علت البسمة وجه زوجة محمد سيد السائق الشهير ب بقلظ وزوجها يخبرها بأنه شاهد مع السمسار شقة حالها أفضل مما يقيما فيها, وبالفعل انتقل الزوجان واستقرا بالعقار الجديد في شارع علي أبو حمد بمنطقة بولاق الدكرور وما إن وطأت أقدامهما الشقة بالدور الخامس حتي تبددت الفرحة بالشقة الجديدة بعد ان فوجئا بأن المياه لا تصل إلي الأدوار العليا بالعقار مما يجعلهما طوال ساعات اليوم في سؤال دائم عن المياه ولا تتوقف نداءاتهما علي قاطني الأدوار السفلي لغلق المياه بعض الوقت حتي تصل اليهما ما يحتاجانه, وبمرور الوقت تحول العش الذي حلم الزوجان به أن يكون جميلا إلي ألوان من العذاب. ولأن الله رزق الزوجين بالطفل أحمد ذي الاربع سنوات كان الشجار يتفجر بين نسوة العقار ومنهم أم أحمد زوجة محمد السيد السائق طلبا للمياه, التي تفتقدها. وبعد فترة قرر الجيران الاجتماع لحل الأزمة التي لا تنتهي وتم الأتفاق علي شراء موتور للمياه يتشارك فيه جميع السكان ووافق الجميع. ومرت الأيام والشهور ولم تحل المشكلة لعدم شراء الموتور, وكأن القدر يختزل للزوجين شيئا ورسم ان تراق دماء بريئة داخل العقار أمس بعد ان تقابل رمضان الجار الذي يقطن بالدور الأول مع زوجة محمد سيد مصادفة علي سلم العقار وهنا نشبت مشادة كلامية لنفس السبب وتأخره في شراء الموتور وانتهت المشادة بقيام رمضان بسب الزوجة التي اتصلت بزوجها علي هاتفه أثناء قيامه بشراء خبز الفينو مع الجبن لزوم العشاء قطع الزوج طريقه ورجع عائدا الي المنزل وانطلق متجها الي شقة رمضان الذي فتح بابه ثائرا معترضا علي اللوم وفي لمح البصر سحب رمضان شومة وانهال بها علي رأس محمد السيد السائق المسكين فوقع مغشيا عليه في الحال, وفي نفسها احست الزوجة أن مكروها وقع لزوجها بعد سماع شهقة لم تبين مصدرها وهي تقف أمام باب شقتها فاتجهت الزوجة تقفز درجات السلم بحرص خاصة بعد أن اخبرها الطبيب أنها حامل في الشهر الثاني, وما أن وصلت أمام باب شقة رمضان حتي فقدت النطق وزوجها شبه نائم علي الأرض لا يتحرك, اتخذت قرارها سريعا وصعدت الي شقتها تبحث عن هاتفها لتخبر أهل زوجها بالشجار الدائر وما أن وجدت الهاتف حتي امسكت به وعادت تهبط أدراجها وقلبها يقفز من صدرها خوفا علي زوجها ووصلت إلي مكان زوجها وسقط هاتفها من يدها وانطلقت منها صرخة رجت العقار وعيناها تنتقل بين جسد زوجها الذي ينزف منه وحوله الدماء بغزارة مثيرة اطلقت صرخاتها من جديد شدت إنتباه الجار في الدور الرابع قفز الرجل درجات السلم ورأس الماء والسائق الشهير بالبشاشة ودماثة الخلق غارقا في دمائه جن جنونه وصاح في زوجة رمضان التي رآها أمام شقتها بسؤالها عن زوجها حركت المرأة رأسها في خوف رأي الجار الأدانة تطل من عين المرأة نهرها في شدة وقفز تتسابق الارض تحت قدميه هربت زوجة رمضان من امامه جذبت الأصوات المارين بالشارع انتبهوا واتجهوا الي العقار وشاهدوا الزوجة الهاربة فهم الأهالي ما حدث وتكالبوا علي المرأة الهاربة وصوت نحيب زوجة محمد سيد المكلومة يرج كل الأجواء. ووصل أخوة محمد سيد في سرعة حاولوا الوصول الي المستشفي وهناك أخبرهم الاطباء الاصابات التي أودت بحياة الشاب في ثوان. بحث الجميع عن رمضان ولكنه تبخر واختفي بينماالشرطة اتجهت الي منزله وقامت بوضع الشمع علي باب المتهم ونجح المقدم عمرو حجازي رئيس المباحث والرائد حسام العباسي معاون المباحث بولاق الدكرور في وضع عدة كمائن حتي تم القبض عليه في طريق الفيوم. وإحالته الي النيابة التي تولت التحقيق واعترف أمامها المتهم بطعن الشاب ب7 طعنات بعد ضربه بشومة علي رأسه عقب مشاجرة بينهما بسبب تأخره في شراء موتور المياه للعقار. رابط دائم :