ارتفعت أسعار الخضراوات في الأسواق بصورة كبيرة وصلت الزيادة في بعض الأصناف الي400% بسبب الجو السيئ الذي يسود البلاد حاليا والأمطار التي حولت الاراضي الزراعية الي برك جعلت بعض الفلاحين يتوقفون عن جمع المحاصيل بالقدر الكافي لحين تحسن الأحوال الجوية لتنخفض الكميات المعروضة في الأسواق بما لا يتناسب مع متطلبات القوة الشرائية للمواطنين, فضلا عن حالة الجشع التي تملكت بعض تجار الجملة, في الوقت الذي أعرب فيه المواطنون عن استيائهم الشديد من هذه الزيادة في جميع المنتجات الغذائية وبخاصة الخضراوات الطازجة وفشل التسعيرة الاسترشادية في ضبط الأسعار. حمدي بكار حميدة- تاجر تجزئة- يقول ان ارتفاع أسعار الخضروات في الآونة الأخيرة يرجع الي الطقس السيئ الذي ساد البلاد والأمطار التي هطلت بغزارة وأدت الي غرق بعض الاراضي الزراعية مما جعل عددا من الفلاحين لا يقومون بجمع المحاصيل الزراعية فضلا عن تعرض بعض المحاصيل للتلف بسبب الموجة شديدة البرودة فقل الانتاج بنسبة كبيرة وأصبح المعروض من الخضروات لا يكفي حالة السوق وبالتالي كان الطلب أكثر من المعروض ليستغل بعض الفلاحين وتجار الجملة الموقف ويقومون برفع الأسعار التي زادت في بعض الخضروات لأكثر من الضعف أشار ان الكوسة التي كانت تباع ب2 جنيه قبل موجة البرد ارتفع سعرها لتباع من7 الي8 جنيهات بزيادة تصل الي400% وكذلك الخيار الذي ارتفع سعر الكيلو ليتراوح من5 الي6 جنيهات بعد أن كان يباع الكيلو ب3.5 جنيه في الوقت الذي زاد سعر كيلو البسلة الخضراء2 جنيه ليباع الكيلو بسبع جنيهات بدلا من خمس جنيهات, لافتا أن الفاصوليا الخضراء الوحيدة في الخضروات التي لم يرتفع ثمنها حيث ثبت سعرها عند أربعة جنيهات أما البطاطس فوصل سعر الكيلو الي خمسة جنيهات بعد أن كان يباع الكيلو الواحد ب3.5جنيه فضلا عن ارتفاع سعر كيلو الباذنجان الأبيض الي خمسة جنيهات بعد أن كان يباع بجنيهين فقط, موضحا أن الطماطم مستقرة ولم تشهد سوي ارتفاع طفيف في سعر الكيلو وصل الي50 قرشا حيث كان يباع الكيلو من100 الي125 قرشا ليصل سعره الي150 قرشا. أما يحيي جمعة تاجر تجزئة فقال ان الأسعار ارتفعت بشكل غير طبيعي خلال الأيام الماضية وسوف تستمر الزيادة حتي تستقر الأحوال الجوية, موضحا أن الحركة في الأسواق ضعيفة للغاية بسبب ضعف اقبال الزبائن علي شراء الخضروات وخاصة الكرنب الذي يفضله البعض في فصل الشتاء بعد أن ارتفع سعر الكرنبة الواحدة متوسطة الحجم من3 الي عشرة جنيهات فضلا عن زيادة أسعار الخضرة خاصة الشبت والبقدونس حيث وصل سعر الواحدة في بعض الأماكن الي جنيه واحد. ويقول عبد الواحد الطناني- تاجر تجزئة- ان الغلاء طال جميع أنواع الخضروات باستثناء الطماطم حيث وصل سعر كيلو الفلفل الأخضرحار وبارد الي ستة جنيهات بزيادة بلغت مائة في المائة أما الفلفل الألوان الأحمر والأصفر فوصل سعر الكيلو12 جنيها بزيادة بلغت خمسة جنيهات في الكيلو الواحد بالاضافة الي زيادة أسعار القرنبيط, مؤكدا أن جشع تجار الجملة السبب الاساسي في ارتفاع أسعار الخضروات بهذا الشكل الرهيب الذي لم نشهده من قبل الأمر الذي قلل من حركة البيع والشراء لدرجة أن الخضروات تظل عن بائع التجزئة لعدة أيام حتي تتلف ويكون مصيرها مقالب القمامة. يتهم سعيد الدريني- تاجر جملة- أصحاب الاراضي والمزارع بأنهم السبب في ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني حيث يتحكم الفلاح في الأسعار بالدرجة الأولي عندما يري الاقبال علي