صحيح أن مصر شهدت عبر تاريخها العديد من الحوادث الارهابية, الا أنها توقفت في أعقاب ثورة يناير وأصبحت نادرة جدا وعلي فترات متباعدة. ولم تأخذ في أي وقت شكل العمل المنظم كما يحدث الآن, ولم تتحول الي كابوس مرعب يخيم علي البلاد والعباد. لكن بعد سقوط مبارك ووصول الاخوان الي الحكم, فقد وجد الارهاب التكفيري فرصته التاريخية مستفيدا من ضعف الدولة ولاسيما علي الصعيد الأمني, ومستفيدا كذلك وهنا مكمن الخطورة- من سياسة الصمت وغض النظر التي مارستها حكومة مرسي ولاسيما في بدايات التحرك الارهابي عندما بدأ السلفيون التكفيريون يمارسون العنف قولا وفعلا ضد المثقفين والفنانين والمفكرين وضد الثقافة والفن,مما شجعهم علي الاستمرار ومنحهم الوقت الكافي للتغلغل وبناء التنظيم الارهابي الذي وصلت جرائمه اليوم الي ماوصلت اليه. والواقع أنه في مواجهة حرب الوجود التي تدور رحاها الآن, يجب أن ينهض الرجال من أبناء المحروسة مكشرين عن أنيابهم بمنتهي القوة والحسم لاقتلاع جذور الإرهاب. ففي مواجهة مثل هذه الحروب يجب أن يكون الهدف هو النصر الكامل لأبناء مصر الشرفاء ومن ثم الهزيمة المطلقة للظالمين. أيضا, فإنه في مواجهة مثل هذه الحروب, يجب أن نتعامل بمنتهي القوة و العزة في مواجهة الأغبياء المتطرفين في أوروبا و أميريكا. وقد يؤدي هذا إلي أن تخضب جباهنا بالدماء و أن نربط الحجارة علي بطوننا و أن تجف المياه في بيوتنا و أن تمرح المجاري في شوارعنا و أن تتوقف الاتصالات و أن تنقطع الكهرباء و ترتعد المؤسسات المالية وتنهار البنوك. وأعتقد أن هذا ثمنا هزيلا لاستعادة وطن كان علي وشك الضياع. نعم هذا ثمن بخس لاستقلال الوطن. هذا ثمن يساوي صفرا بالنسبة لقيمة الأوطان عند الرجال الشرفاء الأوفياء المخلصين. ففي مواجهة حرب الوجود يجب أن نتغاضي عن حسابات التكلفة وحسابات الأرباح كل التكاليف و كل الأثمان و كل الخسائر تساوي صفرا بالنسبة لاستعادة الأوطان. فما أرخص النفس و المال و الأهل والولد في مقابل استعادة الوطن ليكون عزيزا كريما مستقلا عالي الراية شامخ الهامة. المهم أنه في ظل هذا الظرف التاريخي شديد الخطورة والحساسية, يلزم أن يكون أبناء الوطن علي مستوي المسئولية الوطنية, فلا يمكن قبول المهادنة أو المداهنة مع قوي الخراب في أوروبا و أمريكا و حلف الأطلنطي. والحقيقة أنه بسبب هزيمتهم المروعة, و ضياع أموال هائلة و تبخر جهد أربعين سنة, فإنه لن يرضي أبدا الأغبياء في أوروبا و أمريكا و حلف الأطلنطي و إسرائيل وقطر وتركيا و التنظيم الدولي للجماعات الإرهابية. في ظل هذا الظرف التاريخي شديد الخطورة, اقترفت التنظيمات الإرهابية, جرائم الخيانة العظمي من التجسس و التحالف مع أعداء الوطن واستدعاء القوات الأجنبية لاحتلال الوطن والتخطيط و العمل علي تدمير القوات المسلحة و الشرطة تمهيدا لتفكيك الوطن ليضيع تماما لصالح العدو الإسرائيلي. هذا بخلاف جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات بالإعدام. من هنا أري أن أي استراتيجية مستقبلية لمواجهة الجماعات الإرهابية, يجب أن تكون شاملة ومستمرة لكي تنجز الأهداف التالية بصورة نهائية:- 1 إعدام كل من قتل أو حرض علي القتل أو هدد بحرق مصر أو هدد بترويع البلاد و تخويف العباد أو حمل السلاح في مواجهة الشعب و الدولة. 2- حل و حظر كل الجماعات الإرهابية و كل ما يتعلق بها من جمعيات و تنظيمات حزبية أو غير حكومية(ngos) أو خيرية, مهما اختلفت أسماؤها و مهما توارت تحت عبآءة الإسلام. 3- تجريم الانتماء أو الانتساب لأي من الجماعات الإرهابية. 4- مصادرة أموال كل الجماعات الإرهابية مهما اختلفت أسماؤها و مهما توارت تحت عباءة الإسلام فالإسلام منهم براء. 5- تجريم اعتلاء المنابر أو محاولة السيطرة علي أي من مساجد مصر بواسطة أي من أئمة الضلال و شيوخ الفتنة و الخونة و العملاء. 6- تجريم ظهور أي من أئمة الضلال و شيوخ الفتنة, مع إعلان قوائم( بشيوخ) الفكر الإرهابي علي المجتمع و عزلهم إنسانيا و اجتماعيا و وظيفيا و تحديد إقامتهم ومصادرة أموالهم و ممتلكاتهم بقانون يصدر خصيصا بهذا الشأن. 7- إشراف وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي علي كل المدارس و المعاهد والكليات والجامعات ومراكز التدريب ومكاتب تحفيظ القرآن التابعة للجماعات الإرهابية. 8- حماية لأبناء وشباب مصر يتم تدريس برنامج موحد نفسي و تثقيفي و تعليمي في الوطنية و الدين والتاريخ والعلوم الاجتماعية للمدارس والمعاهد والجامعات بمنتهي الجدية و الاهتمام والحرص والعناية. 9- إخضاع المنتسبين للجماعات الإرهابية الذين لم يرتكبوا جرما ولم يخطئوا في حق الشعب المصري لبرنامج نفسي وتثقيفي وتعليمي في الوطنية والدين والتاريخ والعلوم الاجتماعية لمدة عام علي الأقل, مع عقد اختبارات شفهية و تحريرية للتأكد من شفائهم تماما من خرافات الإرهاب, مع إعلان قوائم للمصرين علي تبني الفكر الإرهابي علي المجتمع و عزلهم إنسانيا واجتماعيا ووظيفيا و تحديد إقامتهم ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم بقانون يصدر خصيصا بهذا الشأن. 10- حظر الوظائف العامة والخاصة علي كل المنتسبين للجماعات الإرهابية ما لم يجتازوا البرامج النفسية و التثقيفية بنجاح, مع التطهير التام للمؤسسات العامة والخاصة من كل المنتسبين للجماعات الإرهابية. 11- غلق كل القنوات الفضائية و الإذاعية التي قد تبث أي فكر إرهابي. 12- تجريم التمويل الأجنبي لما يسمي بمنظمات المجتمع المدني المنظمات غير الحكومية(ngos)) وجمع المنح و المعونات الأجنبية في صندوق أو بنك حكومي لمنح الفقراء القادرين علي العمل قروضا حسنة( بدون فوائد) ومنح الفقراء الغير قادرين علي العمل معونات اجتماعية, تغنيهم عن سؤال الناس وتمنع الجماعات الإرهابية من استغلال فقرهم و عوزهم. رابط دائم :