الاحتكار عمل غير أخلاقي وكسب غير مشروع وهو مال يمحق البركة وينزع الطمأنينة من القلوب ويجذب الشقاق والعقوق في نفوس الابناء الذين أطعمهم أباءهم من لحوم الناس وأشربوهم من دمائهم وأرادوا لهم حياة مرفهة علي حساب ملايين الجائعين والمحتاجين ويذكر الدكتور محمد ابو ليلة أستاذ الدراسات الاسلامية باللغة الانجليزية بجامعة الازهر إن الاحتكار يكون في أقوات الناس وأطعمتهم بصفة خاصة لذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم من احتكر طعاما أربعين يوما يريد به الغلاء فقد بريء من الله وبريء الله منه وقال النبي صلي اللع عليه وسلم أيما أهل عرصة أمسوا وفيهم جائع فقد برئت منهم ذمة الله ورسوله والأحاديث كثيرة في النهي عن الاحتكار في المواد الغذائية التي لايستغني عنها أحد ويضيف أبو ليلة أن الأحتكار عادة مايكون برفع سعر السلعة عندما تكون مواد الطعام نادرة أو يقوم المحتكر بحجز السلعة عن الناس لكي تشح ويرتفع ثمنها ثم يبيعها وجاء ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم( من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم فإن حقا علي الله تبارك وتعالي أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة وفي لفظ ابي هريرة( يريد أن يغلي به علي المسلمين) فإن ذلك ملعون من الله بعيد عن رحمته تعالي لأنه يحتكر مافيه عيش الناس أي حياتهم وقوتهم والغاية من كل أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم هي منع التدخل في الأسواق للإضرار بالمسلمين واحتكار السلع والتحكم فيها وبيعها بأغلي من ثمنها كالملبس والمسكن والطعام والشراب فبعض الناس مثلا يشتري العقار أو الأرض ويتركها فترة طويلة( يسقعها) حتي يغلي ثمنها حتي يكون من الصعب علي الشاب المبتديء أن يشتري مكانا يعيش فيه عند الزواج, والاحتكار يضر بالفرد والمجتمع ويعمم الفقر ويخصص الغني بحيث وصل اليوم ان الاغلبية تحت خط الفقر وقلة قليلة تحتكر الثروة فإن المجتمع لايمكن ان ينهض ويتقدم م في ظل وجود أغلبية فقيرة وأقلية تحتكر الثروة ولاتستثمرها لصالح هؤلاء الفقراء. ويذكر الدكتور زكي عثمان أستاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الازهر: ان الأمور الاقتصادية تحتاج إلي عدة وقفات فالوقفة الأولي سلامة الضمير والقلب والوقفة الثانية الصدق والأمانة والوقفة الثالثة رقة القلب ويقطة الضمير فلو توفرت هذه الوقفات لحسن التعامل بين الناس بعضهم البعض إلا أننا نجد سلبيات كثيرة تعتري المجتمع منها الغش والتدليس والاحتكار فكلها أشياء تضع ما يسمي بالسوق السوداء, والسوق السوداء هي منطلق لكذب والكسب الحرام المبني علي الزيف وقول الزور ومبني علي الباطل والسوق السوداء تقطع الأواصر والعلاقات الطيبة نتيجة لما تحدثه من مصائب وكوارث وأزمات وهي التي تقتل العواطف والتراحم حينما تخرج عن إطار الفكر الاسلامي فقد حدد الاسلام حقيقة التعامل بين الناس بعضهم البعض فقد حرم الاسلام الاحتكار لان الاحتكار يحدث شرخا كبيرا وأزمات سيئة وأنتكاسات كما قال النبي صلي الله عليه وسلم( من احتكر علي المسلمين أربعين يوما ضربه الله بالجذام والإفلاس) وبهذا يكون بعيدا كل البعد عن الحياة الطيبة بل تكون حياتة كلها مبنية علي القلق والاضرابات وقد بين النبي صلي الله عليه وسلم نفسية المحتكر وأنانيته البشعة فقال: بئس العبد المحتكر, إن سمع برخص ساءه, وإن سمع بغلاء فرح ويقول النبي صلي الله عليه وسلم( المحتكر ملعون والجالب مرزوق) فعلي التجار المحتكرين للأغذية والسلع المتنوعة أن يبتعدوا عن هذا حتي لا يتحول المجتمع إلي فوضي. رابط دائم :