في ظل تحول معظم بلدان العالم خلال العقد الاخير الي مايسمي بالاقتصاد الاخضر الذي يقصد به الاقتصاد الذي يحافظ علي البيئة ويعمل علي التنمية المستدامة والتي يستفيد منها كل الشعوب نظرا للمشكلات التي تواجه الدول ومنها مشكلة الاحتباس الحراري, فما اهمية الاقتصاد الاخضر لمصر وكيف يمكن تحقيق اعلي معدل استفادة منه للمحافظة علي البيئة وزيادة معدلات النمو وماهي الآليات التي يجب توافرها لتحويل مصر الي اقتصاد اخضر؟!. في البداية يؤكد الدكتور مختار الشريف خبير اقتصادي ان مايميز الاقتصاد الاخضر هو التنمية المستدامة والمحافظة علي البيئة ويعتبر الاقتصاد الاخضر مهما جدا بالنسبة لمصر وذلك لانها بطبيعتها تعتمد علي الزراعة فالزراعة احدي ركائز الاقتصاد القومي فلابد من المحافظة علي البنية الزراعية لتفادي مايعرف بالتسحر والذي يعني انخفاض انتاجية الارض فلابد العمل من الآن لاحداث توازن بين احتياجاتنا واحتياجات الاجيال القادمة في المستقبل فإذا لم تكن هناك تنمية مستدامة ستتآكل الارض الزراعية وستزداد الزراعة تدهورا مشيرا الي ان التنمية المستدامة والتي تقوم علي المحافظة علي البيئة من الملوثات تدخل في كل المجالات الصناعية. ويضيف انه بطبيعة مصر الجغرافية فإن لها ميزة نسبية لابد من استغلالها فمثلا مصانع الحديد والاسمنت لايمكن الاستغناء عنها لانها تعتبر استغلالا للموارد الطبيعية الموجودة في مصر ولكن لكي نتغلب علي المشكلة الناتجة عن عمل هذه المصانع يجب ان توضع وتنقل هذه المصانع في اماكن لاتلوث البيئة وبالتالي نضمن التنمية المستدامة. ويوضح انه من خلال الاعتماد علي الاقتصاد الاخضر يمكن انتاج منتجات صالحة للاستهلاك سواء محليا او عالميا مشيرا الي ان هذا الامر يمكن ان يزيد, من تكلفة المنتج ولكنه علي المستوي البعيد فهو افضل للمستهلك المصري لانه سيعامل كما يعامل المستهلكون الاجانب كما يجب الابتعاد عن استخدام المحاصيل في انتاج الطاقة فيمكن الاستعاضة عنه من خلال تدوير المخلفات الزراعية واستخدامها كوقود. ويضيف انه لابد من التوسع في عمليات الاقتصاد الاخضر والتي يجب ان يتحول اليها الاقتصاد المصري كافة لكي تستطيع مصر مواجهة المشكلات الناتجة عن تلوث البيئة والاحتباس الحراري فيجب الاسراع في عملية التحول, كما انه يجب ان تتضافر جميع الجهود لاسراع هذه العملية, فيجب علي المجتمع ان يضغط علي الحكومة ولايعتمد فقط علي الحكومة باعتبار ان التحول للاقتصاد الاخضر هو قاطرة النجاة للمجتمع والعالم ككل. ويقول الدكتور صلاح جودة استاذ بكلية تجارة الازهر ومدير مركز للدراسات الاقتصادية انه لابد من الاسراع في عملية التحول للاقتصاد الاخضر لكي تستفيد مصر من الاقتصاد البيئي عن طريق الاعتماد علي الطاقة الشمسية فمصر بها شمس طوال العام فلو تم استخدام السخانات الشمسية فإن ذلك سيوفر لمصر الطاقة الكهربائية والبترولية التي يتم استخدامها في تلك المشروعات فإذا تم استخدام الطاقة الشمسية في معظم محافظات الصعيد سيعمل ذلك علي التنمية الحقيقية ويقلل من الملوثات في تلك المحافظات كما ان تدوير المخلفات الزراعية واستخراج الاسمدة الطبيعية والاعلاف بدلا من حرق هذه المخلفات والتي تبلغ قيمتها حوالي3.5 مليار جنيه ويتم انفاق حوالي300 مليون جنيه لكي يتم التخلص من هذه المخلفات. ويوضح انه اذا تم تدوير القمامة والمخلفات الصلبة والسائلة يمكن الحصول علي الغاز البيئي او مايعرف باسم البيوجاز والذي من الممكن ادخاله وامداده لكل القري والنجوع ويكون بديلا عن الغاز الطبيعي ولذلك فإن تحول مصر للاقتصاد الاخضر او البيئي سيساعد علي حل كثير من المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد القومي وتأتي في مقدمتها البطالة فالاقتصاد الاخضر سيوفر مايقرب من نصف مليون فرصة عمل سنويا وتوفير الاسمدة والاعلاف لتربية المواشي وتسميد الارض بالاسمدة الطبيعية مما يساعد علي جودة المنتجات وبالتالي يمكن تصدير معظم المنتجات الزراعية للدول الاوروبية.