتي يتمكن القضاة من إصدار أحكام قضائية بدون أي ضغوط سواء كانت من القضاة أو المحامين. من جانبه, قال خليفة نقيب المحامين إن القضاة والمحاميين أعضاء أسرة قانونية واحدة ولا يمكن لأحدهما الاستغناء عن الآخر فالقضاة والمحاماة وجهان لعملة واحدة, ولا يمكن أن تستقيم العدالة بدونهما. في غضون ذلك علم مندوب الأهرام المسائي أن هناك محاولات مكثفة من التيار الرافض سواء من داخل نادي القضاة أو داخل نقابة المحامين لإنهاء الأزمة الطاحنة فيما بين القضاة والمحامين والتي أوشكت علي الانتهاء وصرحت مصادر رفيعة المستوي ل الأهرام المسائي بأن هذه المحاولات عبارة عن مؤامرة تهدف إلي إفساد محاكمة الغد ورد المحكمة الخاصة بقضية المحاميين المتهمين خلال نظر القضية غدا بطنطا مشيرة إلي أن هذه المؤامرة يتزعمها أحد النقباء السابقين مع9 أعضاء من مجالس النقابات الفرعية حيث طلب منهم الذهاب إلي طنطا ومعهم مجموعات من الشباب للهتاف باسمه أثناء دخوله إلي جلسة المحكمة وقالت المصادر انه كلف مجموعة من العناصر الموالية له لتجهيز مجموعة من الأتوبيسات للسفر غدا من القاهرةلطنطا مع وضع لافتات له والالتقاء بمجموعة من محامين كفر الزيات وبسيون للتجمهر والهتاف له باعتباره هو الذي حل هذه الأزمة وأكدت المصادر أن الهدف من ذلك إفساد المحاكمة ورد المحكمة وإحداث نوع من الهياج بين القضاة والمحامين وكل ذلك من أجل تصفية الحسابات الانتخابية.