الصنف الذي يقوم بعرضه علي التجار في الوقت الذي يقل المعروض من هذا الصنف ويحدد السعر الذي يريده ويضطر تاجر الجملة الي الشراء بأي ثمن ويحمل تاجر التجزئة فارق السعر مع تحديد نسبة ربح له وبدوره يقوم تاجر التجزئة برفع السعر تباعا مع وضع هامش ربح له أيضا ويكون الزبون هو الضحية في النهاية حيث أن رفع الأسعار علي تاجري الجملة والتجزئة لا يفرق معهما لأنهما يحملان الزيادة علي المواطن الغليان. وأكد أن حالة ارتفاع الأسعار من الممكن أن تنتهي بمجرد زيادة كمية الخضروات التي تضخ الي أسواق الجملة من أصحاب المزارع ولكن بعضهم يفضلون تكدس بعض المحاصيل في أماكنها لتتلف حتي لا تهبط أسعارها والمحافظة علي ارتفاع سعارها واستمرار حالة الغلاء مثلما فعل بعض أصحاب مزارع الطماطم علي حرث المحصول بعض أن هبط سعرها بشكل كبير. أوضح مختار حسن موظف ان المواطن الفقير كان في الماضي يلجأ الي سلق البطاطس أو تحميرها في الزيت ويشتري حزمة جرجير ويأكل أو تقوم زوجته بتجهيز طبق مسقعة ولكن الآنن حتي نفعل هذا ننفق علي طبق البطاطس20 جنيها وعلي طبق المسقعة بدون لحوم نحو30 جنيها ولذلك فان المواطن الفقير لا يستطيع الحياة في ظل الرواتب الضعيفة التي لا يقابلها انخفاض في الأسعار التي تزيد كل يوم علي اليوم السابق, مشيرا أن اقل مبلغ تنفقه أسرة مكونة من أربعة أفراد يوميا علي المأكل والمشرب بدون شراء اي نوع من أنواع اللحوم لا يقل عن50 جنيها بخلاف ما ينفق علي التعليم والعلاج والأدوية والملابس, ولذلك لابد من زيادة المرتبات بما يتماشي مع الارتفاع في الأسعار حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه. ويري ابراهيم عبد المحسن- عامل- أن الحكومة السبب الرئيسي في حالة الانفلات التي تشهدها الأسواق من ارتفاع في الأسعار والتحكم في أقوات الناس لغياب الدور الرقابي وتحرر السلع من التسعيرة الجبرية التي جعلت كل تاجر يعرض بضاعته بالسعر الذي يريده دون الاهتمام بالحالة الاقتصادية للمواطن ولهذا حدث تفاوت وارتفاع في الأسعار, مؤكدا انه ينبغي علي الدولة أن تفرض تسعيرة جبرية كما كان في الماضي للمحافظة علي الاستقرار في أسعار جميع المنتجات الغذائية وعدم منح تجار الجملة الفرصة لتضخم ثرواتهم علي حساب المواطنين. وشدد اسلام محمود- أعمال حرة- علي ضرورة ضبط الأسعار وقيام مباحث التموين المواطنين من جشع الباعة والتجار وشن حملات مكثفة علي الأسواق أن تتخذ وزارة التموين بعض الخطوات الجادة لفرض تسعيرة جبرية بعد أن وضعت من قبل تسعيرة استرشادية لم تسمن ولم تغن من جوع, وان تضرب بيد من حديد علي كل من يتلاعب بأقوات الشعب الذي أصبح معظمه غير قادر علي الوفاء بأقل الالتزامات تجاه أفراد أسرتهم ولذلك زادت حالات الطلاق الخلافات الأسرية وعدم قدرة ولي الأمر علي القيام بواجباته نحو أسرته أو من يعولهم. ويؤكد سامح رضا- صاحب ورشة حدادة أنه ينفق أكثر من مائة جنيه يوميا علي أسرته التي تتكون من خمسة أفراد علي الطعام فقط بعد الزيادة الكبيرة في كل المواد الغذائية واللحوم بجميع أنواعها بعد أن كان ينفق اقل من ذلك بكثير الشهر الماضي, وانه حاول رفع أسعار المنتجات التي يصنعها مثل الآخرين الا أن تجارته سادها الركود مما جعله يعود الي الأسعار التي كان يتعامل بها من قبل للمحافظة علي لقمة العيش علي الرغم من ارتفاع أسعار الحديد والمواد التي يستخدمها, لافتا الي أن الأسعار الخضروات مهما ارتفعت فلن نتوقف عن المأكل والمشرب. رابط دائم :