عاشت سعاد حياة مليئة بالشقاء فبعد أن تعثرت علاقتها مع خطيبها الأول الذي ارتبطت به عزفت عن الزواج سنوات طويلة, حتي كبرسنها وطالتها ألسنة وغمزات ولمزات الأقارب والجيران حتي تقدم اليها عزت المهندس ذو الأربعين عاما, والمتزوج من ثلاث منهن واحدة علي ذمته بينما طلق اثنتين أنجب منهن12 ابنا وبنتا, وهو ما جعل سعاد تتردد كثيرا قبل الموافقة علي الزواج من عزت ومع ضغط الأقارب والأصدقاء ووعود الرجل لها بتحقيق كل ما تطلب فضلا عن حالة الثراء الواضحة عليه جعلتها تقبل الزواج منه خاصة ان الفارق بينهما13 عاما. وفي حفل عائلي بهيج وفرحة عارمة من الاهل والاحباب تم زفاف العروسين وعاشا عامهما الأول في سعادة واستقرار لم يعكر صفوه شيء حتي الزيارات المتكررة من الأبناء للحصول علي مصروفات من والدهم لم تكن تقلق سعاد بينما كان عزت يشعر أنه تزوج لأول مرة في حياته خاصة بعد أن وجدها زوجة مطيعة متدينة مهتمة بفروضها وواجباتها الأمر الذي أضفي علي عش الزوجية استقرارا ماديا وعاطفيا إلي أن ظهرت في حياتهما إحدي قريبات سعاد التي جاءت لزيارتها في احد الأيام منذ عام من زواجهما للاطمئنان عليها وما أن وطأت قدماها الشقة حتي أبدت انبهارها بالمستوي المعيشي المرتفع لسعاد ابنة عمتها التي كانت تعيش في مستوي متوسط قبل زواجها. لم تفكر قريبة سعاد في عمر ابنة عمها الذي انقضي نصفه بعد فشل خطبتها الأولي وأن زواجها جاء اضطرارا ممن تزوج ثلاث مرات قبلها وله من الابناء12 سيقفون حجر عثرة لهم كل الحق في والدهم, حيث سيطر الحقد والحسد علي القريبة التي امتلأ قلبها غلا تجاه سعاد. بدأت قريبة سعاد تنفث سمومها فما أن شاهدت الزوج حيث قامت بالضحك والمزاح معه عندما قدمته سعاد إليها ومداعبته في محاولة لاختطافه من زوجته خاصة انها مطلقة منذ عدة أشهر ولم يردها زوجها خلال فترة العدة دب القلق في قلب سعاد بعد أن وجدت زوجها يندمج مع القريبة اللعوب خاصة وأنها لا تمتلك من مقومات الجمال ما تمتلكه هي, وظلت في حيرة طوال فترة زيارة القريبة التي لم تكن لديها حمرة الخجل حتي حل الليل ولولا أن سعاد تصدت لمآرب قريبتها برغبتها في المبيت لما قررت الرحيل حيث كان عزت في وداعها وأخذا يتحدثان بصوت خافت حتي استقلت السيدة سيارة أجرة وذهبت ولسان حال سعاد يقول إلي غير رجعة. دخل عزت وزوجته الي شقتهما في هذه الليلة المشئومة وكأن هناك من شق قلبيهما فلاحظت سعاد ان زوجها لم يعد كما هو واستمر شارد الذهن في هذه الليلة حتي غلبه النعاس علي اريكة وضعها علي الأرض في صالة المنزل أمام جهاز التليفزيون حيث إيقظته زوجته كي ينهض ليدخل الي حجرته وفي صباح اليوم التالي تحدثت سعاد مع زوجها عن ابنة خالها التي زارتهما أمس اسلوبها اللعوب في السلام والكلام.. وكيف أنها كانت غاضبة منه لمجاراتها في طريقتها وضحكهما معا بطريقة تجاوزت كل الحدود بالإضافة إلي تصافحهما بالأيدي بين الحين والآخر دون تحفظ إلا ان عزت لم يمنح سعاد كلاما يعيد إليها الاطمئنان اليه حيث رد عليها أن قريبتها سيدة ظريفة ومليئة بالنشاط والحيوية وتعشق الضحك والبهجة وهو ما ينقصه في جميع زيجاته السابقة ولولا أنها لا تحل له كزوجة لما تأخر في التقدم لها. لم تنم سعاد في ليلتها وظلت تفكر في قريبتها قدم النحس التي حولت بزيارتها حياتها الي كآبة ونكد بعد ان كانت حياتهما سعيدة وكانت راضية بما قسمه الله لها من زوج يصونها رغم عدم إنجابها ليسيطر الروتين علي حياة الزوجين لعدة أيام حتي حدث ما كانت تخشاه حيث تكرر غياب الزوج عن المنزل بالأيام وإغلاقه لهاتفه المحمول وتوقعت سعاد انه يلتقي الأفعي إلا أن عزت كان يدعي بعد عودته بأنه يكون في مع اولاده وزوجتيه, لم تنطل هذه الحيل علي سعاد التي كانت توقن بأن زوجها لن يعود إليها كما كان فواجهته بأنه وقع في شباك غرام قريبته وأقر بذلك فطالبته بالبعد عنها إلا أنه أكد لها انه لم يعد يستطيع الابتعاد عنها. أيقنت سعاد أنها تقف حجر عثرة أمام زواج عزت من قريبتها لانه لا يحل له الجمع بينهما فطلبت منه ان يطلقها فطلب منها أن تمهله فرصة حتي يقرر ما ينوي فعله, فهجرت سعاد منزل الزوجية ظنا منها أن زوجها سيشعر بفقدانه له وأنها تركت فراغا كبيرا في حياته إلا أنه لم يتغير فلم يقترب منها ولم يبتعد عن الأخري فأصرت علي طلب الطلاق فرفض فتأكدت سعاد أنها اصبحت غطاء لارتكاب الخطيئة ولم يعد لها مكان في حياة زوجها. توجهت الي محكمة الأسرة بكفر الشيخ وأمام هيئة المحكمة طلبت الخلع بعد أن حكت قصتها الأليمة مع زوجها فتم استدعاء الزوج الذي أكد أنه يحب زوجته ولكنه لن يستطيع الوقوف أمام رغبتها في الطلاق وطلب حضورها. وعندما واجهها طالبها بالعدول عن موقفها فاشترطت عليه ألا يتزوج من قريبته ويعود إلي طبيعته التي اعتادت عليها إلا أنه لم يتقبل أوامرها وقال لها بصوت جهوري انت طالق وخرج من المحكمة وسط سخط الجميع!! رابط دائم :