أثار الاجتماع الأخير لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك في فيينا الأسبوع الماضي الكثير من التساؤلات حول مستقبل المنظمة في ظل رفع العقوبات عن إيران وخاصة في ظل النمو السريع لإنتاج البترول في الولاياتالمتحدة والذي سيؤدي بدوره إلي انخفاض صادرات أوبك ليصل إلي30 مليون برميل يوميا في العام المقبل. ورأت شبكة فوكس نيوز الأمريكية أن السعودية ستواجه تحديات كبيرة حيث أن منظمة الأوبك سوف ستشهد ارتفاعا في نسبة إنتاج البترول وذلك لزيادة صادرات العراقوإيرانوالولاياتالمتحدة بالإضافة إلي الوعود الليبية بقرب عودة الإنتاج والتصدير إلي مستوياته الطبيعية وربما ينتظر المنظمة الكثير من الأمور المجهولة التي يمكن أن تتضح معالمها في الاجتماع المقبل في يونيو2014 بعد مرور6 أشهر المخطط لها لإتمام الاتفاق الإيراني مع القوي العالمية. ووفقا لمركز ستراتفور الأمريكي فإن احتمال تنشيط إنتاج البترول في العراقوإيران قد تضيف المزيد من التوترات بين هذين البلدين والسعودية علي حصص التصدير في حين يواجه أوبك تحديين أولهما أن أكبر مستهلك للبترول الولاياتالمتحدة يتزايد الإنتاج المحلي بها في نفس الوقت يجب أن تتعامل أوبك مع خطط توسيع إنتاج البترول من جانب كل من بغداد وطهران والتي يمكن أن تؤدي إلي انخفاض في الأسعار وهو ما لا ترغب فيه المنظمة ومع ذلك فإن الأسواق الناشئة في آسيا سوف تحدد الطلب العالمي وحجم تعطشها لموارد الطاقة ومن ثم سيتم تحديد حجم المشكلة التي تواجه أوبك. وأضاف المركز أن منظمة أوبك نظمت في أوائل1960 من قبل السعودية وإيرانوالعراق والكويت وفنزويلا الهدف الأساسي من توحيد سياسات التصدير للبترول في الدول الخمس وبينما لا تزال الأوبك تنتج نحو40% من البترول العالمي فقد انخفضت هيمنة أوبك علي مر السنين فاليوم السعودية فقط وإلي حد ما الإمارات وقطر والكويت يحتفظون بالقدرة علي ضبط مستويات الإنتاج أما الأعضاء الآخرين مثل ليبيا والجزائر ونيجيريا والأكوادور وأنجولا وقد هز الأوبك بالفعل ارتفاع إنتاج الولاياتالمتحدة إلي ما يقدر بنحو8 ملايين برميل يوميا وهو أعلي مستوي منذ1980 كل هذا سيمثل خطرا كبيرا علي أسعار البترول حيث رأي محللون في مورجان ستانلي العملاقة إنه من المرجح أن تلعب إيران دورا في انخفاض أسعار البترول إلي20% خلال العامين المقبلين. ومن جانبها رأت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أنه تاريخيا فلطالما استخدمت الأوبك البترول كأداة سياسية في المنطقة وفي أوقات الحروب ولذلك فإن زيادة الصادرات من إيرانوالعراق يلعب دورا كبيرا في تنافس أوسع نطاقا بين السعودية وإيران فالتنافس لا ينحصر علي الاقتصاد فقط ولكن سيؤثر سياسيا خاصة في القضايا الساخنة بالشرق الأوسط مثل الحرب الأهلية السورية ومسألة النفوذ الإيراني في المناطق السعودية الشيعية التي تهيمن علي المنطقة الشرقية المنتجة للبترول وقد أعلنت طهران عن عزمها لاستعادة دورها العالمي كقوة بترولية في أقرب وقت وفقا لتصريح وزير البترول الإيراني بيجان نامدار زنجنه مضيفة أن السعودية التي تنتج نحو ثلث إنتاج أوبك الآن لن تكون مستعدة للتنازل عن الكثير من نفوذها الاقتصادي والإقليمي في المنطقة وقد سعي وزير البترول السعودي علي النعيمي إلي تهدئة المخاوف العالمية وقال إنه لا يري بوادر حرب تلوح في الأفق أثناء الاجتماع الوزاري العادي ال164 للمنظمة الأربعاء الماضي. بينما رأت صحيفة الديلي ميل البريطانية أن آسيا هي الآن أكبر منطقة مستوردة للبترول في العالم وأكبر من أوروبا وأمريكا الشمالية مجتمعين ولذلك فهناك زيادة إقبال من الدول الآسيوية علي بترول أوبك خاصة من قبل الهند والصين وبالفعل تعتزم الهند استيراد ما متوسطه220 ألف برميل يوميا من البترول الإيراني في السنة المالية التي تنتهي في31 مارس2014 وذلك وفقا لتصريح لوزير البترول الهندي فيفك راي الأسبوع الماضي وبالنسبة لبكين فهي تتبع سياسة منتصف العصا حيث أن لديها مشاريع ضخمة مع السعودية والعراقوإيران بالإضافة إلي أنها سعت أيضا لتوسيع علاقاتها بشكل كبير في فنزويلا وهي تستورد الآن نحو15% من احتياجاتها من البترول من أنجولا العضو في منظمة أوبك مشيرة إلي أن التأثير علي الأسعار علي المدي الطويل سيتم تحديده ليس فقط بناء علي حجم النمو الآسيوي في المستقبل ولكن علي إمدادات النفط العالمية أيضا رابط دائم :